وكالة: الحوثيون يحشدون المزيد من القوات للحديدة.. لكنها تصل للهاوية

الجبهات - Saturday 21 July 2018 الساعة 08:26 pm
ترجمة خاصة، نيوز يمن، فارس سعيد:

نشرت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" تحليلاً باللغة الانجليزية، قالت فيه "إن الحوثيين يواصلون حشد المزيد من المقاتلين إلى الحديدة، لكنها شددت أن هذه القوات مصيرها إلى الهاوية وغير قادرة على إجهاض الهجوم المستمر من قبل القوات اليمنية المشتركة".

ويعتقد الكثير من الخبراء أن جماعة الحوثي غير قادرة على السيطرة على مدينة الحديدة الاستراتيجية لمدة أطول، على الرغم من الجهود المبذولة من خلال حشد مئات المقاتلين القبليين الجدد من المحافظات الشمالية.

وصرح قائد ميداني في ألوية العمالقة لوكالة "شينخوا" أن الحوثيين شكلوا قوة جديدة اسمها "كتائب الحسين" كمحاولة لمواجهة القوات المشتركة في الحديدة وسواحل البحر الأحمر. مؤكدا: "اعتقلنا بعض المقاتلين خلال المعارك في الحديدة وبعد التحقيقات، اكتشفنا أنهم تلقوا تدريبات عسكرية متطورة تحت إشراف خبراء أجانب".

وأضاف: "قام الحوثيون بتجنيد مئات من المقاتلين القبليين وانضموا إليهم مع كتائب الحسين، وبعد تلقيهم تدريبا جيدا تم زجهم إلى جبهة الحديدة لمواجهة قوات المقاومة اليمنية المشتركة".

من جانبه قال المحلل السياسي والكاتب أديب السيد، إن الحوثيين لن يستسلموا أو يعترفوا بالهزيمة في الحديدة بسهولة.

وأضاف: "من الواضح أن القوات المشتركة لها اليد العليا في الحديدة، وأن مليشيا الحوثي فقدت العديد من المناطق ومئات من مقاتليها لقوا مصرعهم في المعارك والغارات الجوية، لكن قادة الجماعة استمروا في نكران ذلك".

وقال أديب: "تتزعم وسائل الإعلام الحوثية دائماً الانتصارات ضد القوات الأجنبية في الحديدة لخداع القبائل الشمالية وايهامهم بان النصر في الساحل حليفهم".

وأشار أديب إلى أن معظم قادة الجماعة رفيعي المستوى لا يكترثون بما يقومون به في الحديدة، كما أنهم لا يشعرون بالقلق إزاء خسارة أعداد كبيرة من المقاتلين الشبان كل يوم في المعارك والغارات الجوية المكثفة.

في وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت القوات المدعومة من الإمارات العربية المتحدة التي تعمل كجزء من التحالف الذي تقوده السعودية وقفة في الحملة العسكرية التي تقودها ضد الحوثيين في الحديدة لإعطاء فرصة لجهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة وتحقيق انسحاب غير مشروط للحوثيين من المدينة كلها.

لكن قبل بضعة أيام، استأنفت العمليات العسكرية ضد الحوثيين في الحديدة، وبسطت القوات اليمنية المشتركة سيطرتها الكاملة على مدينة التحيتا الهامة والمناطق الأخرى المحيطة بها.

وكانت حكومة الرئيس هادي والحوثيين قد أعربوا عن استعدادهم للعودة إلى طاولة المفاوضات خلال لقاءاتهم مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث في أواخر يونيو.

لكن مليشيا الحوثي صعدت من الوضع وأطلقت عدة صواريخ بالستية ضد المناطق التي تسيطر عليها القوات المشتركة في الحديدة، وشنت غارة بطائرة بدون طيار إيرانية الصنع ضد مقر قوات التحالف في مدينة عدن.

وكان نائب وزير الخارجية اليمني منصور بجاش قد صرح يوم الخميس لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) أن "الحكومة أعلنت وقفا لإطلاق النار من أجل إعطاء مبادرة الأمم المتحدة وجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة فرصة لتحقيق النتائج وضمان انسحاب المتمردين من المدينة والميناء، لكن المليشيا رفضت المبادرة".

وقال الكاتب والصحفي السياسي عبد الرقيب الحيداني، إن القوات اليمنية عازمة على استئصال الحوثيين الذين يتلقون ضربات عنيفة في القتال الدائر حول السيطرة على الحديدة.

وقال، إن "مفاوضات السلام قد تجرى بعد طرد الحوثيين من محافظة الحديدة بأكملها لأن الجانبين المتنازعين يحشدان قواتهما وينتظران ساعة الصفر لبدء المعركة الحقيقية".

وقال الحيداني: "تم طرد الحوثيين من المؤسسات الحكومية في التحيتا التي كانت تعتبر قاعدة مهمة للمليشيات وسيتم تحرير المزيد من المناطق خلال الأيام القليلة القادمة".

وأعرب عن اعتقاده بأن الانتصارات العسكرية الأخيرة، بما في ذلك استعادة التحيتا وغيرها من المناطق المحيطة بها، من شأنه أن يبني زخما للقوات اليمنية للتقدم نحو مركز الحديدة لطرد مليشيات الحوثي.

 

وأكد الخبير العسكري الاستراتيجي علي ناجي عبيد، أن المعارك الصعبة بين القوات اليمنية والمقاتلين الحوثيين في الحديدة لم تبدأ بعد.

وقال عبيد، إن انتزاع ميناء الحديدة الاستراتيجي من الحوثيين وإنهاء وجود المليشيات المدعومة من إيران في الجزء الغربي من البلاد يحتاج إلى معارك ضخمة مخططة جيدا.

وقال عبيد لوكالة أنباء (شينخوا): "سيستخدم الحوثيون المناطق ذات الكثافة السكانية العالية كمواقع عسكرية لمقاتليهم، مما يجعل من الصعب على القوات اليمنية التقدم أو مهاجمة المتمردين بالمدفعية أو الغارات الجوية".

وأشار إلى أن القوات اليمنية والتحالف قد يستخدم استراتيجيات عسكرية جديدة لهزيمة جماعة الحوثي المتمردة التي تستخدم المناطق السكنية كدروع لمقاتليها في الحديدة.

وقال الخبير العسكري علي ناجي عبيد إنه سيتم نقل شحنات ضخمة من الأسلحة إلى جانب قوات خاصة من النخبة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون داخل الحديدة بما في ذلك الميناء البحري لتمهيد الطريق أمام قوات أخرى متمركزة في ضواحي المدينة للتقدم بسرعة.

وقال مسؤول حكومي يمني لوكالة أنباء (شينخوا) الصينية، إن "قواتنا أوفت بوعدها وحررت عدة مناطق في الحديدة، وتم نقل عشرات الدبابات والعربات المدرعة من عدن باتجاه الحديدة. وسيتم إخلاء جيوب الحوثيين المختبئة داخل المناطق السكنية في الأيام المقبلة".