سقطت المحاصصة: لبنان عابر للطوائف

السياسية - Tuesday 29 October 2019 الساعة 08:47 pm
نيوزيمن، (أ.ف.ب، رويترز):

خلال أسبوعين من بدء الاحتجاجات العابرة للطوائف والأحزاب والهويات الفئوية الصغيرة، وبينما بدأت مجاميع من حزب الله وحركة أمل استعراضاً للقوة بالهجوم على المحتجين وإحراق مخيمات في وسط بيروت أشهر الحريري استقالة الحكومة استجابة للاحتجاجات غير المسبوقة التي عمت لبنان.. لبنان الوطن لا الطائفة.

أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الثلاثاء، استقالة حكومته، بعد 13 يوماً من احتجاجات شعبية غير مسبوقة عمّت كافة المناطق اللبنانية للمطالبة برحيل الطبقة السياسية بكاملها.

وتلقى المتظاهرون في الساحات والشوارع خبر استقالة الحريري بالترحيب والهتافات احتفالاً بما حققه حراكهم الشعبي الذي بدأ في 17 أكتوبر/تشرين الأول وتسبب بشلل كامل في البلاد.

وقال الحريري في كلمة مقتضبة في بيروت، "سأتوجه إلى قصر بعبدا لتقديم استقالة الحكومة" لرئيس الجمهورية ميشال عون وللشعب اللبناني، "تجاوباً لإرادة الكثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات للمطالبة بالتغيير".

وأضاف "وصلت لطريق مسدود وأصبح من الضروري أن نقوم بصدمة كبيرة لمواجهة الأزمة".

وأعلنت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أن الرئيس ميشال عون تسلّم من الحريري كتاب استقالة الحكومة، وغادر الحريري القصر الجمهوري من دون الإدلاء بتصريح.

وقال مصدر بالرئاسة إن الرئيس اللبناني ميشال عون يدرس خطاب استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري وإنه لن يطلب من الحكومة الاستمرار في إدارة شؤون البلاد بصفة مؤقتة يوم الثلاثاء.

وأدت الازمة الى تفاقم الازمة الاقتصادية الحادة في لبنان حيث أدت الضغوط المالية إلى ندرة العملة الصعبة وتراجع قيمة الليرة اللبنانية المربوطة بالدولار. كما تراجعت السندات اللبنانية بسبب الاضطرابات.

وتكتظّ الشوارع والساحات في بيروت ومناطق عديدة من الشمال إلى الجنوب، بالمتظاهرين الذين قطعوا طرقاً رئيسية في إطار حراك عابر للطوائف تسبب بإغلاق المصارف والمدارس والجامعات، للمطالبة بإسقاط الطبقة السياسية برمّتها.

وسعى الحريري خلال الأسبوع الماضي إلى نزع فتيل الغضب الشعبي وذلك من خلال حزمة إصلاحات اتفق عليها مع الأطراف الأخرى في حكومته الائتلافية التي تضم حزب الله. وتشمل هذه الحزمة مكافحة الفساد وإصلاحات اقتصادية تأخرت كثيرا.

لكن الكثير من المحتجين الذين تشمل مطالبهم استقالة الحكومة لم يشعر بالرضا بسبب عدم وجود إجراءات فورية لتطبيق تلك الإصلاحات.

وأكد الحريري (49 عاماً) أن "المناصب تذهب وتأتي، المهمّ كرامة وسلامة البلد".

والحكومة الحالية هي الحكومة الثالثة التي ترأسها الحريري منذ وصوله إلى الحكم عام 2009.

ووجّه الحريري نداءً إلى اللبنانيين "في هذه اللحظة التاريخية" طالباً منهم "أن يقدموا مصلحة لبنان وسلامة لبنان وحماية السلم الأهلي ومنع التدهور الاقتصادي على أي شيء آخر".

استعراض للقوة

وفي وسط بيروت حطم رجال يرتدون قمصانا سوداء ويحملون العصي والانابيب مخيم الاحتجاج الذي كان يعد نقطة محورية للتجمعات في جميع انحاء البلاد ضد النخبة السياسية الحاكمة منذ زمن طويل.

وجاء استعراض القوة هذا بعد ان أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الاسبوع الماضي ضرورة إعادة فتح الطرقات التي أغلقها المتظاهرون واتهم المحتجين بانهم يتقاضون أموالا من أعدائه الاجانب وتنفيذ أجندتهم.

ويعد هذا أخطر نزاع في شوارع بيروت منذ عام 2008 عندما سيطر مقاتلو حزب الله على العاصمة في نزاع مسلح قصير الامد مع أنصار الحريري.

وتصاعد الدخان حيث اشتعلت النيران من بعض خيام المحتجين من قبل أنصار حزب الله وحركة أمل الذين انتشروا في وقت سابق في وسط العاصمة وهم يهتفون ”شيعة. شيعة“ للدلالة على انفسهم ووجهوا سبابا للمتظاهرين.

كما هتفوا شعارات مؤيدة لرئيس البرلمان ورئيس حركة أمل نبيه بري ”بالدم بالروح نفديك يا نبيه“ و”لبيك يا نصر الله“

وقال شهود عيان ان قوات الامن لم تتدخل في البداية لوقف الاعتداء على المتظاهرين بالعصي والذين شوهدوا وهم يركضون ويطلبون المساعدة. وفي النهاية تم اطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود.