من عدن إلى الضالع إلى الساحل الغربي.. حلفاء "أبوظبي" يكسرون شوكة الحوثي
الجنوب - Monday 27 January 2020 الساعة 09:13 pmميليشيا إيران الحوثية، قوة لا يستهان بها، ولكنها تُكسر وتدحر، ومُرغ أنفها في التراب، وخرجت من جنوب اليمن تجر معها الخيبة والهزائم التي تلقتها على أيدي أبطال الجنوب.
كانت الميليشيا الحوثية، غزت الجنوب صيف 2015، معتقدة أنها ستسيطر بسهولة، بعد سيطرتها على المحافظات الشمالية، بخذلان القوة العسكرية لحزب الإصلاح وكذا مشايخ القبائل الذين لم يحركوا ساكناً، لكنها صُدمت بمقاومة صلبة كسرت أحلامها وأطماع سيطرتها وهزمتها شر هزيمة.
لم تكن المقاومة الجنوبية، التي ولدت مع بروز الخطر الحوثي على الجنوب، تملك أسلحة فتاكة، ولم يكن لديها مرتبات أو غذاء جيد، بل إن البعض منها لم يكن متدرباً على السلاح أصلاً، ورغم ذلك حققت المستحيل وكسرت المد الحوثي وكبرياءه.
وما إن حققت المقاومة الجنوبية الانتصارات على الميليشيا الحوثية بدءاً بالضالع وعدن، بدا واضحاً لدولة الإمارات التي دعمت هذه المقاومة بالسلاح أن ثمة حليفاً صادقاً على الأرض وجب مساندته ودعمه وعدم خذلانه وهو ما جرى، وولد منها المجلس الانتقالي الجنوبي، والقوى العسكرية التابعة له وخاصة الحزام الأمني وقوى الدعم والإسناد والعمالقة.
ومع مرور عامين على بدء الحرب كان حلفاء قطر في الحكومة الشرعية اليمنية متخاذلين حتى عن دعم المناطق المحررة بالأجهزة الأمنية، وهو ما استدعى من أبوظبي وحلفائها التقدم وتحريك جبهة إضافية لكسر شوكة الحوثي، وبالفعل وصلت قوى المجلس الانتقالي الجنوبي إلى محافظة الحديدة الساحلية، ما أربك الحوثيين ودفعهم إلى الجلوس على طاولة المفاوضات في السويد والتي نتج عنها اتفاقية استوكهولم.
وعلى وقع سقوط جبهة نهم بيد الحوثيين، التي كانت بيد حلفاء الدوحة والذين لم يحققوا أي انتصارات على الحوثيين وصنعوا من الميليشيا قوة لا تهزم، يبدو واضحاً اليوم أنه لم تكن هناك قوة تقاتل الحوثي وتكسر شوكته سوى أبوظبي وحلفائها في الجنوب، وكان آخرها في محافظة الضالع قبل أكثر من شهرين عندما دحرت قوات المجلس الانتقالي الحوثيين الذين تقدموا، "بخيانات" جيش نائب الرئيس علي محسن الأحمر.
وعلى الرغم من كل الانتصارات التي حققها حلفاء أبوظبي في الجنوب والشمال على الحوثي، لا يزال حلفاء الدوحة سواءً في الحكومة الشرعية أو في حزب الإصلاح "إخوان اليمن"، يرمون بهزائمهم على الإمارات.
وتستدعي نكسة "نهم" من الرياض مراجعة الحلفاء، وكذا البحث عن حلفاء جدد بدلاً عن حلفاء الدوحة التي تدعمهم "بغير قصد"، لربما لعدم اطلاعها على فصول المشهد اليمني، كون الاستمرار مع هذا الحلف يعني تلقي نكسات وفشل جديد.