الشيطان يخنق عروس الساحل.. حدائق الحديدة حقول مفخخة وصهاريج متفجّرة

المخا تهامة - Sunday 27 January 2019 الساعة 03:37 pm
الحديدة/المخا، نيوزيمن، خاص:

غزت الألغام والمتفجرات والعبوات الناسفة كافة المساحات الخضراء والمتنفسات والملاهي الترفيهية للصغار والعائلات بمدينة الحديدة. وحولت الجماعة المليشياوية الحوثية، الذراع الإيرانية في اليمن، المنتجعات والمتنزهات الترفيهية والسياحية التابعة للقطاع الخاص إلى ثكنات عسكرية وحقول ألغام.

تفخيخ كامل لحديقة ومباني ومرافق منتجع الواحة السياحي، أحد أكبر المتنفسات وأهمها بمدينة الحديدة، ونصب قطع مدفعية في أسطح المباني العالية، ليضاف إلى منتجع وحديقة حديدة لاند، وأجزاء كبيرة من حديقة الشعب العامة والتي خصص جزء بقي منها لفعاليات تحشيد وتعبئة حوثية.


ولحق منتجع أخير وكبير في شارع صنعاء وسط المدينة بسابقيه، وأوضحت لـ"نيوزيمن"، مصادر أهلية وميدانية، أن المليشيات انتهت من تفخيخ كامل مساحات الواحة لاند ونصبت مدافع ومنصات إطلاق قذائف صاروخية.


وفي وقت سابق، كانت مصادر أبلغت "نيوزيمن"، عن قيام المليشيات بدفن صهاريج متفجرة عبأتها بالوقود في محيط منتجع الواحة لاند. وبالتزامن نشرت الميليشيا الحوثية، مدافع هاوزر في عدد من المباني والمنشآت المدنية الخاصة في المدينة.

وقالت مصادر "نيوزيمن"، إن مليشيا الحوثي قامت بدفن صهاريج على شكل صواريخ بعدما ملأتها بالبترول والمواد الحارقة في محيط منتجع الواحة في القريب من معسكر الدفاع الساحلي بمنطقة الكيلو 4.

في حين قال سكان لـ"نيوزيمن"، إن ميليشيا الحوثي، تقوم منذ يومين متتابعين بحفر خنادق مماثلة في محيط وقلب سوق الحلقة "سوق الجملة للخضار والفواكه" شرقي مدينة الحديدة.

وحش همجي يخنق عروس الساحل

وأمست أهم المتنزهات العائلية والمساحات الخضراء المزودة بألعاب وملاهٍ للصغار ومرافق تنزه للعائلات، مناطق محرمة على المدنيين، مسيجة بالفخاخ المتفجرة، وتمركزت مجاميع مسلحة فيها، بعد نشر ونصب أسلحة وعتاد ومنصات وقواعد إطلاق مقذوفات صاروخية ومدفعية.

تختنق الحديدة عن آخرها، ليس فقط بالمعنى المجازي، وإنما بصورة فعلية ومادية.

الحوثيون يجهزون على كل شيء في عروس الساحل الغربي ويكتسحون بأدوات وعبوات وشبكات الموت والقتل والتدمير آخر معالم ومرافق التنفس الجماعي والاستجمام العائلي.

الحديدة، مدينة تفقد تماماً، في قبضة وتنفذ ولصوصية عصابة رجعية كهنوتية مسكونة بالتوحش، هويتها السواحلية وطبيعتها الشاطئية ومساحاتها المفتوحة والمتاحة أمام السكان والعائلات والأطفال والنساء والفتيات.

من الحدائق العامة إلى الملاهي والمتنزهات والمنتجعات السياحية والترفيهية الخاصة وحتى الكورنيش والساحل، جميعها خرجت عن الاستخدام الآدمي لإنسان الساحل والبحر.

وحش هبط من الجبال

حدائق الحديدة، صادرها وحش كثير؛ هبط من الجبال البعيدة، ليغرز سمومه وأنيابه وأحقاده وأمراضه وهمجية التوحش في كل شبر وزاوية ومساحة على صدر عروس (ساحل ام غرب).


منتجع الواحة السياحي، لحق بحديقة حديدة لاند، ومنتجع وشاليهات حديدة لاند، هي الأخرى كانت المليشيات صادرتها وعبأتها بالأسلحة وبكميات كبيرة ومن مختلف الأنواع والأحجام، وحولت مرافقها إلى مخازن أسلحة ومتفجرات ومعامل ألغام وعبوات.

وحفرت المليشيات نفقاً طويلاً وعميقاً تحت الأرض، من حديدة لاند، إلى شارعي المطار فالخمسين، جنوب شرق المدينة. علاوة على حفريات وخنادق مزروعة بالمتفجرات وبراميل مفخخة ممتلئة بالوقود في محيط الحديقة والشاليهات.


أما حديقة الشعب وسط المدينة (عامة) فهي الأخرى خرجت من وقت مبكر عن خدمة العامة إلى حساب العصابة الحوثية، وملأتها بالحفريات والخنادق، ونصبت منصات صاروخية ومدفعية، وفخخت مساحات واسعة داخل وفي محيط الحديقة والرصيف الخارجي المحيط بها، وتبقت مساحة صغيرة خصصت لفعاليات وأنشطة تعبئة وتحشيد قتالي، آخرها فعاليات "أسبوع الشهيد" إلى البارحة لا غير.


أما الكورنيش فتحول إلى مقار ومراكز تدريبات على الرماية والأسلحة وتركيب العبوات، خاصة بالنساء الحوثيات والمتحوثات، كما نقل وتابع نيوزيمن مؤخراً.