العبث والإهمال يهددان آثار اليمن.. خطر داهم يهدد معبد بران في مأرب
السياسية - منذ ساعتان و 25 دقيقة
بينما تحظى المواقع الأثرية والتاريخية حول العالم بعناية استثنائية وصون متواصل باعتبارها إرثًا إنسانيًا مشتركًا، تقف آثار اليمن على العكس تمامًا أمام واقع مأساوي من الإهمال والعبث، مهددة بالاندثار والدمار. ويُعد معبد بران في مأرب، أحد أبرز الشواهد على حضارة سبأ العريقة، مثالًا صارخًا على هذا الخطر. فالمعبد، الذي يمثل قيمة أثرية وتاريخية استثنائية، يواجه اليوم تهديدًا وجوديًا غير مسبوق، لا بفعل الحرب وحدها، بل جراء الإهمال المباشر وسوء الإدارة في محيطه.
وقالت الباحث المتخصص في شؤون الآثار عبدالله محسن إن سبع مقطورات محملة بالغاز المضغوط تمركزت بجوار أسوار معبد بران مباشرة، في خطوة وُصفت بالكارثية. وأضاف محسن في منشور على صفحته في فيسبوك: أن مجرد وجود هذه المقطورات في هذا الموقع يمثل تهديدًا مباشرًا للمعبد، حيث يكفي أي حادث عرضي– كحريق أو انفجار– لمحو المعبد من الوجود بشكل كامل.
وحذر الباحث محسن أن "الكارثة إن وقعت فلن تقتصر على طمس معلم أثري فريد، بل ستمثل جريمة بحق التاريخ الإنساني برمته، إذ يعد المعبد رمزًا حضاريًا ارتبط بتاريخ مملكة سبأ وملكتها بلقيس".
ويعكس هذا المشهد حالة من الاستهتار الرسمي، حيث لم تُسجّل أي تحركات من قبل السلطات المعنية، سواء وزارة الثقافة أو السلطة المحلية في مأرب، لإزالة هذا الخطر الداهم. وأكد ناشطون أن الصمت الحكومي إزاء ما يحدث يجعلها شريكة في "جريمة الإهمال"، متسائلين: ماذا ستقول الحكومة ووزير الثقافة والمحافظ حين يُمحى معبد بران من الوجود؟.
ويُعد معبد بران (عرش بلقيس) من أهم وأشهر المواقع الأثرية في اليمن، حيث ارتبط تاريخيًا بمملكة سبأ التي ازدهرت قبل الميلاد، ويجسد العمارة السبئية القديمة من خلال أعمدته الضخمة ونقوشه التاريخية. ويزور الموقع سنويًا باحثون وأثريون من مختلف دول العالم، باعتباره إرثًا إنسانيًا يجب الحفاظ عليه.
ويؤكد خبراء آثار أن استمرار العبث بالمواقع الأثرية في اليمن سيؤدي إلى فقدان كنوز تاريخية لا يمكن تعويضها، في ظل ضعف آليات الحماية وغياب التشريعات الرادعة والرقابة الفاعلة.
وطالب ناشطون وباحثون محليون بسرعة التدخل لإزالة مقطورات الغاز من محيط معبد بران فورًا، وتوفير الحماية اللازمة للموقع الأثري، والعمل على وضع خطة وطنية لحماية الآثار اليمنية من الإهمال والعبث والنهب، باعتبارها ملكًا للشعب اليمني وللإنسانية جمعاء.
وحذروا من أن "الوقت يمر، وكل يوم تتضاعف المخاطر"، داعين المنظمات الدولية واليونسكو إلى تحمل مسؤولياتها والضغط على السلطات اليمنية من أجل حماية ما تبقى من إرث سبأ وحضارات اليمن القديمة.