استعدادات حوثية للإحتفال بمولد النبي محمد باعتباره مشروع نهضوي أممي وباحثون يشبهون الفعالية كمن يحول المساجد إلى مراقص

استعدادات حوثية للإحتفال بمولد النبي محمد باعتباره مشروع نهضوي أممي وباحثون يشبهون الفعالية كمن يحول المساجد إلى مراقص

السياسية - Saturday 11 January 2014 الساعة 12:17 pm

خاص-نيوزيمن: يبدأ زيد المتوكل (30 عاما)، أحد أتباع "الحوثيين" أو من يسمون أنفسهم "أنصار الله" يومه باكراً لتوزيع دعوات عامة للمواطنين لحضور الاحتفال بمناسبة ذكرى مولد خاتم الأنبياء محمد. ويحتفل الحوثيون (الشيعة) سنويا بذكرى المولد النبوي والتي تصادف يوم 12 من ربيع الأول من كل عام حسب التقويم الهجري (تاريخ هجرة الرسول محمد وأصحابه من مكة إلى المدينة)، ويطالبون بأن تكون ذكرى المولد النبوي عطلة رسمية، في حين يراها كثير من أتباهم المذهب (السني) بدعة، لا ينبغي الاحتفال بها. يقول زيد المتوكل، الذي ينتمي إلى سلالة النبي محمد حسب قوله، في حديث لـ"نيوزيمن" : "ذكرى مولد الرسول ليست مناسبة عابرة، ولا بدعة، بل هو تكريم واحتفاء بمن احتفت بمولده السماوات والأرض، كيف لا نحتفي بمن هو أطهر وأشرف المخلوقات على وجه الأرض". وانتشرت في كثير من شوارع وأحياء العاصمة صنعاء وخاصة في المناطق التي ينتشر فيها أتباع الحوثي (شيعة) رايات بيضاء وخضراء استعداداً لذكرى المولد النبوي، كما اصطبغت مآذن/صوامع المساجد التي يسيطر عليها الحوثيون باللون الاخضر، في حين علقت لوحات ضوئية تحمل اسم "محمد" على منازل ومساجد مدينة صنعاء القديمة. وبسط الحوثيون نفوذهم على محافظة صعدة بعد ستة حروب خاضتها الدولة معهم، كما يسيطرون على أجزاء من محافظة عمران وينتشر أتباعهم في كثير من أحياء العاصمة صنعاء وخاصة حي الجراف ومدينة صنعاء القديمة واللذان يعتبران مركزا رئيسيا لتجمعهم. وبحسب تقرير الحرية الدينية في العالم للعام 2012 الصادر عن الخارجية الأميركية إن 35% من سكان اليمن البالغ عددهم 25 مليون نسمة، ينتمون إلى المذهب الشيعي (الزيدي)، في حين ينتمي 65% إلى المذهب "السني"، موضحا أن هناك مؤشرات تتحدث عن زيادة المواطنين الذين يتبعون المذهب السلفي "السني"، "لكن الإحصاءات غير متوفرة لتأكيد هذه المؤشرات". وأشار زيد المتوكل إلى أنهم سيحتفلون هذا العام بمناسبة ذكرى المولد النبي في ملعب الثورة الرياضي وسط العاصمة صنعاء، "كما سنقيم احتفالية خاصة في مدينة صنعاء القديمة التاريخية"، متوقعا حضور وفود قبلية كثيرة العدد من خارج العاصمة صنعاء ستحضر الاحتفالية. من جهته يقول وزير الدولة حسن شرف الدين في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "حينما نحتفي بمولده صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله، ï»» نحتفي بمولد في حد ذاته.. بل نحتفي بفكرة، بقداسته، بمشروع نهضوي أممي، برسالة إنسانية كان لها شرف النهوض بخير أمة اُخرجت للناس ـ لا لشيء ـ إلا لأنها كانت رسالة بناء، ركزت على بناء الإنسان أولاً، وإعداده للمسئولية مبكرا، شذّبت سلوكه الجاهلي الأهوج، قوّمت أخلاقه، وروّضت قسوته وفجاجته". وأضاف: "إننا في أمس الحاجة لأن نتذكر ذلك المجتمع المحمدي النقي الذي تأسس على المحبة والمؤاخاة والإيثار والتواضع والبساطة