المخا.. مأساة امرأة ريفية تقاوم قسوة الحياة من أجل إعالة أسرتها

المخا تهامة - Thursday 05 September 2019 الساعة 04:04 pm
المخا، نيوزيمن، زينات ناجي:

بجسدها النحيل تجاهد ابتسام علي ذياب من أجل إعالة أسرتها، بعد أن ورثت تركة ثقيلة عن زوجها إثر إصابته بالجنون قبل نحو أربع سنوات في قرية الفليج شرق المخا.

تبدو المرأة وكأنها في الأربعين من العمر ولديها، عدد مهول من المعاناة، فزوجها مصاب بالجنون ووالدته ضريرة وهما بحاجة إلى الرعاية اليومية، ناهيك عن تسعة من الأبناء الصغار بحاجة أيضاً للرعاية وتوفير الطعام والشراب لهم.

لم تجد ابتسام شيئاً لإعالة أسرتها سوى الاحتطاب وبيعه كآخر ما تبقى لها من أمل، وهي طريقة وإن كانت مرهقة إلا أنها لا تجري دوماً بسلام، فهناك من يعارض الاحتطاب وبيعه حتى وإن كان الوسيلة الوحيدة لإنقاذ أسرة يربو أعدادها على اثني عشر شخصاً من جوع محقق.

تشكو تلك المرأة من تهديد عاقل منطقة الفليج لابنها البالغ من العمر ثلاثة عشر عاماً بالحبس لإرغامه على التوقف، لكن ابتسام تتساءل: من أين لها أن تأكل وأسرتها بعد أن بات بيع الحطب الطريقة الوحيدة لكسب الرزق؟

لم يتوقف حالها عند ذلك بل إن الأموال القليلة التي تجنيها أسبوعياً من بيع حزم الحطب، بالكاد تكفي لتدبير الطعام، ولذا فإن جوانب أخرى كشراء الأدوية والملابس والأحذية لأطفالها تبقى غير مهمة، فالأموال القليلة بالكاد تكفي لتوفير الغذاء.

تعبر تلك المرأة عن حزنها العميق عندما تشاهد أطفالها بلا أحذية، لكن ما يألمها أكثر هو مشاهدة أطفال القرية وهم بملابسهم الجديدة في الأعياد وهو ما يدفع أبناءها للتساؤل عن ذنبهم الذي يحرمهم من أن يكونوا كأطفال الجيران.

لا تتوقف سلسلة المعاناة عند ذلك، فتلك المرأة استدانت مبالغ مالية تقدر ب 100 ألف ريال تعجز عن دفعها، وعندما يطالبها الدائنون بإعادتها يضيفون لها هما آخر إلى همومها.

لم ينته الأمر عند ذلك فمنزلها شبه متهالك، وهي تخشى أن ينهار على ساكنيه في أية لحظة.. أما الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي في محيط قريتها فهي لا تشكل لها عائقاً اثناء عملها وتقول إنها لا تخشاها لأنها تموت في اليوم ألف مرة.

فمن أجل البقاء يخاطر البعض بحياتهم خصوصاً في تلك القرية الريفية المعزولة عن العالم والتي لا يعلم أحد عنها سوى من تجرأ على المغامرة وتخطي ألغام المليشيات التي بقت شاهدة على قبحها وإجرامها بحق المدنيين.