ذراع إيران تضع يدها على السجل المدني بصنعاء.. ورشة استخبارات تشتغل على طلاب المدارس

الجبهات - Thursday 20 December 2018 الساعة 09:40 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

كبار المسئولين في جماعة الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، متورطون فعلياً وبصورة متزايدة، في استدراج المزيد من الطلاب والأطفال بأساليب مختلفة تهدف جميعها إلى خدمة هدف "التجنيد للقتال في الجبهات".

اقرأ: حملات التجنيد القسري أول أسباب النزوح.. "ذراع إيران" يقسم مجتمع تهامة بين السجون والجبهات

يمارس الحوثيون، وعبر مشرفيهم المحليين في القطاعات السكنية والتقسيمات الإدارية للمدن الرئيسة والمحليات أدواراً مباشرة في تنفيذ سياسة موجهة ومعممة، لحشد وتجميع المقاتلين، باستهداف متزايد يركز على، فئة الأطفال من دون الثامنة عشرة، وطلاب المدارس.

لكن سجلات التعليم، ليست سوى مثالٍ واحدٍ لما حدث ويحدث ولما يمكن توقع حدوثه مع الإرشيف الوطني الأهم والأكبر، متمثلاً في سجلات ووثائق الخدمة المدنية، هيئة الأحوال المدنية.

ورشة استخبارية

كشفت مصادر تربوية وإدارية في المراكز التعليمية المحلية، بمديريات أمانة العاصمة صنعاء، على سبيل المثال، عن أساليب ممنهجة ومنتظمة وجرى تعميمها، عبر استمارات حصر وفرز وتوزيع إلى فئات وقوائم، ضمن كشوف وسجلات طلاب المدارس في الأحياء والمدارس المشمولة بكل مركز تعليمي على حدة.

وتستخدم المعلومات لأغراض أمنية واستخباراتية باتجاه أولياء الأمور والأقارب، علاوة على هدف الاستقطاب للتجنيد والدورات القتالية، وهي تبدأ أولاً تحت مسمى دورات تثقيفية.

شكا أولياء أمور من اختفاء أبنائهم في أكثر من منطقة، ومن هؤلاء من عادوا جثثاً أو "شهداء" كما فوجئ ذووهم بالحوثيين يتحدثون إليهم بمواعيد التشييع.

مسئول تربوي في قطاع التعليم بالعاصمة صنعاء، كان أوضح لنيوزيمن، أن كشوف وسجلات التربية والتعليم ومكاتبها بما فيها المراكز التعليمية المحلية في المديريات، صارت عملياً في عهدة واستخدام الأجهزة الأمنية والاستخبارية لذراع إيران الحوثية.

متحوثون يسرّبون

لوحق "أبو آلاء"، وهو مدرس سابق ومسئول إداري نقل إلى قطاع التعليم، من قبل الأمن الحوثي بالعاصمة، بعد تسرب معلومات حول استخدامات أمنية يجريها الحوثيون للكشوف المدرسية المرفوعة إلى القطاع. اشتُبه بمسئوليته وراء التسريب إلى الإعلام. ويقول لنيوزيمن، إن متحوثين في القطاع هم أنفسهم كانوا وراء التسريب نكاية بمشرف حوثي من أقاربهم بينهم خلافات عائلية.

في تحقيق أخير، لوكالة أسوشييتد برس الأمريكية، حول تجنيد الحوثيين للأطفال، ترجمه ونشره نيوزيمن، الأربعاء 19 ديسمبر، تنقل الوكالة، أن كبار المسؤولين الحوثيين يثنون على الجنود الأطفال والشباب الذين ماتوا في صراع وصفوه بأنه "حرب مقدسة ضد أمريكا وإسرائيل وغيرها من القوى الخارجية" التي يعتقدون أنها تحاول السيطرة على البلاد.

