المؤيدي الضحياني أبرز وجوه الزيدية المناهضة للحوثية.. مساجد الزيدية تتعرض للتنكيل

السياسية - Tuesday 30 July 2019 الساعة 08:11 pm
نيوزيمن، نقلاً عن "عين العرب":

عادت الصراعات السياسية بين المرجعيات الزيدية للظهور للعلن، متلبسة بعباءة الدين كالعادة لاستعراض قدرة كل منها على الشحن والاستقطاب المجتمعي.

ففي الخميس الماضي 25 يوليو، أصدرت مجموعة من مرجعيات المذهب الزيدي (على رأسهم محمد عبدالله عوض المؤيدي الضحياني)، توجيهات لجميع خطباء جوامع الزيدية والدعاة والمرشدين، بإيقاف الخطابة في جميع الجوامع التابعة لهم ابتداءً من أكبر جامع في صعدة وانتهاءً بأصغر مسجد في عموم محافظات الجمهورية.

وقالت إن تلك التوجيهات صدرت، نظراً لأنهم قد تعرضوا للسجن والتهديدات وتم الهجوم على منزل أحد العلماء ب25 طقماً مسلحاً.

وأوضحت بأن فحوى التهديد "إما أن تقفوا الى صفنا وتحشدوا في جوامعكم وفي كل مكان معنا وضد العدوان وأمريكا وإسرائيل، أو فإن عليكم سحب دعاتكم والمرشدين من عموم محافظات الجمهورية وايقاف الإرشاد والدعوة وتعليم الدين، وإيقاف الخطب، وإلا فإنكم جميعاً بلا استثناء هدف لنا، وإن أي خطيب يعتلي أي منبر في اي جامع داخل الجمهورية سوف يتم قتله على الفور...".

مصادر محلية قالت إن جماعة الحوثي قامت قبل ذلك بأيام بمحاصرة منزل أحد الفقهاء التابعين للمرجع الزيدي محمد عبدالله عوض في صعدة ويدعى عبدالحميد أحسن أبو علي، ومنعه من اعتلاء منبر مسجده، فقاومهم وتطور الأمر لحدوث مواجهات مسلحة بين مجموعة من أنصاره وعناصر الحوثيين، نتج عنها 3 قتلى وعدد من الجرحى من الطرفين.

وقال باحثون في المذهب الزيدي، إن هناك بشكل عام مدرستين أو مجموعتين تتنازعان زعامة المذهب الزيدي، الأولى كلاسيكية ذات تفكير ديني نمطي، منغلقة ومتحفظة وإليها ينتمي مجدالدين المؤيدي ومحمد عبدالعظيم الحوثي.

أما الثانية فتختلف عنها فقط في كونها ذات ميول للممارسة السياسية واللعب على المتناقضات، ونسج العلاقات الخارجية واستيراد الأفكار الثورية، ويمثلها أسرة بدرالدين الحوثي، وذلك يفسر نجاحها في الحصول على الاهتمام والدعم الخارجي (الإيراني بشكل خاص)، وهو ما رجح كفتها وتفوقها على الأولى.

ورغم أن محمد عبدالله عوض أحد أعضاء هيئة الإفتاء التي عينها الحوثيون، إلا أنه مؤخراً وفق مصادر مقربة من الحوثيين، بات يعد النسخة التقليدية الأحدث من مرجعيات المذهب الزيدي، التي بدأ الحوثيون يستشعرون خطرها ويحثون السعي لقمعها.

وقالت المصادر إنه صار ينظر له كوريث كرسي الزيدية بعد معلمه الراحل الحسين بن يحيى الحوثي الذي ورثه بدوره من مجدالدين المؤيدي المرجعية الأشهر للمذهب والمتوفى في العام 2007.

ولذلك فإنه ليس مستبعداً أن تشهد الأيام القادمة مواجهات مسلحة بينه والحوثي، وإن كان لا يتمتع بالنزعة الصدامية الموجودة لدى محمد عبدالعظيم الحوثي المعارض الأشرس لجماعة الحوثي والذي خاض عدة جولات من الصراع المسلح معها منذ العام 2007 كان آخرها نهاية سبتمبر 2018 في منطقة "آل حميدان"، وانتهت بهزيمة أتباعه وتفجير منازل مناصريه.