مجهر- تهديدات حوثية صاخبة رداً على "رسائل سلام" سعودية
السياسية - Monday 09 December 2019 الساعة 04:52 pm
أطلق المتمردون الحوثيون، ذراع إيران في اليمن، وفي وجه ما اعتبرت مؤشرات انفراج ورسائل سلام سيما من قبل الجانب السعودي، تهديدات صاخبة بالتصعيد العسكري في كل الاتجاهات، ولجأوا إلى الحديث عن قدرات تسليحية وتصنيع عسكري مفاجئ وغير مسبوق، مهددين بإشعال المنطقة ضمن ما وصفوه "هجوم استراتيجي شامل".
اللافت أن التهديدات الحوثية جاءت غداة إعلان وزير الشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير عن وجود “إمكانية للتوصل إلى تهدئة تتبعها تسوية في اليمن”.
وبينما قد يرى آخرون أن لغة وتكتيك التهديدات يتخفى وراءه "ضعف"، إلا أن هناك من يفضل الربط بين التهديدات عالية النبرة التي جاءت على لسان وزير الدفاع في حكومة الانقلابيين بصنعاء وبين تكشف المزيد من التورط الإيراني في دعم وتسليح الحوثيين وتزويدهم بالقدرات العسكرية والصاروخية المتقدمة.
تهديد وتوقيت
ويعتقد أن الحوثيين يمارسون دورا جديدا لتحسين شروط طهران في وجه الضغوط والأزمات التي تشتعل ضد النفوذ والتمدد الإيراني في المنطقة. علاوة على أن التصعيد الخطابي والتهديد الصاخب يجيئ إثر إحباط تهريب أسلحة وتقنيات متطورة بينها أجزاء من صواريخ باليستية قبل أيام قلائل في بحر العرب.
وقال محمد ناصر العاطفي، وزير الدفاع الموالي للمتمردين الحوثيين، إنّ “دول العدوان غير صادقة في ما يخص السلام”، محذّرا من أنه “إذا استمر العدوان والحصار فلن نقف مكتوفي الأيدي”.
وتابع “الصناعات العسكرية اليمنية تمضي في سباق مع الزمن إلى درجة مذهلة ومستوى لا يقارن حتى مع الدول التي سبقتنا في هذا المجال بالعشرات من السنين، وأن ذلك يتم بخبرات وكوادر فنية يمنية خالصة”.
ورطة "الرهان"
الحديث عن قدرات تسليحية ذاتية وعن “صناعة سلاح محلّية” اعتبر في ظروف ومرات متكررة ومشابهة ضربا من تسويق الوهم ومخالفا للواقع ولظروف البلد بالغة التعقيد إلى درجة العجز عن توفير أبسط ضرورات الحياة، فضلا عن القدرة على إرساء صناعة بمثل ذلك التعقيد، بحسب تقرير لصحيفة العرب اللندنية.
وبحسب هؤلاء فإنّ الغاية الوحيدة من الحديث عن تلك القدرات هي إبعاد الشبهة عن إيران المتورّطة بشكل مؤكّد في تزويد الحوثيين بأسلحة ومعدّات تستخدم في استهداف منشآت حيوية داخل الأراضي السعودية وفي تهديد أمن الملاحة البحرية في باب المندب والبحر الأحمر.
في المقابل فإن التهديدات الأخيرة، المناقضة لأجواء اتسمت في الآونة الأخيرة بالتفاؤل حيال إمكانية تراجع خيارات الحرب والتقارب مع تصورات مطروحة للتهدئة وسعيا لسلام تفاوضي برعاية أممية، تعكس ورطة المراهنات على التزام جدي ومن أي نوع قد يمارسه أو ينفذه وكلاء إيران وأدواتها، في ظل استمرارية تدفق الأسلحة والتقنيات والقدرات العسكرية الإيرانية.
صواريخ أكثر تطوراً
وعرض المبعوث الأميركي الخاص بإيران، بريان هوك، الخميس، صوراً لأجزاء الصواريخ الإيرانية التي اعترضتها البحرية الأميركية على متن قارب قبالة سواحل المهرة وهي في طريقها إلى ميليشيا الحوثي الذراع الإيرانية في اليمن.
واستعرض هوك صور الاسلحة المضبوطة خلال مؤتمر صحافي عقده بمقر وزارة الخارجية الأميركية. وقال "إن شحنة الصواريخ المصادرة من السفينة الإيرانية في بحر العرب تعتبر الأكثر تطوراً". وشملت المعروضات صورا لرأس صاروخ من طراز كروز مجنح يطابق صاروخ سومار الايراني متوسط المدى.
وسبق واستخدمت ميليشيا الحوثي صواريخ من نفس النوع في عمليات قصف لمطاري أبها وجازان جنوبي السعودي وزعمت انها صنعت نسخة منها اسمتها (قدس 1 المجنح) بينما هي في الواقع حصلت عليها من ايران.
وتتميز صواريخ كروز المجنحة بانها تمتلك جهاز توجيه وملاحة، ولديها دقة أكثر في إصابة الهدف، ويصعب التصدي لها، مقارنة بالبالسيتية الأخرى، بسبب تحليقها على مستويات منخفضة من الارض، ما يجعل من الصعوبة اكتشافها عبر أنظمة الرادار.
كما شملت المعروضات صورا لصواريخ دفاع جوي أرض -جو وصواريخ مضادة للدروع ووقودا يستخدم للصواريخ وصمامات للصواريخ ومجموعة اخرى من الأسلحة والمقذوفات.
قدرات إيرانية متقدمة
ووفقا لخبراء عسكريين فان المضبوطات تعد دليلا قاطعا يفضح دعم ايران وتهريبها لأسلحة نوعية لميليشيا الانقلاب في اليمن بغية تعزيز قدراتها القتالية وهو ما يفسر امتلاكها لصواريخ كروز ودفاع جوي محمولة ومضادات للدروع حديثة لم تكن موجودة في مخازن الجيش اليمني.
وكان مسؤولون أميركيون قالوا، الأربعاء، إن سفينة تابعة للبحرية الأميركية صادرت كمية كبيرة من أجزاء صواريخ إيرانية موجهة كانت مرسلة إلى ميليشيات الحوثي في اليمن، وفق أسوشيتد برس.
إلى ذلك أشار المسؤولون لرويترز، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، إلى أن تلك هي المرة الأولى التي تصادر فيها أجزاء صواريخ متقدمة بهذا القدر وهي في طريقها إلى اليمن.