تقرير حقوقي: مليشيات الحشد الإخواني وعلاقتها بالإرهاب يتجاوز خطرها اليمن إلى تهديد كل المنطقة - فيديو

السياسية - Friday 26 July 2019 الساعة 02:28 pm
عدن، نيوزيمن، محمد فؤاد:

أوضح تقرير لمنظمة حق للدفاع عن الحريات والحقوق، أن مليشيا الحشد الشعبي في تعز تشكلت كنسخة طائفية سنية على غرار قوات الحشد الشعبي في العراق ذات الطابع المذهبي الشيعي والعقيدة القتالية والسياسية الإيرانية، وقد قام بتشكيلها حزب الإصلاح ممثلاً بالقيادات العسكرية والأمنية المنتمية له في تعز، وهي قيادات كان أغلبها مدنياً قبل اندلاع الحرب في 2015م، وتم تعيينهم ومنحهم رتباً عسكرية كبيرة عند إعادة الشرعية تشكيل الجيش الوطني.

وأشار التقرير إلى أنه تم تشكيل مليشيا الحشد الشعبي التابع لحزب الإصلاح في تعز بصورة سرية إلى أن نشبت المواجهات الدامية في تعز بين القوات العسكرية التابعة للحكومة الشرعية، وزج حزب الإصلاح بهذه المليشيات لتنفيذ عمليات محاصرة واقتحام المدينة القديمة بتعز تحت مبرر حملة أمنية للقبض على مطلوبين أمنياً.

وأشار التقرير إلى أن تمكّن مليشيات الحشد الشعبي الإخوانية الأيديولوجية وذات الأجندة السياسية الحزبية في البلد لا يشكل خطراً على اليمن وحسب، بل تمتد خطورته على بلدان المنطقة بشكل عام بسبب الامتداد الحزبي والسياسي لمليشيا الحشد الشعبي الإخوانية ضمن تنظيم خارجي (الإخوان المسلمين) الأمر الذي يمكن أن يجعل من اليمن بؤرة قلق وخطر على استقرار المنطقة لما لهذا التنظيم من علاقة بالجماعات الإرهابية التي ستجد حليفاً يحتضنها ويأويها ويدعمها ويدربها ويسلحها ويؤمن بها نقطة انطلاق للتخريب وممارسة الأعمال الإرهابية في الدول المجاورة.

وأوضح التقرير أن مليشيا الحشد الشعبي في اليمن لن تتوانى في المستقبل عن مد نشاطها إلى خارج اليمن لتهديد دول المنطقة وابتزازها، وأن الشعارات التي يرددها مؤسسو مليشيا الحشد الشعبي في اليمن بأنها قوة داعمة للجيش الوطني تقاتل لإفشال التمرد الحوثي وإعادة الشرعية هي شعارات كاذبة وخادعة، حيث إن طبيعة إعدادها ليست عسكرية بل أمنية، وأثبت الواقع أن مهمتها هي تصفية كل من يقف أمام سيطرة وهيمنة حزب الإصلاح في المناطق المحررة.

واعتبر التقرير اختيار اسم الحشد الشعبي على غرار الحشد الشعبي الشيعي في العراق هو رسالة لمليشيا الحوثي لتطمينهم بأنهم ليسوا المستهدفين من تشكيل الحشد الشعبي في اليمن، وهو ما يؤكد التقارب بين الطرفين.

وأكدت المنظمة في تقريرها أن ولاء مليشيا الحشد الشعبي لحزب سياسي هو حزب الإصلاح، وطبيعة بنيتها الأيديولوجية وأجندتها السياسية التابعة لحزب الإصلاح تشكل خطراً على النسيج الاجتماعي المحلي، والحياة المدنية، والعملية الديمقراطية في اليمن، وتعزز من هيمنة مكون حزبي على المجتمع بالقوة والمغالبة، واختطاف مهام السلطة واحتكار مسؤولياتها وقرارها وتسخير ذلك لصالح الحزب وأجندته الحزبية والسياسية والأيديولوجية.

وأضاف التقرير، إن ذلك يشجع في المستقبل على تكرار التجربة الانقلابية على الدولة ومؤسساتها الشرعية التي تمت في 21 سبتمبر 2014م، وما يؤكد هذا الاعتقاد هو التماثل والتشابه بين نشأة مليشيا الحوثي الانقلابية ونشأة مليشيا الحشد الشعبي وطابعهما الإيديولوجي والطائفي والحزبي.

