حليف داعش ومالك أكبر قصر بالعالم.. اردوغان عدو المنطقة والعالم

العالم - Monday 25 November 2019 الساعة 08:47 am
عدن، نيوزيمن:

انتقدت مجلة «ناشيونال انترست» الأمريكية مسلك واشنطن في التعامل مع تركيا التي يحكمها الرئيس رجب طيب أردوغان.

وفي مقال لـ«دانيال بايبز»، قالت المجلة، إن القادة الأمريكيين يجهلون تماماً طريقة التعامل مع الرئيس التركي، مضيفة «بينما سهل الرئيس جورج بوش الابن وصول أردوغان لمنصب رئيس الوزراء، وصفه الرئيس باراك أوباما بكل فخر بالصديق، بينما رحب الـرئيس دونالـد ترامب بغزوه لسوريا» .

وأضاف «بايبز»: «يخدع البنتاغون نفسه لو ظن أن تركيا التي كانت يوما ما حليفا موثوقا في حلف الناتو ستعود مجددا، بينما تعتمد وزارة الخارجية على غريزتها التقليدية لاسترضائها».

خطر أردوغان

وأشار الكاتب إلى أن الوقت قد حان ليس فقط لاعتبار أردوغان عدوا، ولكن لتوقع المخاطر التي يشكلها هذا الرجل على بلده ومنطقته والعالم.

وشدد على ضرورة التوقف عن التعامل مع تركيا باعتبارها حليفا للناتو، داعيا إلى معاملتها كإيران باعتبارها شريكة لأعداء أمريكا، ودولة أيديولـوجية معتدية، وراعية لـلإرهاب، ودولة طامحة لامتلاك أسلحة نووية.

وأوضح الكاتب أن فترة حكم أردوغان، الـذي يسيطر علـى تركيا منذ 2003، تنقسم إلـى مرحلتين.

إحكام القبضة

وأشار إلى أنه في المرحلة الأولى، التي استغرقت حوالي 8 سنوات، حقق نموا اقتصاديا ونفوذا إقليميا غير مسبوقين، لدرجة مكنته من إحكام قبضته على الجيش، وهو ما لم يقدر عليه جميع أسلافه. وأضاف «لكن براعة أردوغان تبخرت منذ عام 2011، عندما سيطر عليه الغرور».

وتابع «منذ ذلـك الحين، تحولـت الـشرعية الـديمقراطية إلـى ديكتاتورية، حيث عوض أردوغان الـتراجع في شعبيته بمجموعة من الانتهاكات الانتخابية، بداية من الهيمنة على وسائل الإعلام، وإرسال بلطجية لمهاجمة مكاتب أحزاب منافسة، وصولا إلـى الـتلاعب بشكل واضح بصناديق الانتخابات».

فساد ومحسوبية

ونوه الـكاتب إلـى أن سنوات المجد ولـت مع إخفاقات أردوغان المتتالـية الـتي تجسدت في الـفساد والمحسوبية بتولي صهره منصب وزير المالية.

ولـفت إلـى أن آراء أردوغان الـغريبة أفقدته الـكثير، مضيفا «من بينها علـى سبيل المثال إصراره علـى أن أسعار الـفائدة المرتفعة تؤدي إلـى زيادة الـتضخم. نتيجة لـتلـك الأخطاء، خسرت الليرة التركية ثلاثة أرباع قيمتها تقريبا، منخفضة من 61 سنتا في عام 2011 إلى 17 سنتا اليوم». وأشار إلى أن من بين الأخطاء أيضا هوس أردوغان بالمشروعات الـعامة عديمة الجدوى كإنشاء مطار عملاق في إسطنبول، ورغبته في إنشاء قناة في مضيق البوسفور.

ممتلكات شخصية

وأوضح أن حب أردوغان للعظمة يظهر في ممتلكاته الشخصية، مثل امتلاكه طائرة بوينغ تبلغ قيمتها 500 مليون دولار، وقصرا هو الأكبر في العالم، تم بناؤه بصورة غير شرعية في منطقة غابات محمية.

ونوه «بايبز» إلـى أن سياسة صفر مشاكل مع الجيران تحولـت إلـى سياسة «لا شيء سوى المشاكل مع الجيران».

وأضاف «تمثل سوريا نموذجا لـهذا التحول الكبير»، لافتا إلـى أنه قبل يوليو 2011، وصلت علاقات أنقرة ودمشق لمستويات غير مسبوقة عبر تعزيز الـسفر والـتجارة، وزيادة التنسيق الـدبلـوماسي بين الـبلـدين، ووصل الأمر بأن أمضى زعيما البلدين إحدى العطلات معا.

رعاية داعش

ونبه إلـى أن الـعلاقات بين البلدين تدهورت منذ عام 2011 بسبب رعاية تركيا لتنظيم داعش، واحتجازها لنحو 40 ٪ من المياه المتدفقة إلى سوريا، ومؤخرا غزو تركيا لشمال شرق سوريا.

وأوضح أن الأمر لا يقتصر علـى سوريا، مشيرا إلى تدهور علاقات أنقرة مع بغداد وأبو ظبي والـرياض والـقاهرة، لتصبح الـدوحة هي الحليف الوحيد لها في المنطقة.

وأشار الـكاتب إلـى أن الـفشل الـتركي في الـسياسة الخارجية لـم يتوقف عند حدود المنطقة، موضحا أن تصرفات أردوغان نفرت منه الـعديد من الـقوى الـكبرى، مثل اعتداء بلطجيته بالـضرب علـى محتجين في شوارع واشنطن، وإسقاط سلاح الجو التركي لطائرة مقاتلة روسية.

ولفت «بايبز» إلى أنه في حال إصرار الرئيس الـتركي علـى التمسك بنظريته المجنونة عن أسعار الـفائدة فسوف يزيد من نفور الـقوى الاقتصادية الـغربية، وبالـتالـي وقوع بلاده في كارثة أو إخضاعها لهيمنة الصين. وتابع «تشكل سياسته الخارجية سببا آخر يقود بلاده لـلـخطر» ، مضيفا «اختطاف مواطنين أتراك معارضين، والتنقيب في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، وغزو دولة جارة، يشير إلـى غرور وقد يؤدي إلـى الـقضاء على أردوغان وحزبه سياسيا.

*نقلاً عن صحيفة اليوم السعودية