أحزاب اليسار بتعز تحذر من نشر ممنهج للتطرف واستخدام المساجد منابر سياسية
السياسية - Wednesday 31 July 2019 الساعة 10:37 am
خرجت أحزاب اليسار في محافظة تعز بموقف موحد من قضايا عدة وأصدرت بياناً موحداً يتحدث صراحة وبصورة مباشرة عن اختلالات تعيشها المحافظة.
وفي حين أكد حزبا الاشتراكي والناصري وحزبا البعث على موقفها الثابت بإدانة الانقلاب وما تقوم به المليشيات الحوثية الانقلابية من اعتداءات، واستمرار الحرب والحصار لمدينة تعز واشتداد معاناة الناس واستمرار استهدافهم بقذائف المليشيات الحوثية والتي تطال مساكن المواطنين الآمنين ليلاً ونهاراً ويذهب ضحيتها في كل مرة العديد من القتلى والجرحى معظمهم من الأطفال.. تحدث البيان المشترك لأحزاب اليسار عن بروز مشاكل داخل الصف المقاوم تضاعف من آلام ومعاناة سكان المحافظة مع عجز أو شلل لدور السلطة الشرعية ومؤسساتها الرسمية في مواجهة هذه المشاكل.
وأشار البيان إلى الأفعال المشينة التي ترتكب من داخل صفوف الجيش والمقاومة وتلحق الضرر بأمن واستقرار المناطق المحررة في المحافظة في الوقت ذاته الذي يتساءل الناس فيه باستغراب عن جمود ألوية جيش المحور وعدم تقدمها في جبهات القتال مع المليشيات الحوثية، بالإضافة إلى المواقف السلبية للجيش والأمن إزاء ظواهر انفلات أفراد الجيش وعدم الجدية في مواجهة الاختلالات.
واعتبر البيان ذلك يقود الى إضعاف قدرات جيش المحور والدفع بألويته نحو الشتات والتمزق وارتكاب حماقات تؤدي إلى المزيد من الضعف والبعد عن استعادة مؤسسات الدولة على أسس مخرجات الحوار الوطني، وبالتالي إطالة أمد الحرب والحصار واستمرار ضربات المليشيات الحوثية التي تخلف القتل والوجع والدمار لتعز وأبنائها الأباة.
ودانت الأحزاب الأربعة جملة الاختلالات العسكرية والأمنية وعلى وجه الخصوص بعض الوقائع التي أوردها البيان ومنها ما تعرض له الناشط الحقوقي د/ عبد الحليم المجعشي داخل مسجد عمار بن ياسر عقب أدائه صلاة العشاء يوم السبت الموافق (27 يوليو 2019م) باتهامه بالكفر من قبل عناصر متطرفة، في إشارة إلى وصول ظاهرة التطرف إلى مساجد العبادة وتصنيف المصلين حسب ما يراه تيار التطرف الديني الذي أخذ يمد جذوره في مدينة السلام والثقافة والتعايش تعز، أمام صمت الجهات الرسمية التي تتحمل مسؤولية الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين في المناطق المحررة.
واعتبر البيان حملة التوقيعات التي تستهدف تحول أهم مرافق الترفيه الأسرية الخاصة بمدينة تعز إلى مقر لأنشطة متصلة بمهام الجيش الوطني بدعوى خدمة جرحى الحرب مدانة، واعتبرت ذلك ادعاءً ظاهره الرحمة وباطنه أهداف أخرى تعمق مظاهر التطرف وتحرم مواطني المحافظة من المتنفسات الضرورية للحياة الطبيعية.
كما دانت الأحزاب استغلال دور العبادة لأغراض خاصة ليست من أصول قيم ديننا الإسلامي الحنيف الذي يدعو للاعتدال والوسطية وخدمة الإنسان وحمايته من التطرف، واعتبرت أن هذا الاستغلال يلحق الضرر البالغ بسمعة الإسلام والمسلمين ويشوه مقاومة تعز وجيشها الوطني.
وضمن البيان إدانته كذلك لتوظيف قضية الجرحى لتحقيق مصالح حزبية ضيقة مثل استهداف مستشفى الثورة العام من قبل ما تسمى برابطة الجرحى وإلحاق الضرر بأهم مرفق صحي في محافظة تعز، والأصل أن قضية الجرحى مكفولة بصورة رسمية من قبل لجنة الجرحى التابعة لقيادة محور الجيش والتي يرأسها مدير عام المستشفى العسكري وكافة شئون الجرحى ومخصصاتهم تدار من قيادة المحور بواسطة لجنة الجرحى.
واستنكر البيان استمرار الاختلالات الأمنية والتي في أغلبها تصدر عن أفراد يحسبون على الجيش الوطني في محور تعز دون معالجات جدية تؤدي إلى بناء ألوية محور تعز وقيادته بصورة مهنية ووطنية بعيدة عن الولاءات الحزبية.
ودان عدم إخلاء المدارس والمعاهد التعليمية من التواجد المسلح، بالإضافة إلى استمرار نهب محلات وبيوت بعض المواطنين ورجال المال والأعمال، رغم المناشدات المستمرة منذ العام 2017م والوعود بمعالجة هذا الملف وتمكين جميع طلبة العلم من العودة إلى مدارسهم ومعاهدهم مع توفير البدائل المناسبة لوحدات الجيش والشرطة.
وطالبت الأحزاب قيادة السلطة المحلية بالمحافظة القيام بمسؤوليتها في إنصاف/ عبد الحليم المجعشي وحماية دور العبادة من أعمال التحريض والتطرف. ودعت كافة القوى السياسية وعلماء الدين الأجلاء إلى التصدي لظاهرة التطرف التي إن استمر تغلغلها في أوساط شباب المحافظة ستلحق بالغ الضرر بالسلم الاجتماعي والمستوى الثقافي وسمات التحضر والتعايش التي تتميز بها محافظة تعز.
وضمنت الأحزاب بيانها مطالبة رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير عبدربه منصور هادي بتشكيل لجنة رئاسية من ضباط الجيش المشهود لهم بالخبرة والكفاءة والنزاهة والوطنية تتولى مهمة إعادة بناء ألوية جيش محور تعز، ومعالجة ما يبدو من اختلالات تعيق القيام بمهام استكمال التحرير ومعالجة ظواهر الانفلات الأمني الذي يقوده أفراد ينتمون لألوية الجيش الوطني، وتقف قيادة المحور وقيادة الأمن عاجزة في مواجهة تلك الاختلالات، وكذا معالجة قضايا الجرحى بصورة جدية وإبعادهم عن الاستغلال السياسي.
ودعا البيان التحالف الوطني للقوى السياسية اليمنية إلى التسريع باستكمال وثائق التأسيس، وتشكيل فروعه بالمحافظات، والتحرك الجاد والمسئول لإسناد السلطة الشرعية في مواجهة الانقلاب واستعادة الدولة والحفاظ على السيادة الوطنية، وإعادة البناء طبقاً لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وطالب البيان رئاسة الدولة باتخاذ كافة التدابير اللازمة لإنهاء حصار تعز واستكمال تحريرها من المليشيات الحوثية.