مركز 2 ديسمبر للعلاج الطبيعي يضع المخا على خريطة النهضة الصحية
السياسية - Tuesday 28 October 2025 الساعة 09:54 pm
المخا، نيوزيمن:
في مدينةٍ أنهكتها الحرب لكنها تأبى الانكسار، يطلّ مشروعٌ طبيّ جديد من رحم المعاناة، ليعيد الأمل إلى آلاف الجرحى والمرضى الذين فقدوا جزءًا من حياتهم تحت ويلات الصراع. المخا، المدينة الساحلية التي عرفت تاريخيًا كبوابة للتجارة والبنّ، تشهد اليوم نهضةً من نوع آخر، عنوانها الإنسان، وتجسيدها "مركز 2 ديسمبر للعلاج الطبيعي والتأهيل" الذي يُعدّ الأكبر والأكثر تجهيزًا في اليمن.
هذا الصرح الطبي الحديث الذي يرعاه عضو مجلس القيادة الرئاسي وقائد المقاومة الوطنية ورئيس مكتبها السياسي الفريق الركن طارق صالح، يمثل نقلة نوعية في مسار التنمية والخدمات الصحية في الساحل الغربي، ويؤكد أنّ التنمية ليست ترفًا بل استحقاقًا وطنيًا لمن صمدوا وقدموا التضحيات في سبيل استعادة الدولة.
وخلال تفقده للمركز، اطلع الفريق طارق صالح – يرافقه محافظ محافظة تعز نبيل شمسان، والنائب الأول لرئيس المكتب السياسي الشيخ ناصر باجيل – على اللمسات الأخيرة التي تسبق افتتاح المركز رسميًا، والذي يضم أحدث التجهيزات التقنية والعلاجية، ليكون الأول من نوعه في اليمن من حيث تنوع الأقسام وشمولية الخدمات التأهيلية.
استمع عضو مجلس القيادة إلى شرح مفصل من القائمين على المشروع ومدير دائرة الخدمات الطبية في المقاومة الوطنية الدكتور طارق العزاني، حول تجهيزات المركز ووحداته المتعددة، والتي تشمل تخصصات دقيقة في العظام والأعصاب والروماتيزم، وتأهيل ما بعد الجلطات وإصابات النخاع الشوكي وتبديل المفاصل، إضافة إلى وحدات خاصة لتأهيل إصابات الملاعب وعلاج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

ويضم المركز أيضًا برامج علاجية متقدمة في التأهيل بعد عمليات الرباط الصليبي واستئصال غضروف الظهر، إلى جانب وحدة متخصصة لعلاج السلس البولي وداء الفيل، وأخرى لمرضى القلب بعد العمليات الجراحية وأمراض الجهاز الصدري. كما يحتوي على قسم متكامل لجراحات اليد الدقيقة باستخدام الميكروسكوب الطبي، ووحدات للعلاج الطبيعي للحالات المركزة، فضلاً عن غرف إقامة فندقية مجهزة بالكامل لاستقبال المرضى خلال فترات الرقود والعلاج.
ويأتي هذا المشروع ضمن سلسلة من المبادرات التي أطلقتها المقاومة الوطنية بدعم من قائدها الفريق طارق صالح، في إطار رؤية تنموية متكاملة تهدف إلى إعادة بناء ما دمرته الحرب، وتحسين مستوى الخدمات في المناطق المحررة.
ويُعدّ مركز 2 ديسمبر للعلاج الطبيعي والتأهيل خطوة جديدة نحو ترسيخ مفهوم التنمية المرتبطة بالإنسان، إذ يُتوقع أن يستفيد منه آلاف الجرحى والمرضى في مناطق الساحل الغربي ومحافظات تعز والحديدة ولحج، بعد سنوات من المعاناة وغياب المرافق المتخصصة في هذا النوع من الرعاية.
ويرى مراقبون أن هذا المشروع يعكس تحولًا نوعيًا في العمل المدني والطبي في المناطق المحررة، من مرحلة الاستجابة الطارئة إلى مرحلة إعادة الإعمار وبناء القدرات البشرية. ففي الوقت الذي تعاني فيه أغلب المحافظات من انهيار المنظومة الصحية وتدهور الخدمات، يقدّم مركز 2 ديسمبر نموذجًا مختلفًا للتنمية المتوازنة التي تضع الإنسان في صدارة الأولويات.
ويؤكد هذا التوجه – بحسب محللين – أن تحركات وخطط عضو مجلس القيادة طارق صالح تسعى إلى تحويل الساحل الغربي إلى نموذج إداري وتنموي ناجح، يجمع بين الأمن والاستقرار من جهة، والنهوض بالخدمات والبنية التحتية من جهة أخرى، بما يعزز ثقة المواطنين بالدولة ويعيد روح الحياة إلى المدن التي أنهكتها الحرب.
>
