ميون: الحوثي يجهز على ما تبقى من الفضاء المدني ويخنق جهود السلام

السياسية - منذ ساعتان و 11 دقيقة
عدن، نيوزيمن:

جددت منظمة ميون لحقوق الإنسان إدانتها لما وصفته بـ"الحملة الهمجية" التي تنفذها ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران ضد منظمات المجتمع المدني والمؤسسات البحثية في مناطق سيطرتها، معتبرةً أن ما يجري يمثل مرحلة جديدة من "تكميم الأفواه وإلغاء الفضاء المدني في اليمن".

وقالت المنظمة، في بيان لها، إن جهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين نفذ خلال الأيام الماضية مداهمات واعتقالات واسعة استهدفت مقار منظمات محلية ودولية في عدد من المحافظات، كان آخرها اقتحام مقر مركز دال للدراسات الاجتماعية في صنعاء واعتقال مديره البروفيسور حمود العودي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء، إلى جانب المهندس عبدالرحمن العلفي وأنور خالد شعب، دون أي مسوغ قانوني أو إذن قضائي.

وأوضحت المنظمة أن المعتقلين الثلاثة يمثلون قيادات التحالف المدني للسلم والمصالحة الوطنية، وهو كيان مدني عمل خلال السنوات الماضية على دعم مبادرات إنهاء الحرب والتقريب بين أطراف الصراع، إلى جانب جهودهم في حل الملفات الإنسانية العالقة كصرف المرتبات والمعاشات التقاعدية وفتح الطرق بين المحافظات.

وأضاف البيان أن هذه الإجراءات "تمثل نكرانًا سافرًا لجهود نزيهة ومخلصة بذلتها شخصيات وطنية عُرفت بدعوتها للسلام، وفي مقدمتهم الدكتور حمود العودي الذي لعب دورًا إنسانيًا بارزًا في تخفيف معاناة اليمنيين بعيدًا عن الاستقطابات السياسية". وأكدت منظمة ميون أن ما تتعرض له منظمات المجتمع المدني اليوم هو انعكاس لتوجه شمولي متوحش تتبناه جماعة الحوثي لإحكام قبضتها على المجال العام، وإسكات كل الأصوات المدنية المستقلة.

وأشار البيان إلى أن هذه الممارسات تأتي ضمن سياسة ممنهجة لإفراغ المجتمع اليمني من أي مظاهر للتعددية الفكرية والسياسية، مشيرة إلى أن الجماعة تعمل على تحويل اليمن إلى دولة الصوت الواحد، حيث لا مكان إلا للولاء المطلق لقيادتها الدينية والسياسية.

وطالبت "ميون" الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية بـالتدخل العاجل للإفراج عن جميع المعتقلين والمخفيين قسرًا في سجون الحوثيين، من موظفي المنظمات الأممية والدولية، والسياسيين والناشطين والعاملين في السفارات، محمّلة جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن سلامتهم.

وختم البيان بالتشديد على أن "استمرار هذه الانتهاكات يقضي على آخر ما تبقى من العمل المدني في اليمن، ويمثل ضربة قاسية لجهود السلام، ويعمّق معاناة المدنيين الذين يدفعون ثمن الصراع على حساب حريتهم وكرامتهم وحقهم في الحياة الآمنة".