والتنازلات، وعمت فيه العدالة والمساواة والإنصاف، خشيةً من غضب الجبار المنتقم، وتغليباً لمصلحة مجتمع، وقوة دولة لم يشهد التاريخ مثيلاً لها". من جانب أخر ينتقد الكثير من المعارضين للحوثي ، الاحتفال بالمناسبة، ويستغربون من طريقة الاحتفاء. ويعلق الباحث بشئون الجماعات الإسلامية نبيل البكيري بالقول "تحويل المناسبات الدينية إلى كرنفالات سياسية أشبه بتحويل المساجد إلى مراقص للرقص الشرقي". وتقول عضو الحوار الوطني عن مكون الشباب نادية عبدالله بأن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفعل وليس بالقول يا عالم. وتضيف"حب رسول الله بتنفيذ اوامره والاقتداء به ,,,,,من يحب رسول الله لا يقتل اخيه المسلم ،،،،فالمسلم على المسلم حرم دمه وماله وعرضه". ودعت عبدالله الجميع للاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم عن طريق وقف القتال والحرب والاغتيالات وحقن دماء بعضنا البعض . وتابعت "لنزين الشوارع ونحتفل بالجوامع والصالات,,,,ولكن بعد وقف اطلاق النار ....اذا كنا فعلا نحب رسولنا الكريم". آ أما المحامي خالد الانسي فيقول "حين تسمع الحوثي وهو يدعي بالاصطفاء الالهي ل آل البيت وان الحكم والعلم والشرف لا يكون الا فيهم تشعر أن كبار ضيوفه في المولد النبوي سوف يكونوا أبو لهب وأبو جهل و عبدالله بن أبي والوليد بن المغيرة وأم جميل وبقية كفار ومشركي قريش ومن كانوا يرون انهم عظماء وسادة العرب" ..! آ في غضون ذلك قال عدد من قاطني حي الجراف الشرقي بالعاصمة صنعاء لـ"نيوزيمن" إن أتباع الحوثي استأجروا عددا من المنازل في الحي ونصبوا خياما في عدد من المساحات الفارغة لاستقبال من يصفوهم بـ"ضيوف رسول الله" ووزعوا مبالغ مالية ومواداً غذائية وذلك للتحضير لولائم استقبال الوفود التي ستحضر الاحتفال من خارج العاصمة صنعاء. وفي رده على سؤال لـ"نيوز يمن" عن مصدر الأموال التي ينفقها أتباع الحوثي على المناسبات التي يحتفلون بها قال أحمد شرف الدين أحد القيادات الشابة للحوثي "لا تنسى أننا خضنا ستة حروب مع الدولة، وأن لنا أتباعا كثر يتبرعون بما يستطيعون في كل المناسبات". إلى ذلك ذكر موقع "انصار الله" التابع للحوثيين إن "أبناء صعدة خرجوا كبيرهم وصغيرهم لتلوين بيوتهم وسياراتهم بلون المناسبة". وأضاف الموقع: "مع اقتراب مناسبة المولد تزداد وتيرة الاعمال الخاصة بإحياء المناسبة وترتفع همة أبناء المحافظة الذين اعلنوا جهوزيتهم لاستقبال ضيوف الرسول الاكرم، فالكل يعمل بجميع الفئات العمرية رجالاً ونساءاً كباراً وصغاراً احتفاءً واحتفالاً بقدوم ذكرى مولد الرسول صلوات الله عليه وعلى آله". وأكد عدد من السكان المحليين في صعدة لـ"نيوز يمن" أن مسلحي الحوثي فرضوا على كل منطقة في المحافظة دفع مبلغ مائة ألف ريال دعما لما يصفوها بـ"المسيرة القرآنية" المحتفلة بالمولد النبوي، وذلك لإقامة العزائم والولائم للضيوف الوافدين ولشراء الالعاب النارية". وتشهد عدد من محافظات عمران والجوف وصعدة وحجة نزاعات شرسة بين مسلحين القبائل ومسلحي الحوثيين الذين يحاولون توسيع نفوذهم، أسفرت عن مقتل وجرح وتشريد العشرات من أبناء تلك المحافظات، في حين شكل الرئيس عبدربه منصور هادي لجانا رئاسية لإيقاف الصراعات ونشر قوات الجيش في أماكن الصراع.