انسحاب مليشيا الحوثي من الحديدة.. ترحيل لمواجهة مصيرية حاسمة مع قوى الجمهورية

الجبهات - Friday 14 December 2018 الساعة 02:07 pm
الحديدة، نيوزيمن، خاص:

إذا ما صدقت مخرجات مشاورات السويد بين الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي، ونفذت التفاهمات المحتفى بها إعلامياً، والخاصة بمحافظة وموانئ الحديدة، على أرض الواقع، تكون مليشيا الحوثي بذلك قد تلقت أول هزيمة عسكرية تجبرها على الانسحاب الكامل من محافظة يمنية ومدينة بحجم وأهمية مدينة الحديدة، منذ إخراجها من مدينة عدن عبر تفاهمات سياسية غير معلنة قبل نحو 4سنوات.

وحتى العام الماضي 2017م، فإن الحديث عن مجرد رقابة أممية على الموانئ والمنافذ اليمنية، مقابل تسليم رواتب الموظفين، كان بالنسبة لمليشيا الحوثي خيانة وطنية واستسلاماً مهيناً ومساساً بالسيادة الوطنية..! فما الذي استجد اليوم ليبدو تسليم محافظة الحديدة برمّتها لأطراف خارجية والانسحاب الكامل منها سياسة تستحق احتفاء مليشيا الحوثي ذاتها..!؟

إنها ضربات قوات المقاومة الوطنية المشتركة، المعادل الوطني الوحيد لقلب موازين المعادلة، الانتصارات المتتالية والتقدم السريع والاستراتيجيات العسكرية المباغتة، والروح المعنوية العالية لهذه القوات، وما تحظى به من قبول وارتياح شعبي وجماهيري لدى مجتمع أبناء تهامة، جميعها عوامل عسكرية ومجتمعية ووطنية "بحتة" جعلت من أمر انسحاب المليشيا من محافظة الحديدة، وتشغيل "ريوس طقومها" ليس أمراً ممكناً فحسب، وإنما سياسة وانتصار سياسي يستحق الاحتفاء به..

وبمعايير عسكرية، فإن انسحاب مليشيا الحوثي من موانئ ومحافظة الحديدة، بالنسبة للموقف عند قوات المقاومة الوطنية المشتركة، وما سبق هذه التفاهمات من تحرك مكوكي للمبعوث الدولي مارتن جريفيث، بين صنعاء وعدن، والرياض وأبوظبي، وصولاً إلى مشاورات السويد، هو في الحقيقة إنقاذ للمليشيا ونفاذ بجلدها، وفي ظل الروح الوطنية العالية لقوات المقاومة الوطنية المشتركة وإصرارها على ملاحقة المليشيا وتطهير كل التراب اليمني من دنسها فإن انسحاب مليشيا الحوثي اليوم من محافظة الحديدة ليس سوى ترحيل لمواجهة حاسمة مصيرية بين قوى الجمهورية المنتصرة وأذيال الإمامة المتسللة على غفلة من الزمن الجمهوري..!