معضلة إصلاح محركات القوارب بالمخا تتخطى التصور.. ومهندس: الصناعات الرديئة تكبد الصيادين خسائر متواصلة

المخا تهامة - Friday 28 June 2019 الساعة 09:17 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

على مقربة من ساحل المخا ركن مجموعة من الصيادين محركات قواربهم المعطلة بداخل إحدى الورش الهندسية، على أمل إعادتها للعمل من جديد، لكن ذلك يظل معضلة تتخطى حدود التصور.

وتعرض محركات القوارب للأعطال معناه توقف الصيادين عن العمل في موسم الاصطياد الذي دخل شهره الثاني، كون أغلبهم لا يمتلكون محركات بديلة، كما تكبدهم رداءة الصناعات خسائر متلاحقة.

وقال رياض عليان، المهندس في الورشة التي لا تحمل لوحة إرشادية، كما هو حال أغلب محلات المخا، إن عدم دراية الصيادين بالجانب الفني يجعلهم يهملون صيانة المحركات، مما يجعل إصلاحها أمراً يفوق التخيل.

وأضاف إن الأعطال البسيطة تمتد لتصبح شاملة، وأغلب الصيادين لا يلقون بالاً عند سماعهم أصوات احتكاك المعدات، ومع ذلك يستمرون في استخدامها إلى أن تتوقف عن الحركة تماماً، ثم يطلبون منا إعادتها للعمل في مهمة تبدو في بعضها مستحيلة.

وأغلب المحركات هي من نوع ياماها الهندية رديئة المواصفات مقارنة بالمحركات ذات المنشأ الياباني والتي تحمل الأسم ذاته.

وبحسب المهندس عليان، فإن الصناعات اختلفت والمواصفات تغيرت مما يجعل الأنواع الجديدة أقل جودة ومتانة عن القديم منها، وهو ما يجبر الصيادين على تحمل نفقات الصيانة بشكل مستمرة.

وشوهدت محركات عدة ملقية على باحة الورشة، فيما جلس مجموعة من ملاكها في انتظار إصلاحها.

وتصلح الورشة محركين إلى ثلاثة محركات في اليوم، وهو ما يعني أن عددا كبيرا من الصيادين يعانون من رداءة صناعة المحركات التي يستخدمونها ويدفعون ثمن ذلك بصمت.

وقال أحد الصيادين أثناء انتظاره إصلاح محرك قاربه، إن المحركات القديمة كانت تتسم بالقوة والمتانة فترافق الصياد سنوات طويلة دون أن تتعرض للتلف، لكن ارتفاع ثمن المحركات اليابانية دفعهم لشراء الهندية منها.

وتتراوح قيمة محركات القوارب من نوع ياماما الهندية، بين ثمانمائة ألف ومليون إلى مليوني ريال، لكن أسعار المحركات الكبيرة ذات السبعين خيلاً يتخطى ثمنها أكثر من ذلك بكثير.

وقال الصياد عبدالله دخين، إنه عادة ما يجبر على إصلاح محرك قاربه باستمرار مثلما يجبر كثير من الصيادين وهو أمر يكبده خسائر متواصلة.

ويحاول مهندسو الورش الفنية بالمخا إعادتها للعمل، لكن الأمر ليس سهلاً كما نعتقد بالنسبة للبعض منها.

وقال شوقي، وهو مالك إحدى الورش ويعمل مهندساً فيها في الوقت نفسه، إن أعطال بعضها كبيرة إلى حد أنها تفوق قدرتنا على إصلاحها.

ويلقي شوقي باللوم على رداءة التصنيع وسوء الاستخدام وعدم دراية الصيادين بالجوانب الفنية التي تجنبهم خسائر متواصلة جراء إعادة إصلاحها.