الحوثيون يعدون لتصعيد إرهابهم في البحر الأحمر خدمة لإيران
السياسية - منذ 3 ساعات و 10 دقائق
عادت ميليشيا الحوثي الإرهابية لإشعال فتيل الإرهاب ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، في خطوة جديدة تعكس ارتباطها المباشر بالأجندة الإيرانية، ومحاولتها تحويل الممرات البحرية الاستراتيجية إلى أوراق ضغط سياسية وأمنية بيد طهران، التي تواجه ضغوطًا دولية متصاعدة وإعادة فرض العقوبات عليها بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.
الهجوم الأخير وقع، الإثنين الماضي، حينما استهدفت الميليشيات سفينة شحن ترفع العلم الهولندي قبالة خليج عدن، ما أسفر عن إصابة اثنين من طاقم البحارة، وانجراف السفينة وخروجها عن السيطرة. ورغم خطورة الحادثة، تأخرت الميليشيا في إعلان مسؤوليتها عنها، خلافًا لما اعتادت عليه في حوادث سابقة كانت تسارع فيها إلى تبني الهجمات والتفاخر بها باعتبارها ضربات موجهة ضد سفن إسرائيلية. غير أن هذه المرة، جاءت الضربة لسفينة هولندية لا صلة لها بتل أبيب، ما كشف زيف الادعاءات الحوثية وفضح الأجندة الحقيقية المرتبطة بخدمة المصالح الإيرانية.
وجاء الهجوم بعد يوم واحد فقط من إعلان الاتحاد الأوروبي إعادة فرض العقوبات على إيران، وتحذير طهران من الرد. وفيما بدا أنه تحرك منسّق مع الموقف الإيراني، أعلنت ميليشيا الحوثي لاحقًا أنها تعتزم استهداف ناقلات نفط أميركية في البحر الأحمر، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تنفيذ مباشر لتوجيهات طهران، التي تسعى إلى الرد على العقوبات الدولية عبر أذرعها المسلحة في المنطقة.
ويعيد هذا الموقف إلى الأذهان إعلان الحوثيين قبل أشهر وقف استهداف السفن الأميركية، عقب الغارات المكثفة التي شنها الجيش الأميركي ضد مواقعهم. لكن عودتهم اليوم للتهديد باستهداف السفن الأميركية يعكس توظيفهم كورقة ضغط بيد إيران في صراعها مع الغرب.
خبراء ومسؤولون حذروا من أن المرحلة المقبلة قد تشهد تصاعدًا في وتيرة الهجمات الحوثية ضد السفن التجارية في المياه الدولية، واتساع نطاقها الجغرافي ليشمل خليج عدن وبحر العرب، بعد أن اقتصرت الهجمات خلال العام الماضي على السفن المارة بالبحر الأحمر والمتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية. ويرى محللون أن هذا التوسع يمثل محاولة واضحة لتوسيع نطاق التهديد الإيراني ليشمل طرق التجارة العالمية ومصالح دولية أوسع.
وبالتزامن مع استهداف السفينة الهولندية، أصدرت ميليشيا الحوثي تصريحات تبريرية لهجماتها، إذ اعتبرت أن العقوبات الأوروبية على إيران "سياسات عدائية لن تُجدي نفعًا"، محمّلة الولايات المتحدة ودول الترويكا الأوروبية التداعيات المحتملة لأي تصعيد في المنطقة. وذهبت وزارة الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها إلى حد تحميل هذه الدول مسؤولية "تهديد الأمن الإقليمي والدولي"، في محاولة واضحة لتبرير الإرهاب البحري وشرعنته سياسيًا.
الهجوم الحوثي الأخير لم يكن مجرد عمل منفرد، بل انعكاس واضح للعلاقة العضوية بين الميليشيات وطهران، التي تدير عبر أذرعها المسلحة في اليمن ولبنان والعراق استراتيجية الضغط المضاد على الغرب. ويجمع مراقبون على أن الحوثيين أصبحوا مجرد أداة بيد إيران، تستخدمهم لتصدير أزماتها الداخلية ومواجهة العقوبات الدولية عبر تهديد خطوط الملاحة الدولية والإضرار بأمن الطاقة العالمي.