قطر عبر القارات في أيام: أسلحة في عدن وصاروخ في إيطاليا وتخريب على السودان في إثيوبيا وفضيحة تفجيرات في الصومال
السياسية - Wednesday 24 July 2019 الساعة 06:57 pm
ملابسات التأخر المفاجئ والإعاقات المباغتة على خط محادثات الأطراف السودانية في اللحظات الأخيرة قبيل التوقيع النهائي تكشفت عن أياد قطرية تعمل في القنوات الخلفية على التخريب، بينما فجرت نيويورك تايمز تفاصيل وتسجيلات فضيحة مدوية بالتورط القطري في التفجيرات الإرهابية الدامية في الصومال.
تطورات متسارعة وحقائق تتكشف حول الدور القطري العابر للقارات في نشر الفوضى والعنف ودعم واستخدام الإرهاب والهجمات الدامية والمميتة، بعد ايام قلائل من اكتشاف أجهزة الأمن اليمنية في عدن أسلحة قطرية مختلفة في وكر للإرهابيين، ثم الكشف المفاجئ من قبل الشرطة الإيطالية عن ضبط صاروخ "جو-جو" قطري وأسلحة أخرى خلال عمليات مداهمة استهدفت جماعات متعاطفة مع النازيين الجدد.
تخريب على السودان في إثيوبيا
قررت إثيوبيا، بحسب سكاي نيوز التي نقلت عن مصادرها، منع اثنين من قادة الحركات المسلحة السودانية من دخول أراضيها، بعد اجتماعهما قبل 3 أسابيع، بالمسؤول عن الملف السوداني في المخابرات القطرية، مطلق القحطاني.
وأوضحت المصادر أن مطلق القحطاني عقد اجتماعا قبل 3 أسابيع، في منزل السفير القطري بأديس أبابا، حضره اثنان من قادة الحركات المسلحة، هما الطاهر حجر، وهو زعيم إحدى الحركات المسلحة، وهادي إدريس زعيم "حركة تحرير السودان - المجلس الانتقالي"، وهو عضو في الجبهة الثورية.
وعلى إثر هذا الاجتماع، أصدرت السلطات الإثيوبية قرارا بمنعهم من دخول البلاد.
كما أفادت المصادر بأن السلطات الإثيوبية أمرت قبل أيام بترحيل رئيس "حركة العدل والمساواة" السودانية، جبريل إبراهيم، بعد اجتماعه بالسفير القطري بمنزله، لافتة إلى أن تدخلات من الوساطة الأفريقية والإثيوبية أوقفت القرار.
تسجيلات مدوية
وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الاثنين، تفاصيل مكالمة مسربة تدمغ القطريين بالتورط في تفجيرات إرهابية دامية في الصومال.
التسجيل عبارة عن مكالمة هاتفية، بين السفير القطري في الصومال حسن بن حمزة بن هاشم، ورجل الأعمال خليفة كايد المهندي، المقرب من أمير قطر تميم من حمد.
خلال المكالمة يؤكد رجل الأعمال للسفير، أن الدوحة تقف وراء التفجير الذي حدث في مدينة بوصاصو في الثامن عشر من مايو الماضي، ويقول له بالحرف إن "أصدقاء قطر نفذوا الهجوم".
ويوضح كذلك أن القطريين يعرفون من المسؤول عن التفجيرات والقتل في تأكيد لا يحتمل أي تأويل.
وتقول الصحيفة، إنه يبدو واضحا من سياق المكالمة، أن الهجوم كان يستهدف "تعزيز مصالح قطر" في الصومال، كما تحاول الدوحة تقويض الدعم الذي تقدمه دول خليجية لمساعدة الصومال على استعادة عافيته.
وقد أفصح أيضا رجل الأعمال المهندي، عن التطلع لتحويل "عقود" في الصومال إلى يد الدوحة بعد اضطرار التفجيرات آخرين على الفرار والعودة إلى دبي (..).
دعم الإرهاب في الصومال
وكانت تقارير أمنية أميركية قد أكدت في قت سابق أن قطر ضالعة في تمويل حركة الشباب الإرهابية في الصومال.
ولعب ممولون معروفون للإرهاب يعيشون في قطر بحرية دورا محوريا في تمويل الحركة، المرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش، بشكل مباشر وغير مباشر.
وعلى رأس هؤلاء القطري عبد الرحمن بن عمير النعيمي، الذي تربطه حسب تقرير لوزارة الخزانة الأميركية علاقة وثيقة بزعيم حركة الشباب حسن عويس.
وحول النعيمي حسب التقرير نحو 250 ألف دولار في عام 2012 إلى قياديين في الحركة، مصنفين على قوائم الإرهاب الدولية.
ردود فعل صومالية
وندد حزب "ودجر" الصومالي المعارض، باستخدام قطر لإرهابيي داعش وحركة الشباب المتطرفة لتحقيق مصالحها في الصومال، استنادا إلى تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، داعيا إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة.
وأشار بيان أصدره الحزب، إلى أن الصحيفة كشفت عن مكالمة هاتفية مسجلة جرت بين السفير القطري في الصومال حسن بن حمزة، وخليفة كايد المهندي، رجل الأعمال القطري المقرب من الأمير تميم بن حمد.
وذكر بيان الحزب أن المعلومات التي كشفت عنها "نيويورك تايمز"، "عززت ما كان يشتبه فيه كثير من الصوماليين، وهو وجود علاقات لقطر بالجماعات الإرهابية في الصومال".
وقدم الحزب مجموعة من المطالب، شملت، إبداء الحكومة الصومالية موقفها حيال قطر، وقطعها العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة، واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المقربين من قطر ممن يتولون مناصب حساسة في الدولة.
وضمت المطالب أيضا، إجراء لجنتي العلاقات الخارجية في مجلسي الشيوخ والشعب للبرلمان الفدرالي، تحقيقا في التقرير الذي نشرته جريدة "نيويورك تايمز" ودور قطر السلبي في الصومال، وعلاقتها مع التنظيمات الإرهابية، وفق ما ذكر موقع "مؤسسة الصومال الجديد للإعلام والبحوث والتنمية".
كذلك دعا الحزب إلى قيام الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة الإيغاد والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، بإجراء تحقيق حول صلة قطر بالتنظيمات الإرهابية، هذا إلى جانب قيام ولاية بونتلاند بتحقيق مستقل في الهجوم الإرهابي الذي شهدته مدينة بوصاصو في 11 مارس 2019، والذي ربطته "نيويورك تايمز" بقطر.