حديث الذكريات مع الحاج علي المخاوي

المخا تهامة - Tuesday 05 November 2019 الساعة 07:47 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

عاد الحاج علي المخاوي إلى منطقته مدينة المخا، لكن وصوله كان بعد غروب الشمس وقد أغلقت المدينة أبوابها.

فقال الحاج علي، سأبيت الليلة في مزرعة النخيل التابعة لصديقي الحاج محمود.

"كانت مدينة المخا يوجد فيها وتحيط بها مزارع النخيل الكثيرة والكثيفة والتي يزرع فيها أجود وأطيب أنواع التمور وهي: العريجي، الخضاري، المناصف، والمشتوم، ويأتي المشتوم في المرتبة الأولى بين أنواع التمور المخاوية للذته وطعمه الطيب ومذاقه الحالي والذي يجفف بعد نضجه ويعبأ في زنابيل وقفف ويباع بالأسواق ويصدر إلى مناطق اليمن وخارجها".

وصل الحاج علي إلى مزرعة صديقه.. وبعد السلام والترحاب قدم الحاج محمود للحاج علي القهوة وثمر المشتوم، حيث كان الموسم حينها هو موسم المشتوم.

فرح الحاج علي بتلك الضيافة، وقال كم أنا مشتاق للقهوة المخاوية وتمور المشتوم.

وبعدها تبادلا الحديث عن كل شيء، وفجأة تساءل الحاج علي: لماذا يغلقون أبواب المدينة؟

فرد عليه الحاج محمود: يا أخي، مدينة المخا ازدهرت وكبرت ونمت اقتصادياً ايما نمو، وسكنها العديد من الأجناس، وانتشرت فيها الديانات وتعددت المذاهب، وأصبحت مطمعاً للأعداء من الداخل والخارج، ناهييك عن موقعها الاقتصادي لحركة الاقتصاد العالمي.

ولهذا أصدر الوالي مرسوماً بأن تغلق الأبواب عند غروب الشمس وتفتح عند الشروق تحسبا لأي خطر قادم من قطاع الطرق واللصوص أو متسلل يبحث عن أي ثغرة ليدخل منها لغزو المدينة، ناهيك عن قراصنة البحر والمحتلين الأجانب.

كل بوابة مزودة بالحراس الشداد والأسلحة وكل قلعة لها بوابة زودت بمدفع للدفاع عن المدينة، حتى إنهم عند كل بوابة يضعون كاتباً يحصي الداخل إلى المدينة والخارج منها.

حتى نحن المخاويين القاطنين خارج السور لديهم سجلات بأسمائنا، ويطبق علينا نفس النظام في الدخول والخروج، ومن يتأخر بالخروج يبات ليلته داخل المدينة.

ثم انصرف الحاج محمود وضيفه إلى النوم.. واستيقظا في الصباح الباكر، وبعد تناول (الفذوق)، وهو وجبة بسيطة قبل الصبوح، انطلقا إلى المدينة وقد فتحت أبوابها ودخلا إليها.

أما الحاج محمود فقد ذهب إلى السوق ليشتري حاجياته ويبيع بعض التمور في سوق السبت، والمعروف أن المخا كان سوقها يقام يوم السبت يأتي إليه الناس لشراء حاجياتهم من المأكولات ومصوغات الذهب من اليهود.

وأما الحاج علي فقد توجه إلى بيته، وعندما رأى الحاج علي بيته، استوقفته الذكريات إلى أيام بنائه وتشييده.

...يتبع

في المنشور القادم سيحدثنا الحاج علي عن ذكريات بناء منزله.