إطلاق المرحلة الثانية من خطة "إنقاذ الحوثيين" في الحديدة

المخا تهامة - Thursday 27 June 2019 الساعة 11:42 pm
المخا، نيوزيمن، أمين الوائلي:

قابلت السلطات الرسمية (الشرعية) التصعيد العسكري لمليشيات الحوثي الانقلابية على الأرض في جبهات الحديدة والساحل الغربي بتصعيد من نوع آخر يعيد تعبئة وتفعيل خيارات الفشل والإفشال اليومي - الأممي والرسمي لجهود انتزاع الحديدة والحيلولة دون إنهاء سيطرة أدوات ووكلاء إيران وتحرير المدينة والموانئ.

في يومين متتاليين، الأربعاء والخميس، كانت المليشيات الحوثية في الحديدة والساحل تعمم نيران التصعيد والقصف والهجمات في كل اتجاه من شارع الخمسين بمدينة الحديدة إلى الجبلية في التحيتا وحتى حيس.

وفي يومين متتاليين، الأربعاء والخميس، كانت الشرعية، ممثلة بنائب الرئيس علي محسن الأحمر، تعمم وتعمد رسائل التصعيد السلبي وإعادة إنفاذ خيارات غريفيث /لوليسغارد ومنحها إجازة عمل جديدة لمرحلة زمنية جديدة هي بمثابة إنقاذ ثان للمليشيات الحوثية على غرار الإنقاذ الأول من بوابة وقف التحرير والذهاب إلى السويد.

الإنكاء الرسمي لمعنويات المقاتلين ومن خلفهم الرأي العام يتحرى تكراراً ومراراً إعطاء صورة لحرب ومعركة من طرف واحد (الحوثي) يقابله طرف سياسي بيده القرار.

ويعني هذا اطراداً إلغاء المعسكر المقاتل والجنود المرابطين على جبهات النار وخطوط التماس على الأرض، دونما اعتبار لأي اعتبارات أخرى.

يعني هذا بطريقة أخرى؛ منح الحوثيين مشروعية الإقرار الرسمي بوجودهم والاعتراف بهم طرفاً كاملاً، وتكريس رسائل اللامشروعية باتجاه القوات المشتركة كما لو كانت غير موجودة. واحتكار صلاحيات التمثيل الرمزي لمركز سياسي مقابل قوات ومليشيات على الأرض.

يوم الخميس، وبعد يوم واحد على لقائه مارتن غريفيث، التقى علي محسن الأحمر رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار وبعثة الأمم المتحدة في الحديدة مايكل لوليسغارد الذي قال في آخر بيان له إن الحوثيين لم يعد لهم أي وجود في موانئ الحديدة الثلاثة، في تصدير جديد لمفاعيل مسرحية تغيير الأزياء.

وبحسب وكالة سبأ، أكد نائب الرئيس في اللقاء "توجيه فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي للفريق الميداني بالتعاون والعمل على إنجاح مهام رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار بما يضمن تصحيح أي اختلالات وتصويبها وتنفيذ اتفاق الحديدة وفقاً لما ورد في اتفاق السويد وطبقاً للقانون اليمني والمعاني الواردة في القرارات الأممية ذات الصلة."

كما لو أن المشكلة في الأساس كانت تتعلق بالفريق الحكومي أو الميداني برئاسة اللواء صغير حمود بن عزيز. ليأتي التوجيه إليه بالعمل على إنجاح (..) مهمة لوليسغارد وبعثة التبشير الأممية. أما كيف؟ فهذا يقع على عاتق اللواء صغير وفريقه.

أو كأن ستة أشهر لم تكن كافية لإثبات شيء حول نوايا الحوثيين والأمميين على السواء، وكل ما هنالك مجرد "اختلالات" أمر علي محسن لوليسغارد بتصويبها طبقاً للقانون اليمني وربما يثق أن الحوثيين لن يمانعوا بالتالي في التصويب عملاً بتعليمات الأخ النائب (..) كطرفين لديهما عمل مشترك واتفاق لتنفيذه.

وهكذا "ناقش نائب الرئيس خلال اللقاء الجهود التي يبذلها الفريق الميداني في العمل على تنفيذ اتفاق الحديدة، مؤكداً الحرص على تنفيذ اتفاق السويد نصاً وروحاً."

تستطيع الشرعية أن ترى جهود بعثة لوليسغارد (..) التي لم تفعل شيئاً، ولم تنجز شيئاً، ولم تعقد اجتماعاً واحداً على مدى أكثر من شهرين متتابعين، بينما لا ترى يوميات حرب حقيقية وتصعيداً عسكرياً في كافة جبهات الحديدة والساحل، ليؤكد الحرص على تنفيذ اتفاق السويد روحاً ونصاً.

ويوم الأربعاء قال غريفيث، إنه عقد لقاءً مثمراً مع النائب، وعبر عن تطلعه لاستئناف اللقاءات مع الأطراف في وقت قريب.

في الجهة الأخرى، كان رئيس الأركان يوجه خلال اجتماع عسكري مع "قيادة محور الحديدة" (..) "بسرعة دمج المقاومة التهامية ضمن وحدات الجيش الوطني، واستكمال ترقيم الوحدات التي تم دمجها، بناء على توجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي".

جهود الشرعية منصبة، ليس على دعم وتعزيز القوات المشتركة كقوة في جبهة الشرعية وتنفذ قراراتها سلماً وحرباً، بل في تفكيك وخلخلة الصفوف واستقطاب وحدات التهامية لترقيدها أو ترقيمها.

وشدد اللواء النخعي، خلال اللقاء الذي عقد الخميس بعدن "على تنسيق الجهود مع التحالف العربي، كون الهدف الذي يسعى الجميع إلى تحقيقه واضح، ويتمثل باستعادة الشرعية وانهاء الانقلاب." لكن إنهاء الانقلاب لن يتأتى أبداً من طريق لوليسغارد وغريفيث وتثبيت سيطرة الحوثيين على الحديدة.

وبقي أن "أركان حرب محور الحديدة العميد إبراهيم معصلي"، بحسب وكالة سبأ، قدم "تقريراً عن سير المعارك العسكرية الميدانية في جبهات الساحل الغربي بشكل عام وجبهة الحديدة بشكل خاص ووضع الوحدات العسكرية التابعة لقيادة المحور، وتموضعها في جبهات الساحل الغربي، ومعنويات الجنود، وجهود قيادة المحور لاستكمال عملية دمج المقاومة التهامية ضمن الجيش الوطني ونسبة الإنجاز في عملية الترقيم للوحدات العسكرية التابعة للمحور."

وغني عن الذكر أو التذكير أن قيادة محور الحديدة تحضر وتظهر إعلامياً وعملياً في هذا اللقاء للمرة الأولى منذ بداية معركة تحرير الساحل الغربي وحتى الحديدة، ومع ذلك لديها تقرير عن سير المعارك العسكرية والميدانية في الساحل والحديدة ومعنويات الجنود.

التصعيد الحوثي المنفلت والعربدة طولاً وعرضاً في الحديدة والساحل يستقوي بالدرجة الأولى بالشرعية التي تلغي مشروعية قوات التحرير مقابل اعترافها الرسمي بالحوثيين كطرف وحيد في الحديدة يقابله طرف سياسي في الرياض وبينهما لوليسغارد وغريفيث.

أين هو التحالف بقيادة السعودية من كل هذا؟

هو هذا.