اتفاق الحديدة يتراجع.. الحوثيون يخففون عن إيران والشرعية تراكم أعباء السعودية

السياسية - Tuesday 01 October 2019 الساعة 11:46 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

إيران تمارس لعبتها الإقليمية المفضلة وتناور بالوكلاء عبر أكثر من مسار وآلية في وقت واحد بما يستقطب الأنظار والمداولات إعلاميا وسياسيا نحو اليمن وبعيدا عن تداعيات وتبعات التورط الإيراني الثابت في تنفيذ الهجمات غير المسبوقة على السعودية ومنشآت النفط الأكبر في العالم.

ومن خلال ما يبدو فإن الحوثيين يؤدون دورهم بالتخفيف عن طهران، إلى اجتذاب متزايد للنقاشات والتغطية الإعلامية نحو ملف الحرب في اليمن، ويساعدهم التعاطي الإعلامي الخارجي المركز والمواكبة السياسية اللافتة من قبل المبعوث الخاص مارتن غريفيث.

تسلطت الأضواء بصورة لافتة و (مبالغة) على الخطوات الدعائية العريضة التي تعلن عنها مؤخرا مليشيات الحوثي وتـأخذ طابعا تصالحيا على شكل مبادرات؛ باتجاه الرياض بوقف الهجمات الصاروخية، ونحو الشرعية بإطلاق مجموعة من الأسرى.

ويستعرضها المبعوث الأممي، الذي طار إلى صنعاء تسبقه تصريحات وبيانات متتابعة خلال أيام قلائل تمجد مبادرات الحوثيين والفرص التي يوفرونها، باعتبارها مبادرات طوعية ذات مصداقية تخدم مسار السلام ومساعيه إلى استئناف المحادثات المتوقفة منذ نحو عام.

يستثمر الإيرانيون -بذكاء وخبث- في حرب اليمن عبر وكلاء طيعين ومطيعين تحيطهم و بهم رعاية أممية ودولية يصعب نكرانها الآن، وفيما يبدو أن المنصات الدولية باتت تشعر بالسأم أكثر نحو جمود وفساد وعجز السلطات الحكومية الشرعية البعيدة عن الأرض تاركة الميدان وتحديد التوجهات والتحكم بالمسارات الفعلية والميدانية للحوثيين.

بصورة مركزة انتهت أزمة التصعيد المقترنة بالهجمات الإيرانية على أرامكو إلى تحركات ونقاشات محددة ومحدودة في العنوان اليمني ومن زاوية الرؤية والرواية الحوثية.

يحدث هذا مع انصراف وغياب شبه كامل لصوت وفاعلية الطرف الآخر أو الشرعية، إلا من طريق رد الفعل والتعقيب أو الترحيب في أحسن الأحوال. بينما تعطلت مصادرها في الرد أو التوضيح بشأن قضايا وأحداث مدوية حُملت كأ‘باء جديدة على التحالف والسعودية.

خلال ذلك تراجعت الأصوات المؤكدة على تطبيق اتفاقية استوكهولم فيما يتعلق بالحديدة والاتفاقيات الخاصة للجنة التنسيق المشتركة. كفت الشرعية عن ذكر الانسحاب من الموانئ وإعادة الانتشار.

 في الأثناء .. في الحديدة دائما.. تواصل المليشيات الحوثية التصرف بطريقتها الخاصة في التصعيد العسكري في كافة الجبهات والمحاور. بينما يتصدى غريفيث لعنوان ملف تبادل الأسرى كأولوية.. الآن.. في ضوء إعلان حوثي بإطلاق العشرات، و يبدو أنها تأخذ محل اتفاق الحديدة، بتوافق ضمني.