”سقوط حر”.. قصة خلود بكران الأولى في مسابقة ثانويات غيل باوزير

المخا تهامة - Saturday 23 February 2019 الساعة 08:32 am
نيوزيمن، متابعات:

بادلت إدارة مدرسة “ثانوية البنات” بغيل باوزير طالباتها ومدرساتها الفوز في مسابقات مدارس غيل باوزير، والتي حصلت فيها قصة (سقوط حر) للطالبة خلود سعيد بكران، في الثالث الثانوي، المركز الأول. كما تصدرت قصيدة (مجد حضرموت) للطالبة سارة صالح بارزيق، مراكز متقدمة في مسابقة الشعر الفصيح. وفي الشعر العامي قصيدة (ما يفيد اللوم) للطالبة سلمى علي باشطح.

سقوط حر

في يوم داكن في مدينتنا القائضة، وبينما الصيف يلسع بحرارته أركان المدينة.. احتشد الناس بملامح البؤس الخالدة المرسلة للسماء..

استل مروان آخر جرعة من الشجاعة، ووقف بين الجموع الغاضبة مزمجراً برهة، وفي غمرة ذلك اللهب المتقد قرّر أن يعتلي المنصة.. لم يكن يعي ما كان يفعل حقاً لكنه فعلها.. تحولت الأنظار نحوه واستحال الغضب العارم إلى صمتٍ رهيبٍ، صرخ من أعماق روحه الميتة قائلاً: (فليسقط الوالي.. فليسقط الوالي).. الوالي الذي لا يعرف أولئك الناس ماذا يخبئ داخل هذه العباءة وماذا وراء هذه اللحية التي تكاد تشبه الغابة.

سقطت كلمة مروان كالحمض على وجوههم، فتحول الميدان إلى مضمار سباق الكل يجري ولا يهم إلى أين؟ فكل الطرق تبتعد عن الميدان.. صحيح أنهم ثاروا لكنهم لم يريدوها ثورة تنادي بسقوط هذا الوالي الفاضل، فمجرد التفكير في إسقاطه سيجر لهم الويلات.. كان هذا الدرس الأول الذي تعلموه.. درساً استثنائياً يسبق حتى الأبجديات.. بعيداً عن ضوضائهم نرى شيئاً ما يسقط.. بقدرة قادر خرّ مروان من فوق المنصة.

مطر أسود يهطل بعنف ليشتت بقعاً حمراء ارتسمت على أرضية الميدان لتتشكل لوحة بارزة عن طبيعة ميتة... وبعدها حُمل مروان على عجل ليلحق رحلته بين دهاليز الموت المتشابكة..

وفي أثناء ذلك، كان قد حان موعد صلاة الظهر.. اتجه الجميع إلى المسجد كالعادة وبعد انتهائهم رفعوا أكفهم بالدعاء: اللهم احفظ لنا والينا وأدم علينا نعمة الأمن والأمان.. رجع الكل إلى جحورهم ليأخذوا قسطاً من الراحة بعد صباح روتيني مخيف!