المخا.. منظمات تستغل حاجة الفتيات للعمل بتشغيلهن مجاناً مقابل وعود زائفة
المخا تهامة - Saturday 07 September 2019 الساعة 04:16 pmبالقرب من محطة لتعبئة وقود السيارات كانت أربع شابات يرتدين شعار إحدى المنظمات العاملة في مديرية المخا في طريقهن إلى القيام بتوعية السكان بكيفية تجنب الإصابة بالكوليرا.
كانت المهمة التي يسعين القيام بها في غاية النبل، لكن الجلوس معهن لمناقشة ما يقمن به كشف عن طريقة استغلال ممنهجة تمارسها بعض المنظمات، مستغلة حاجة الفتيات إلى العمل.
يتمثل عامل الاستغلال في تقديم وعود زائفة للفتيات من خلال قيامهن بعدة أنشطة ميدانية بشكل مجاني، مقابل توظيفهن بأجور محددة في برامج قادمة.
ورغم تلقي تلك المنظمات دعماً مالياً لتنفيذ أنشطتها من قبل اليونسيف ومنظمة دولية أخرى، لكن لصوصية المنظمات المحلية في المخا فاق التخيل.
تقول إحدى الشابات، مشيرة إلى اسمها بالحرفين الأولين "ن. ق"، إنها عملت طيلة أشهر بشكل مجاني مع إحدى المنظمات المحلية مقابل وعود بتوظيفها في أحد البرامج التي تستمر أسابيع عدة.
تضيف "دفعتني حاجتي وفقر أسرتي إلى تصديق وعودهم، وعملت بشكل طوعي على أمل أن اعثر على عمل، لكن أياً من ذلك لم يحصل حتى الآن.
وتقول فتاة أخرى، إنها عملت لشهرين بشكل طوعي لكن الأجور التي تم احتسابها في برامج مدفوعة الأجر كانت ضئيلة مما يعني أننا نعمل بشكل مجاني طوال الشهرين.
وفي اتصال بعدد من المنظمات الدولية عبر الإنترنت أوضحت أن كافة البرامج التي تقدم إليها من قبل الشركاء المحليين، في إشارة إلى المنظمات المحلية، يتم دعمها بالمبالغ النقدية، لكنها رفضت التعليق على استغلال تلك المنظمات لحاجة نساء المخا بتشغيلهن بشكل مجاني.
وقالت فتاة أخرى، رافضة الكشف عن اسمها خشية حرمانها من العمل في برامج قادمة، إنها عملت بشكل طوعي طوال أشهر وعندما كانت تتذمر كان المسؤول عنها يخيرها ما بين الاستمرار فيما تقوم به أو المغادرة.
تضيف: نعمل لأسابيع بشكل مجاني من أجل أن نحصل على أسبوع أو شهر مدفوع الأجر، واصفة ذلك الأجر بالزهيد.
وتمضي قائلة، إن الأعمال التي تنطوي على أجور أعلى وساعات عمل أطول يتم اختيار الأقارب لتلك المهمة، فيما يتم اختيار الفتيات العاطلات عن العمل في البرامج القصيرة.
وتعمل غالبية المنظمات في المخا في ظل غياب رقابة حقيقية عما تقوم به من أنشطة وبرامج عمل والأجور التي يتم احتسابها.
وفي موضوع مماثل رفعت إحدى المنظمات شكوى لإحدى الجهات الأمنية في المخا حول قيامي بطرد نازحين وتجريف مخيماتهم من الأرضية التي أمتلكها، مما أدى إلى احتجازي ساعات عدة.
كانت التهمة كيدية فانتقال النازحين إلى أرضية مجاورة تمت بالتراضي قبل شهر رمضان ودفعت تكاليف النقل ومبالغ للنازحين على حسابي الخاص.
المنظمة التي ادعت حزنها على المهجرين والتي قدمت الشكوى، لم تقدم لهم شيئاً، حتى في الساعات العصيبة، عندما امتلأت مخيماتهم بمياه الأمطار، ولذا لا يحق لها أن تقدم نفسها وكأنها وصية على النازحين.
ما قامت به تلك المنظمة يكشف العمل الذي تقوم به وهي أنها لا تعدو عن كونها ظاهرة صوتية فقط تجلب الأموال وتستغلها كيفما يحلو لها.