اجتياح السجلات

ووثق نيوزيمن، خلال الشهرين الأخيرين، عمليات تحرٍ وتوثيق وتوزيع استمارات أمنية على المدارس وأعطيت للطلاب للتعبئة، تحتوي معلومات تفصيلية عنهم وأقاربهم وأولياء الأمور والعناوين وأرقام الهواتف والأعمال والسكن وغيرها.. شمل هذا المدارس الخاصة الأهلية أو الحكومية، في مديريات أمانة العاصمة.

وتقول (أ. ب)، إنه في ظل وزارة الدفاع التي يسيطر عليها الحوثيون، اتبع المتمردون ما يسمونه "حملة تطوعية وطنية". لكن الأطفال والآباء والمربين والأخصائيين الاجتماعيين وغيرهم من اليمنيين الذين قابلتهم وكالة الأسوشييتد برس وصفوا سياسة الحوثيين تجاه تجنيد الأطفال بأنها "حملة عدوانية تستهدف الأطفال، وليست دائماً طوعية بالكامل".

وتوضح الوكالة أن المسؤولين الحوثيين يستغلون وصولهم إلى هيئة السجل المدني والسجلات الأخرى لجمع البيانات التي تسمح لهم بتضييق نطاق قائمتهم المستهدفة من الأسر الأكثر احتياجاً في القرى ومعسكرات النازحين - وأولئك الأكثر احتمالاً لقبول عروض نقدية مقابل التجنيد.

تجنيد تحت القتل

وفي صنعاء، العاصمة اليمنية، يقوم الحوثيون بـ"طرق أبواب المنازل لإخبار الآباء بأنه يجب عليهم إما تسليم أبنائهم للجبهات أو دفع مال مقابل المجهود الحربي"، بحسب ما قاله السكان للوكالة.

وقال صبي يبلغ من العمر 13 عاماً ويدعى صالح، لاسوشييتد برس، إن ميليشيا الحوثيين اقتحموا منزل عائلته في منطقة بني مطر شمال صنعاء صباح يوم سبت وطالبوه هو ووالده بزيارتهما إلى الخطوط الأمامية.

وقال إن والده قال لهم: "ليس أنا وابني"، ثم رفع بندقيته عليهم. ويتذكر الصبي: "لقد سحبوه بعيداً، وسمعت الرصاص، ثم انهار والدي ميتاً".

وقال عبد الله الحامدي، نائب وزير التعليم السابق الذي انشق في وقت سابق من هذا العام من الحكومة التي يسيطر عليها الحوثيون في الشمال، إن الأطفال المستهدفين بالتجنيد ليسوا أبناء عائلات حوثية مهمة أو قادة كبار. بل هم عادة أطفال من قبائل فقيرة يتم استخدامها "كحطب للحريق في هذه الحرب".

خبرات استخبارية

أخبر العديد من سكان صنعاء وكالة أسوشييتد برس بأن الحوثيين يقسمون العاصمة إلى مربعات أمنية، كل مشرف يشرف على مربع يجب أن يفي بحصص متداولة لجلب المجندين الجدد. يجمع معلومات عن العائلات التي تعيش في مربعه من خلال طرق أبواب كل منزل وطلب عدد الأعضاء الذكور وأسمائهم وأعمارهم.

الكثير من الخبرات والأنظمة والبرامج التنفيذية التي يمارسها الحوثيون، تعتمد على خدمات وافدة وليست يمنية. خبراء أجانب، وطرائق مجلوبة من أجهزة أمنية واستخبارية خارجية تم توطينها واستخدامها من قبل الحوثيين.

أذرع الحرس الإيراني تدخلت حتى في تكييف وإعادة تكييف للمناهج المدرسية. يقول مسئول حكومي غادر قبل أشهر قليلة صنعاء إلى عدن ومنها إلى القاهرة.

وقال لوكالة (أ. ب) الأمريكية، صحفي يمني كان يعمل في منطقة الحوثي بشرط عدم الكشف عن هويته بسبب مخاطر الحديث عن المتمردين: "يبدو الأمر عشوائياً من الخارج، لكنه في الواقع ليس كذلك". "هناك فرق ذات مهام محددة وبنية واضحة."