روحاني لترامب: "عليك أن تدفع أكثر" والأخير يرد بتعزيز العقوبات
السياسية - Wednesday 25 September 2019 الساعة 08:45 pm
استخدم الرئيس الإيراني، فيما يبدو لغة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "ادفع" لملاقاة الضغوط والشروط الأمريكية، لكن واشنطن أخذت الأربعاء خطوة متشددة أكثر وفرضت عقوبات جديدة على إيران، وتعقدت أكثر مساعي الأوروبيين وخصوصا فرنسا لجمع الرئيسين اللدودين في أروقة اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك.
أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني في نيويورك الثلاثاء أنّه يتعيّن على نظيره الأميركي دونالد ترامب "إعادة إرساء الثقة" بين بلديهما قبل أي لقاء بينهما، وفقا لفرانس برس.
وقال روحاني لشبكة فوكس نيوز ردّاً على سؤال عن إمكانية لقائه ترامب في نيويورك هذا الأسبوع "قبل هذا الأمر علينا إيجاد مناخ من الثقة المتبادلة (...) وترامب قوّض هذه الثقة" بقراره انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني.
> نيويورك.. إيران المحاصرة بـ"الهجمات" و"العقوبات" بدأت مشوار التنازلات
وأضاف في المقابلة التي أجرتها معه قناة تلفزيونية تعتبر من الأقرب إلى قلب ترامب "إذا كانت الحكومة الأميركية تريد الحوار فعليها أن توفّر الظروف اللازمة لذلك".
وقال الرئيس الإيراني يوم الأربعاء إنه إذا كانت الولايات المتحدة تريد أكثر من الاتفاق النووي الذي انسحبت منه، ”فعليها أن تدفع أكثر“، بحسب نص معد لكلمته التي سيدلي بها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حصلت عليه رويترز.
تعزيز العقوبات
عززت الولايات المتحدة الأربعاء العقوبات الاقتصادية على إيران، ما قد يبعد أكثر فأكثر احتمال تمكن الأوروبيين من تحقيق تقدم في مساعيهم داخل أروقة الأمم المتحدة لعقد لقاء بين دونالد ترامب وحسن روحاني.
> إجماع غربي حول "الهجمات الإيرانية" على السعودية وانكشاف الرواية الحوثية "الخفيفة" - فيديو
اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الثلاثاء أنّ عدم حصول لقاء بين نظيريه الأميركي دونالد ترامب والإيراني حسن روحاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الاسبوع سيكون "فرصة ضائعة".
وكان الرئيس الأميركي قد توعد الثلاثاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ب"تشديد" العقوبات على إيران "ما دامت مستمرة في سلوكها التهديدي".
وبالفعل، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأربعاء فرض عقوبات على شركات صينية متهمة بـ"نقل نفط من إيران" في "انتهاك" للحظر الأميركي على هذا البلد.
شرط للتراجع
وكان الرئيس الإيراني يوم الثلاثاء أدلى بتصريحات قدمت إشارات عن استعداد لإعطاء تنازلات بإعادة التفاوض في الاتفاق النووي خلافا للمواقف الرافضة والمتشددة حتى تلك الساعة.
وردّاً على سؤال عن احتمال حصول لقاء مرتجل بينه وبين ترامب في أروقة مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك، أجاب الرئيس الإيراني "لماذا؟ إذا كانت لدينا أهداف عظيمة لشعوبنا، فمن الضروري أن يكون هذا شيئاً مخطّطاً ومعدّاً له".
وأضاف "ترامب قوّض الثقة بين بلدينا، لذلك من المهمّ للغاية استعادتها".
وشدّد روحاني على أنّ رفع العقوبات "سيغيّر الأمور بالطبع".
لكن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي اجتمعت مع روحاني يوم الثلاثاء قالت إنها أبلغته أنها ترحب بإجراء محادثات أمريكية مع إيران لكن من غير الواقعي أن تعتقد طهران أن العقوبات ستُرفع قبل أن تُجرى المحادثات.
الرئيس الإيراني حسن روحاني المحاصر في اجتماع زعماء العالم بالإدانات الدولية والإجماع المتزايد حول مسؤولية بلاده عن هجمات السعودية غير المسبوقة أخذ خطوة إلى الوراء، بدت صغيرة ولكنها كبيرة بالنظر إلى التشدد السابق، وفتح الباب لإمكانية إعادة الحوار حول الاتفاق النووي.
وبدا أن إيران تضع قدمها في طريق التنازلات من هذه الساعة بالتقسيط.