الأمم المتحدة و"هدنة" الحديدة: "هشة.. لا يمكن أن تبنى عليها آمال"

الجبهات - Thursday 20 December 2018 الساعة 06:44 pm
الحديدة/ المخا، نيوزيمن، محمود زبين:

تقصير الأمم المتحدة في تنفيذ الدور المناط بها في اتفاق الحديدة الذي خرجت به مشاورات السويد منذ أول يوم دخل فيه حيز التنفيذ، ابتداءً بوقف إطلاق النار الذي لم تعره الاهتمام الكافي، وهي بذلك تشارك في احتمال انهيار الهدنة التي وصفت بأنها "هشة.. لا يمكن أن تبنى عليها آمال".

"ليل الاثنين - الثلاثاء كان الموعد الجديد للبدء بالهدنة أعلن عنه مصدر بالأمم المتحدة في وقت سابق من الأسبوع الجاري، لتخالف المؤسسة الأممية أول بنود الاتفاق الذي ينص على "وقف فورى لإطلاق النار في محافظة ومدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف وراس عيسى يدخل حيز التنفيذ فور توقيع الاتفاق".

لكن في الوقت ذاته، فإن ظهور كل من وزير الخارجية في الحكومة الشرعية ورئيس وفد الحوثيين، قبل ساعة من الموعد الجديد، ليؤكد كل واحد منهما التزام قواته بالهدنة، يضع علامات استفهام حول مدى حزم الحكومة في إلزام الأمم المتحدة والطرف الآخر بالتزمين المتعلق بهذا الاتفاق، درءاً لشبهة أن الجميع مشترك في الخطأ.

لم تلتزم لجنة تنسيق إعادة الانتشار التي ستشرف على وقف إطلاق النار برئاسة الأمم المتحدة بموعد الاجتماع اﻷول الذي أعلن عنه مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن والذي حدده في بيان صادر عنه بيوم الاثنين 17 ديسمبر لمباشرة مهامها التي حددها الاتفاق والتي من ضمنها مراقبة وقف إطلاق النار، وتأخر اجتماع اللجنة حتى يوم الأربعاء 19 ديسمبر، أي بعد يومين من موعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ليعقد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بتقنية "فيديوكونفرنس".

كما أن الأمم المتحدة لم ترسل مراقبيها إلى الحديدة حتى الآن والجنرال باتريك كاميرت، مسؤول اللجنة الخاصة بتنسيق إعادة نشر القوات في الحديدة لم يصل بعد إلى الحديدة لمراقبة تطبيق الاتفاق. فيما قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغريك إن كاميرت سيتوجه الخميس إلى الأردن، وسيغادر من هناك إلى صنعاء والحديدة برفقة فريق أولي صغير.

ترتب على هذه الخروقات جميعها عدم التزام مليشيا الحوثي بالهدنة، حيث سجل حتى نهار الأربعاء "21" خرقاً للهدنة، بحسب تصريح مصدر في التحالف لـ"فرانس برس"، محذراً من احتمال انهيار وشيك للهدنة.

فمنذ الاتفاق الذي تم الخميس الماضي لم يترجم على أرض الميدان، لم يلمس سكان الحديدة أي وقف لإطلاق النار من جانب المليشيا، بل على العكس من ذلك فقد صعدت مليشيا الحوثي بشكل ملحوظ من اعتداءاتها على قوات المقاومة اليمنية التي أظهرت التزاما مؤلما بالهدنة، واكتفت في بعض الحالات بالرد على مصادر النيران.

وعلى حد سواء، فالمدنيون بمديريات الساحل الغربي لم يسلموا من نيران مليشيا الحوثي فاستقبلت المستشفيات توالياً المصابين جراء استهدافهم من قبل المليشيا الحوثية، فيما هُجِّرت مئات الأسر من التحيتا لتجد نفسها في العراء.

كما أن عدم التزام الأمم المتحدة بالجزء المتعلق بها شجع على استحداث مليشيا الحوثي مواقع جديدة وثكنات وقطع شوارع، مستخدمة عشرات الحاويات التي وثقتها عدسات الصحفيين المحليين، وهي بذلك تخرق الاتفاق الذي ينص على وجوب "إزالة جميع المظاهر العسكرية المسلحة في مدينة الحديدة".