البنك المركزي اليمني يواصل طباعة عملات جديدة دون غطاء ويسرع بمواصلة انهيار "الريال"

إقتصاد - Saturday 18 August 2018 الساعة 08:12 pm
عدن، نيوزيمن، تقرير خاص:

يواصل البنك المركزي اليمني سياساته المصرفية الخاطئة التي سرعت بانهيار سعر العملة الوطنية إلى مستويات غير مسبوقة، عبر لجوئه لتغطية عجز الموازنة بالاستمرار في طبع عملة نقدية جديدة دون غطاء خارجي.

وفي هذا الصدد وصلت، أمس الجمعة، إلى ميناء عدن، دفعة جديدة من الأموال المطبوعة في روسيا وتم توريدها إلى خزينة البنك في مديرية كريتر بالعاصمة المؤقتة عدن استعداداً لصرف الرواتب منها.

وبحسب مصادر في البنك، فإن العملة التي وصلت من المبالغ المطبوعة في روسيا من فئة 100 ريال و200ريال و250 ريالا.

لكن تلك المصادر رفضت الإفصاح عن كمية النقود المطبوعة.

وكانت وصلت إلى البنك خلال يوليو الماضي نحو 648 مليار ريال من العملة الجديدة لتضاف إلى كمية 800 مليار ريال سبق وطبعها البنك منذ صدور قرار رئاسي بنقله من العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة ميليشيا الانقلاب الحوثية إلی العاصمة المؤقتة عدن في سبتمبر 2016م.

ويأتي استمرار طبع نقود جديدة وضخها للسوق في وقت شهد سعر العملة الوطنية "الريال اليمني" تدهورا غير مسبوق أمام العملات الأجنبية ووصل سعر الدولار الواحد 562 ريالا خلال أغسطس الجاري مقارنة ب230 ريالا في مارس 2016م، مما رفع أسعار كافة السلع والمتتجات في السوق اليمنية بشكل جنوني، وفاقم من حدة الكارثة الإنسانية جراء الحرب التي دفعت ب8 ملايين يمني نحو المجاعة وبات 23 مليونا يعتمدون علی مساعدات منقذة للحياة تقدمها منظمات دولية وإنسانية.

وأرجع خبراء اقتصاديون هذا الانهيار إلى السياسات النقدية الخاطئة التي تتبعها حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي وإدارة البنك المركزي اليمني التي فشلت في إيقاف تدهور سعر العملة الوطنية وتواصل طباعة عملة جديدة دون غطاء خارجي.. محذرين في الوقت ذاته من كارثة كبری في حال قام البنك المركزي بمواصلة إغراق السوق بالعملة الجديدة الواصلة من روسيا، مما سيدفع بانهيار أكبر لسعر العملة إلى ما دون ألف ريال مقابل كل دولار أمريكي، مما ينذر بانهيار الاقتصاد اليمني وارتفاع أسعار المنتجات الغذائية الاستهلاكية بشكل جنوني.

وفي ضوء تلك التحذيرات كان البنك المركزي اليمني، أعلن قبل ثمانية أيام، عزمه التدخل المباشر لتصحيح قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية..

وفي حين تجاهل البنك الأسباب الحقيقية لهذا التراجع القياسي غير المسبوق للعملة المحلية.. حاول إرجاعه إلى ما أسماها "مضاربات" شهدها سوق الصرف.

وأوضح البنك المركزي اليمني، في بيان له، أنه وبموجب هذا القرار سيقوم البنك بضخ دفعات من العملة الأجنبية لتلبية حاجات السوق منها وعلى الأخص طلبات القطاع التجاري وبما يحقق وقف المضاربات وضمان استقرار الأسعار، مؤكدا أن تدخله المباشر وعلى هذا النحو يأتي في سياق خطته الشاملة في إصلاح السياسات النقدية وتفعيل أدواتها.

وتعهد البنك بإبقاء تدخله المباشر مفتوحاً وتطوير آليات هذا التدخل حتى تعود أسعار الصرف إلى مستوياتها الواقعية.

بينما ظلت تلك التصريحات حبراً علی ورق، ولم يقم البنك بأي تدخل لتعزيز قيمة العملة اليمنية، بل وواصل طبع وضخ عملة جديدة وإنزالها للسوق، الأمر الذي جعل سعر العملة اليمنية يواصل تدهوره أمام الأجنبية إلى مستويات غير مسبوقة.