تجار صنعاء وجحيم الحوثي

متفرقات - Wednesday 27 June 2018 الساعة 12:43 pm
فارس جميل، نيوزيمن، خاص:

يخاف كبار تجار صنعاء من الحديث للإعلام عن الممارسات الحوثية ضدهم، فرأس المال جبان كما يقال، لكن بعضهم تجرأ على الحديث والشكوى، ولو لم يتجرأ على الإشارة إلى اسمه أو صفته، فجماعة لا تعرف سوى لغة السلاح والابتزاز يمكن أن تتوقع منها أي رد فعل كما قال، وسأعرض هنا أبرز ما قاله رجل الأعمال، دون الإشارة إليه كما طلب.

لا تعلمون أنهم فرضوا علينا هذا العام أربعة أضعاف ما كنا ندفعه كزكاة، لأننا لم نتحدث عن ذلك، خفنا مرتين عند الدفع وعند الصمت، كل تاجر دفع الزكاة مباشرة للأجهزة المالية بمقدار ضعفين، ولو طلع عنده متأخرات فهو مجبر ليس بقوة القانون بل بقوة السلاح على دفعها كاملة ولو باع شركاته أو محلاته.

لم يقف الحد هناك، فقد فرضوا علينا ندفع نفس مبلغ الزكاة لمؤسسة الشهيد حقهم، يعني من كان يدفع مليون دفع أربعة ملايين هذا العام، وهذا طبعا بالإكراه وليس بموجب دين الإسلام أبدا، فالإسلام لا يرضى بظلم الناس ولا بنهب أموالهم كما يفعلون.

فوق هذا تواصلوا مع كبار التجار على مستوى أعلى القيادات الحوثية، وفرضوا على تجار صنعاء توفير أكثر من (150 ألف سلة غذائية) يوزعوها لأتباعهم وأسر الشهداء كما قالوا، رغم أنهم حصلوا على مليارات لمؤسسة شهيد، لم يكتفوا بل طلبوا سلالا غذائية جاهزة، إضافة إلى المبالغ النقدية، ولو فرضنا أن السلة الواحدة تكلف فقط 20 ألف ريال، سيكون الإجمالي مليارات الريالات.

هذا ليس كل شيء، ولن تصدق إذا قلت لك أن أحد أكبر تجار القمح في اليمن كان يوزع آلاف السلال الغذائية على سكان عدة أحياء بصنعاء خلال رمضان من كل عام، لكنهم هذا العام منعوه من توزيع أية سلة غذائية إلا إذا قام بدفع مبلغ كبير جدا لهم لا أتذكر الرقم بدقة لكنه بمئات الملايين، فاضطر الرجل مجبرا إلى عدم توزيع تلك السلال، بينما الفقراء والمحتاجون يطوفون عند مقراته مثل النحل يدوروا ما قسم الله.

ايش مصلحتهم من حرمان آلاف الفقراء من سلال غذاء تساعدهم هم وأطفالهم على مواجهة الجوع؟!!

ما عنديش أي رد، ولا يمكن لعاقل تبرير ذلك التصرف أبداً.

اقترح بعض الأصدقاء من رجال الأعمال أن نرفع شكوى لمهدي المشاط، فاكتشفنا قبل ما نشتكي أنه كان موجه وداعم لهذه التصرفات واتصل للتجار الكبار بنفسه.

يمكن حمود عباد عاقل وهو أمين عاصمة، وقد ينقل معاناتنا للمشاط وجماعته، لكنه أضعف من ذلك ولا سلطة ولا قرار بيده، يالله يحصل نصيبه ويرقد، فلو حضرنا اجتماع مع قيادة الأمانة لا يمكن يبدأ الاجتماع إلا بعد وصول المداني (مشرف الحوثيين على أمانة العاصمة)، تخيل حمود عباد يجلس ملطوع ساعات وما يقدر يبدأ اجتماع إلا بعد وصول المشرف، كيف يقبل على نفسه، وكيف يشارك بهذه الجرائم !!

لو رفضنا مطالبهم أقرب حاجة يرسلوا لك طقم مسلحين بلا أخلاق يغلقوا محلاتك أو مكاتبك، إذا لم يعتقلوك ويبهذلوك، وكلنا عرفنا كيف غلقوا 3 مراكز لسيتي ماكس، بعدما لم يحصلوا على مطالبهم الخيالية والتعجيزية منه، حتى تجار صغار ومساكين غلقوا محلاتهم في رمضان عندما عجزوا عن دفع المبالغ المطلوبة منهم، وأي واحد أبو فلان أو أبو علان يغلق من جهته، ليت والله وهي جهات رسمية ولو قد كل شيء تحتهم.

عملوا هيئة جديدة للزكاة تمتص التجار لآخر ما يمكن، بعدما فرضوا جمارك جديدة في دمت وذمار، وكأننا في حدود دولية، وكل مناسبة يطلبوا فلوسها من التجار، من المولد إلى استشهاد فلان، إلى يوم القدس، وكم يا مناسبات ما نعرفها ولا سمعنا عنها إلا منهم، وكل هذا على رأس المواطن المسكين، فالتاجر مهما كانت خسائره سيضيفها على فاتورة المستهلك بالأخير.

ننتظر فرج الله بزوالهم من فوقنا، أو تساهيله لنا نخرج من البلاد، ونبصر لنا بلاد ثانية نشغل فلوسنا قبلما يكملوها نهب وابتزاز، لكن حتى هذا أصبح صعبا مع القيود والرقابة، ولو خرج واحد بأسرته كيف يعمل لأقاربه وباقي المساكين اللي يشتغلوا معه؟

الإعلام مشغول بالحرب، واحنا مفجوعين على أنفسنا وتجارتنا وعيالنا وما نقدر نتكلم أمام الناس ليعرفوا ما نعاني من ابتزاز ونهب وإهانات.

انصحوهم واظهروا الحقيقة للناس، لكن انتبهوا لأنفسكم، لأنهم ما فيهم دين ولا فيهم خير، ولا فيهم مروة اليمنيين وشهامتهم، معاهم سلاح بس، والسلاح جهده قليل لو هم عقال.