"تزوجت بدوياً" قصة الحب الخالد في كهف!

المخا تهامة - Monday 04 March 2019 الساعة 08:08 am
نيوزيمن، عبدالله أبكر الشبيلي:

سنة 1978 وصلت الممرضة النيوزلندية "مارغريت فان غيلدرملسين" برفقة صديقتها الاسترالية "اليزابيث" إلى مدينة "البتراء" الأثرية في الأردن بغرض السياحة.

هناك كان مضيفهم هو الشاب البدوي "محمد عبدالله" وكان شاباً بسيطاً فقيراً جدًا يعيش في كهف جبلي في مدينة البتراء المنطقة الأثرية، ولأن الحب إرادة من الله وقع البدوي "محمد" في حب "مارغريت" من النظرة الأولى وفي الوقت نفسه "مارغريت" أعجبت جدًا به.

بعد مرور أيام قليلة اعترفت "مارغريت" لصديقتها "اليزابيث" بمدى إعجابها بالبدوي، وبشهامته معهما، وغض بصره، وتفانيه في خدمتهما، وكونه يحميهما ولا يطمع في اموالهما وزادت في القول إنها تحبه.

الصديقة الاسترالية اتهمتها بالجنون، وأن هذا ليس إلا شفقة.. في نفس السنة 1978 تزوجت "مارغريت" من البدوي "محمد" بعد ما أخبرت أهلها الذين رفضوا تمامًا فكرة أنها تتزوج من عربي ومسلم وفقير لا يملك أي شيء، لكن "مارغريت" كانت ترى أنه يملك أعظم شيء وهو الأخلاق.. إخلاصه، وفاءه، احترامه للأنثى، وهذا ما جعلها تضرب بكلام الكل عرض الحائط وتزوجته، وعاشت معه 7 سنين كاملة في كهف صغير في الجبل وسط حرارة عالية ومعاناة شديدة بدون كهرباء أو ماء..

إلا أنها ذكرت أنها كانت أياماً سعيدة جدًا، لأنها كانت برفقة شخص يحبها جدًا ويتفانى لإسعادها.

سنة 1985 الحكومة الأردنية تدخلت ونقلت "مارغريت وزوجها محمد" من الكهف المعزول إلى قرية "أم صيحون" وكان الله سبحانه وتعالى قد رزقهما بـ 3 أطفال هما "سلوى ورامي ومروان".

سنة 2002 توفي زوجها "محمد عبدالله" وحزنت عليه حزنًا شديدًا جدًا.. ومن شدة ارتباطها به وبحبه أخذت أولادها ورجعت بهم إلى "البتراء" لتعيش بالقرب من كهف زوجها محمد وتتذكر ذكرياتهما معاً..

تقول إنها كانت كل ما تحزن عليه تذهب وتدخل الكهف فتشم رائحته وتسمع صدى صوته وضحكته فيرتاح قلبها.

سنة 2003 كتبت "مارغريت" رواية وأطلقت عليها "أحببتُ بدويًا" خلدت فيها قصة حبها من زوجها العظيم على حد قولها.. ولما سألوها في وكالة الأناضول عن حافز الكتابة لقصتها، قالت وهي تضحك: "سنوات كثيرة من الحوافز، محمد كان شابًا رائعًا وقد تزوجنا ولدينا ثلاثة أبناء، وقد عشت في كهف، وكان لابد من كتابة القصة ليعرف العالم أجمع أن الحب يكمن في شهامة الرجل".

في 2006 مارغريت طبعت كتابها في لندن وباعت 21 طبعة من 5 آلاف يعني 105 آلاف نسخة، وترجمت القصة ل14 لغة مختلفة..

وبسبب أن مارغريت كتبت عن جمال أخلاق البدو وشهامتهم وعن جمال مدينة "البتراء" الأردنية في سنة 2007، اختارت اليونسكو مدينة البتراء من عجايب الدنيا السبع بعد تصويت شارك فيه 70 مليون شخص.

مارغريت قالت إن والديها زاراها عدة مرات وانبهرا بالمكان وبسعادتها مع زوجها وأنهما أحباه جدًا وعرضا عليه أموالاً ليساعداه لكنه رفض، وعرضا عليه أن يسافر معهما نيوزلندا أيضًا لكنه رفض وأصر أن يعيش في أرضه مع زوجته..

* من صفحة الكاتب علی (الفيس بوك)