قصة كفاح امرأة بالمخا ناضلت من أجل إبعاد أبنائها عن دائرة الفقر

المخا تهامة - Saturday 29 June 2019 الساعة 08:53 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

هناك من لا يستسلم بسهولة لصعوبة الحياة، بل يجدها فرصة لشق طريق النجاح، ولذا نستلهم من تجاربهم قصصاً لتنير درب آخرين ربما افتقدوا الحكمة في أن يكونوا مثلهم.

حكايات المخا وإن كانت بسيطة لكنها تظل قصص كفاح لأشخاص ناضلوا من أجل عزة وكرامة أسرهم، ناضلوا من أجل أن تبقى كريمة بالقدر الذي استطاعوا عليه.

ومن أمثال هؤلاء سلمى أحمد، وهي امرأة سبعينية عملت منذ اقترانها بزوجها قبل نحو خمسة عقود على أن تبقي عائلتها بعيدة عن دائرة الفقر.

فارتباطها بزوجها المعدم، لم يكن سبباً لتندمها على ذلك الزواج، بل وجدت منه وسيلة كي تبقى حرة وتعمل على توفير الغذاء لأسرتها عبر بيعها للبيض والبطاط والشبس والمطبق، وهي أشياء وإن بدت صغيرة لكنها عظيمة بمدلولها الآخر وهو إبعاد أسرة من شبح الفقر.

عندما كبر أبناؤها ساعدوها في ذلك لتتوسع دائرة البيع صباحاً ومساءً في الأسواق العامة وأمام باحات المدارس.

تقول سلمى لنيوزيمن، "بدأت في إرسالهم صباحاً إلى المدارس للبيع، وفي المساء في كل الحارات، وهو ما غير من حياتنا بشكل جذري".

ومع مرور الوقت انخرطت تلك المرأة المكافحة في بيع الملابس النسائية وملابس الأطفال كبائعة متجولة، وهو أمر أتاح لها كسب كثير من الأموال، مكنها من الانتقال من الشاذلي إلى حارة الحالي وبناء منزل كبير يضم بقالة احتوت على مختلف الأصناف الغذائية.

تقول سلمى: "كانت تجربة فريدة، وبدأنا نتخلص من الفقر الذي كان يلازمنا خلال سنواتنا الأولى من الزواج".

تضيف: "كان زوجي مقعد الفراش نتيجة تقدمه بالسن وإصابته بعدة أمراض، ولهذا كنت قلقة من وضعنا المعيشي.. لكننا، الحمدلله، تغلبنا على ذلك، بفضل إرادتنا".

كان لرجل الأعمال أحمد الحمادي دور كبير في رفد البقالة بالعديد من البضائع التي تحتاجها بعد أن خسرت أغلب أموالها في بناء المنزل، وعندما كبر ابنها تزوج وافتتح له محلا صغيرا ليكمل ما بدأته والدته.

حكاية سلمى هي قصة كفاح من أجل أن تحيا أسرتها الحياة التي تستحقها.

كما هي حكاية تثبت أن الأعمال الصغيرة هي مفتاح الخير وطريقة للهرب من دائرة الفقر.