سرقة المساعدات تدفع نساء نازحات لممارسة أعمال شاقة في صنعاء

المخا تهامة - Sunday 27 January 2019 الساعة 07:44 am
صنعاء، نيوزيمن، نجوى إسماعيل:

منذ اجتياح جماعة الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، للعاصمة صنعاء، وسيطرتها على مؤسسات الدولة بقوة السلاح، انتهجت سياسة التجويع الممنهج للسكان في مناطق نفوذها، رافق ذلك غياب دور الرجل كعائل، إما لتوقف المرتبات، أو الاختطاف، أو القتل في جبهات الحرب، لتجد المرأة نفسها أمام مسؤولية إعالة الأسرة.

وبالنتيجة، أجبرت ظروف النزوح القاسية لعدد كبير من النساء المعيلات لأسرهن العمل ضمن أعمال ومهام شاقة قد يراها الكثير لا تناسب طبيعة المرأة وبنيتها الجسدية.

في الأثناء تنخرط عشرات النساء في أعمال ترميم عدد من المدارس التي يجري إعادة ترميمها وتأهيلها بتمويل من منظمات دولية، ويعملن في حمل الخرسانة والأسمنت والطلاء والسباكة.

وتحدثت لـ"نيوزيمن"، أم أحسن الخالدي، وهي نازحة من حرض بحجة، قائلة: "اضطررت للعمل هذا، فالظروف صعبة جدا.. وصلنا لحد أن تمر أيام ولا نجد حتى كسرة خبز واحدة، وبالرغم من كوننا نازحين إلا اننا لم نجد مساعدة دائمة.. حلصنا مساعدات لفترة بسيطة ومن ثم نهبها الحوثي بالكامل ولم يصرفوا لنا شيئا".

وقد حاولنا التحري عن وضع الرجال المعيلين لأسر هؤلاء النسوة، فجاء رد غالبيتهن، بأن "رجالهن ضمن من قتلوا في الجبهات، أو معتقلون ومختطفون، أو أصيبوا بأزمات نفسية، والبعض منهم ذهبوا لأجل البحث عن فرص عمل ولم يعودوا".

وتحدثت إحداهن تدعى لوزة يحيى وهي نازحة من منطقة نهم شرقي صنعاء قائلة: "كنت أنا ومجموعة نازحات من نهم نذهب يوميا للمكاتب المسئولة عن النازحين ويطردونا الحوثيين من مكتب لمكتب، ويقولوا عنرجع نمر، ونسير المنظمات يطردونا من الباب يقولوا سيروا سجلوا عند الحوثة وهم عيرفعوا بكم.. وهكذا جلسوا يفعلوا بنا، قصدهم إننا فارحين بالبهذلة.. احنا تركنا بيوتنا وقرانا وأراضينا بسبب الحوثة والا أيش كان يخرجنا.. وكلنا أمرهم لله".

بدورها تقية حسن (45 عاما) نازحة أخرى من نهم، تقول: العمل ليس عيباً، ولكن أن نعمل أعمالا شاقة وطوال اليوم مقابل أجور زهيدة هذا يجعلنا نشعر بالألم والقهر، لأننا قبلنا ممارسة هذه الأعمال والتي يوجد من الرجال يرفضها، ومع ذلك يعطوننا فقط، من مائتان إلى مائتين وخمسين ريالا للمتر الواحد (طلاء جدران) غير إننا لو تعرضنا لأي أذى أو إصابة تسبب إعاقة دائمة لا قدر الله لن نجد قيمة العلاج.

وتمثل الظروف المعيشية الصعبة، أهم الأسباب التي دفعت كثيرا من النساء لامتهان أعمال شاقة ظلت مزاولتها حتى وقت قريب مقتصرة على الرجال فقط، فغالبية الأسر النازحة إلى صنعاء لا تحصل على المساعدات الممنوحة من المنظمات الدولية بفعل النهب الحوثي الذي يطالها.