بيان "داعش- ولاية صنعاء".. الحوثي العم احتفل على جثة قشيرة ومدير أمن عمران "كبش فداء"
السياسية - Wednesday 24 July 2019 الساعة 04:38 pm
لم تبرح الصدمة التي خلفها فيديو السحل الحوثي والتمثيل الوحشي بجثة الشيخ مجاهد قشيرة الأرجاء حتى جاء بيان رسمي عن الذراع الأمنية لمليشيات الانقلاب الحوثية يتبنى تصفية قشيرة، بل وعد ما حدث نجاحاً أمنياً وإنجازاً كبيراً (..)، ليتسبب البيان في صدمة جديدة ولكن عند الذين اجتهدوا في التماس التخريجات والتأويلات ودفع الجريمة عن ساحة ومسئولية الحوثيين.
ولم يصدق البعض، ممن كان حاول إنكار مسئولية الجريمة عن الحوثيين، أن البيان رسمي بالفعل وعن داخلية الحوثيين. بل كان هناك من زعم، لبعض الوقت، أن البيان أصدره "داعش- ولاية صنعاء"!!
بطريقة الحوثيين المعهودة تحول قشيرة، حليفهم البارز والشيخ الذي قاتل معهم كثيراً وأخلص في جبهاتهم الخدمات، إلى سارق ولص وقاطع طريق (..) بحسب البيان الحوثي المنسوب لوزارة الداخلية التي يديرها عم زعيم المليشيات، ليعلق الكاتب والصحفي اليمني، محمد عايش، بالقول، إن البيان يتعمد المغالطة والكذب المفضوح/ كون جميع قطاعات الطرق انتهت فعلياً بالتحاق قُطاع الطرق في حاشد وعمران بالحوثيين، وصاروا مسئولين ومشرفين (..).
وبينما نسب (البيان الفضيحة) قتل وتصفية قشيرة إلى من أسماها الأجهزة الأمنية محتفياً ومحتفلاً بهكذا إنجاز ونجاح، إلا أنه عاد ليتناقض مع نفسه في الجملة الواحدة بإلقاء المسئولية ووزر الجريمة الوحشية على من يصفهم ببعض المتضررين (..) من جرائم قشيرة والذين سحلوا وسحبوا الجثة وانهالوا عليها بالأقدام والخناجر (نصال الجنابي) وأعقاب البنادق.
ولم يتكلف البيان حتى محاولة التمييز بين هؤلاء وبين من يسميهم بالأجهزة الأمنية التي تولت القتل والتصفية، في حين يقول الحاضرون وتقول صيحاتهم إن التصفية قرار حوثي صرف بحق من وصفه ساحلوه -كما في الفيديو- بالمنافق. وهذه صفة يطلقها الحوثيون على خصومهم وهي كافية لإهدار الدم وإجازة بالقتل والإعدام بدم بارد.
وأمام الردود والغضب الذي فجره وخلفه التسجيل المصور والجريمة الوحشية المفزعة، زعمت المليشيات في بيان العار أنه سيتم التحقيق في الواقعة، قبل أن يغرد في اليوم التالي القيادي الحوثي (حسين العزي) كاشفاً عن تسمية كبش فداء بإقالة مدير أمن عمران "رغم كفاءته" كما قال (..).
هذا، بينما يعرف صغير القوم وكبيرهم أن المواقع والمسميات لا قيمة لها والسلطة متركزة فعلياً وعملياً بيد القيادات والمشرفين الحوثيين الذين تولوا بأنفسهم تصفية فشيرة وغيره على مرأى ومسمع، وهو ما خلف غضباً دفيناً في أوساط قبائل الغولة وعمران، وإن لم يتنفس حتى الآن.
وعلى ذلك رئيس الأجهزة الأمنية أو وزير الداخلية الحوثي نفسه تبنى الجريمة والواقعة وامتدح الأجهزة الأمنية بعمران، ثم يعاقب مدير أمن عمران جزاء الإنجاز والنجاح الذي تحدث عنه البيان!
ومهما فعلت فلن تتمكن المليشيات الحوثية بسهولة من تزوير مشاهد افتراضية كاذبة أمام قوة المشاهد الواقعية المصورة والمسجلة والتي طافت الشبكات وشاهدها ملايين البشر داخل اليمن وعبر العالم.
تعليقات اليمنيين استشهدت بجرائم مشابهة ومتقاربة شهدت تصفية مشايخ ووجاهات من حلفاء الحوثيين والموالين لهم، وعلى رأسهم الشيخ الوروي بعمران أيضاً. واتفق غالبية الناشطين والمعلقين والمواطنين العاديين على جدارة الحوثيين في مزاحمة وإقصاء داعش عن الصدارة.