د. صادق القاضي

د. صادق القاضي

تابعنى على

ماذا وراء كل هذا التشرذم والاحتراب في جبهة الشرعية؟!

منذ ساعتان و 6 دقائق

من نافلة القول إن لهذا التشرذم والصراع والاحتراب بين القوى اليمنية المحسوبة على "جبهة الشرعية" أسبابًا عديدةً، داخلية وخارجية، ساهمت وتساهم بدرجات متفاوتة في خلق هذا المشهد العبثي بالغ الخطورة على مستقبل القضية اليمنية واليمن كله.

من أبرز هذه الأسباب:

* دخول دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن. تمّ. ليس ككيان واحد وفق أجندة موحدة، بل كدول، لكلٍّ منها رؤية خاصة مختلفة، وتبنت قوة محلية محددة، وبشكل غير منسق.. وبشكل ساهم في خلق هذا المشهد متعدد الكيانات والولاءات والمشاريع.

* استئثار بعض الأطراف بحكومة الشرعية، وما ترتب عنه من مصالح مادية وسياسية وعسكرية، خلق حالة من الاعتراض، وفجوة بين القوى الوطنية، خاصةً مع غرق حكومة الشرعية في فساد مريع طال مختلف الجوانب المالية والإدارية والسياسية والعسكرية.

* الخلاف السعودي الإماراتي مع قطر. في يونيو 2017. انعكس بشكل كارثي على القضية اليمنية، وأدى إلى تعميق الانقسامات الحاصلة، بل انقلب جزء من القوى المحسوبة على الشرعية. على التحالف، ووصفت وجوده في اليمن بالاحتلال. 

* الأحقاد التاريخية التي مر عليها سنوات وعقود، ما زالت حارة ومؤثرة في صناعة علاقات عدائية بين الأطراف التي صارت كلها على هوامش بلاد استولى عليها الحوثي، على حساب الجميع.

* توقف أو توقيف الحرب لإسقاط الانقلاب الحوثي، ساهم بقوة في صرف هذه القوى الوطنية عن قضيتها المركزية إلى مشاريع صغيرة خاصة متصادمة، وتحرير المحرر، أو تقسيم ما تم تحريره، كغنائم حرب، والسعي إلى توسيع نفوذها على حساب بعضها. كما قال ابن المعتز:

 فَالنارُ تَأكُلُ بَعضَها ... إِن لَم تَجِدْ ما تَأكُلُهْ

عملت هذه العوامل -بالإضافة إلى عوامل أخرى تاريخية وجغرافية..- في خلق هذا المشهد اليمني المتشظي بشكل عبثي محبط، في لحظة تحتاج فيها اليمن إلى تضامن كل أبنائها وكياناتها ومكوناتها لدحر الكهنوت الحوثي، الذي يحاول بكل جدية وتفاني، وبكل الوسائل. ترسيخ وجوده في الوعي الجمعي، والواقع اليمني، في مناطق سيطرته.

 والوقت في صالحه، لا في صالح القوى الوطنية التي كلما مر يوم. وهي بهذا الوضع. اقتربت خطوة من التلاشي والانقراض.