وأشار التقرير إلى أن المعلومات عن قوام مليشيا الحشد الشعبي في تعز لا تزال شحيحة بسبب الطبيعة السرية لتشكيلها، وكونها برنامجا لم يكتمل ولم يتم الانتهاء من إنجازه، ووفقاً للمعلومات المتداولة فإن المسؤول العسكري في حزب الإصلاح عبده فرحان سالم، الشهير بـ"سالم"، والذي يشغل منصب مستشار قائد المحور في تعز هو المسؤول الأول عن مليشيا الحشد الشعبي، ويساعده في ذلك ضياء الحق الأهدل السامعي.

وحسب التقرير يتم استقطاب أفراد مليشيا الحشد الشعبي بشروط حزبية مع تركيز خاص على أبناء المقربين من قيادات حزب الإصلاح، وبتزكيات قيادات الحزب في المناطق، والعدد الافتراضي في هذا البرنامج السري المليشياوي يزيد عن 5000 فرد من أعضاء حزب الإصلاح حيث تخرج منهم 2500 فرد (دفعتان في اللواء 17 مشاة، ودفعتان باللواء 22 ميكا، دفعتان في اللواء الرابع مشاة جبلي، ودفعة في اللواء 170 دفاع جوي).

وأوضح التقرير أنه يتم في كل معسكر تدريب 200 فرد ومن هذه المعسكرات (المجمع القضائي في جبل جرة، ومدرسة أبوبكر الصديق، ومعهد المعلمين، ومقر الشرطة العرضي، والمعسكر التدريبي يفرس)، وهي معسكرات يسيطر عليها قادة من حزب الإصلاح بما يعني أن كل دفعة من الدفعتين اللتين تخرج منهما متدربون يبلغ عددها 1500 متخرج، ثم يتم توزيعها على شكل كتائب وسرايا، ويبلغ قوام السرية الواحدة 60 فرداً.

وبحسب المعلومات التي رصدتها منظمة حق فقد تركزت التدريبات على تأهيل المتدربين على المهارات الأمنية على حساب المهارات العسكرية، حيث تم تدريب المشاركين في هذه الدورات على الحركة النظامية والاقتحامات وحرب الشوارع، واقتحام المنازل ومداهمتها وفنون ومهارات الزحف، ومهمة اقتحام وحماية المنشآت، وهو ما يشير إلى أن مليشيا الحشد الشعبي ستكون مهمتها السيطرة لصالح حزب الإصلاح على المناطق المحررة من قوات الحوثيين وليس خوض القتال ضد الحوثيين لصالح الشرعية وإفشال الانقلاب الحوثي.

وأضاف التقرير إن مهمة مليشيا الحشد الشعبي تدل على أن المتدربين يخضعون لمحاضرات مكثفة، ضمن برنامج غسيل للأدمغة، اقتصرت على محاضرات تحريضية ضد الأحزاب، ومنها الاشتراكي والناصري، وضد المؤتمر والسلفيين، وبخاصة جماعة أبي العباس والعلمانيين كما يصفون شباب التغيير، والحراك الجنوبي كما يتم بث الأناشيد الجهادية الخاصة بالجماعات الدينية المتطرفة، والأناشيد الحماسية لحركات المقاومة المسلحة، مثل حماس وغيرها، وإهمال الأناشيد والأغاني الوطنية خلال مدة التدريب.

وفي ختام كل دورة يتم توزيع عناصر الدفعة على معسكرات الجيش التي يتبع قادتها حزب الإصلاح، واختيار 3 إلى 4 أفراد من المتدربين الأكثر إخلاصاً وولاءً لحزب الإصلاح، ومنحهم أرقاماً عسكرية بدلاً عن أفراد في الجيش الرسمي ممن سحبت أرقامهم العسكرية وذلك تشجيعاً للمتدربين على إبداء ولائهم وإخلاصهم الحزبي، وإقناعهم بمشروعية "الحشد الشعبي" وارتباطه بالجيش الوطني.

وخلصت منظمة حق إلى أن ظهور مليشيا الحشد الشعبي في أتون الصراع في اليمن يشكل إضافة جديدة إلى قائمة التشكيلات المسلحة ويفتح باباً جديداً للصراع البيني الذي يضاعف من المعاناة الإنسانية لليمنيين بما يخلفه هذا الصراع من ضحايا مدنيين وأضرار في الممتلكات الخاصة والعامة ودمار لما تبقى من البنية الأساسية للدولة.