جيل جديد ينهض بتجارة الماشية في المخا والساحل الغربي بعد انتقال كبار الجلابين إلى عدن

المخا تهامة - Saturday 29 June 2019 الساعة 08:32 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

منذ الثالثة عصراً وحتى غروب الشمس يجوب تجار المواشي بسياراتهم مناطق وقرى ريفية، بحثاً عن رعاة ومربي الماشية ليشتروا ما يحصلون عليه في طريقهم ثم يعودون بها إلى حظائرها التي سيجت بشكل دائري من أعواد الشجر على أطراف مدينة المخا.

غالبية هؤلاء التجار هم من المزارعين في منطقة الرمة التي هجروها بسبب ألغام المليشيات، والتي حالت دون عودتهم إلى مزارعهم وحقولهم الزراعية.

لم يجد هؤلاء أعمالاً أفضل مما كانوا عليه سوى، تجارة بيع وشراء المواشي، فهم مزارعون ولهم دراية واسعة بتربية الماشية، مما يتيح لهم القدرة على المناورة أثناء البيع والشراء.

وحل هؤلاء محل تجار الماشية في المخا ممن أجبرتهم قبل سنتين الممارسات الحوثية القائمة على الجباية على مغادرة المدينة والتوجه إلى عدن كمدينة فتحت حضنها لكل الفارين من بطش المليشيات.

وأتاح هذا الفراغ لأشخاص عملوا في مجال الزراعة الفرصة على مزاولة مهنة جديدة هي بيع الماشية في تجارة فتحت لهم آفاقاً أوسع عوضاً عما خسروه من توقف فلاحة أراضيهم الزراعية.

يقول أحد التجار واسمه صلاح لنيوزيمن، نحن من ضمن دائرة ثمثل صغار التجار وقائمة تجارة كل شخص، تتراوح ما بين عشرين إلى أربعين رأساً.

ويضيف: هناك مركزان لتجميع المواشي في المخا أحدهما في المحجر وتلك مخصصة للمواشي المستورة عبر البحر من دول القرن الإفريقي والأخرى في مفرق المخا -الخوخة وهي من المواشي المحلية.

ويزداد الطلب على المواشي المستوردة نظراً لرخص ثمنها، مقارنة بأسعار المواشي المحلية، بحسب صلاح الذي يعيد ذلك إلى أن مربي الماشية في إفريقيا يمتلكون مساحات رعي واسعة ويتاح للتاجر الواحد تربية آلاف المواشي، لكن في الأرياف تقتصر تربية المواشي على المزارعين بعدد رؤس قليلة نظرا لعدم وجود مساحات خصبة للرعي.

وأمام تلك المصاعب فإن المربين يضطرون إلى شراء القضب والحبوب لتغذيتها مما يرفع من كلفة تسمين المواشي المخصصة للذبح، مقارنة مع التجار الأفارقة.

ويجلب المزارعون المواشي من موزع والخوخة ويختل والنجيبة والجمعة وكافة القرى الريفية ليضعوها بتلك الزرائب التي سيجت بأعواد الشجر ثم يعيدون بيعها سواء لتجار آخرين أو لأصحاب المطاعم.

ويقتصر شراء المواشي على ذكور الماشية، فيوزعون بعضها على مطاعم المخا، ثم يرسلون البقية إلى عدن.

ولكل تاجر مجموعة من المطاعم يزودها بحاجتها اليومية من الرؤس الجاهزة للذبح، فيما يتخذ آخرون عدن كوجهة جيدة للبيع.

وقال أحد العمال، إن تجار الماشية الكبار انتقلوا إلي عدن تاركين مسألة تجميع المواشي من مربيها للتجار الصغار ومن هناك يوزعونها على محافظات ومدن أخرى.

ومع اقتراب عيد الأضحى ترتفع أسعار المواشي إلى مبالغ أعلى نظراً لزيادة الطلب عليها.

وقال شاب، وهو يمسك برأسين من ذكر الماعز، إن ثمنها 150 ألف ريال، بعدما كان السعر يصل إلى 120 ألف ريال قبل أسابيع.