صنعاء.. سكينة حسن زيد تكشف زيف شعارات الحوثيين في مواجهة إسرائيل

السياسية - Saturday 13 September 2025 الساعة 10:06 pm
صنعاء، نيوزيمن:

أثارت تصريحات نشطاء محسوبين على ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران جدلاً واسعاً بعد أن وجّهت سكينة حسن زيد، ابنة القيادي الراحل البارز حسن زيد، نقداً لاذعاً لاستمرار المواجهة العسكرية مع إسرائيل، معتبرةً أن استمرار القتال "غير المتكافئ" سيُكلّف اليمنيين ثمناً باهظاً من الشهداء والجرحى، في وقت تواجه فيه صنعاء موجة استهدافات أدت إلى خسائر بشرية ومادية.

وقالت سكينة في منشور على صفحتها بموقع "فيسبوك" رداً على ناشطات من جماعة أنصار الله اللواتي اتهمنها بـ"الترويج للتطبيع": "أنا أقول إن استمرار المواجهة غير المتكافئة مع كيان متوحش كهذا لن نجني منه إلا عددًا كبيرًا من الضحايا (وقد بدأنا نجني فعلاً). أنتم تحشدون لاستمرار معركة دورنا فيها أن ننزل المستوطنين للملاجئ، بينما هم يدمرون أحياء كاملة."

وأضافت: "أنتِ ربما تعتقدين أن استمرار إبادة غزة وأهلها وتجويعهم عمل عظيم يخدم القضية الفلسطينية، لكن أنا أرى أنه يخدم الكيان فقط، وأرى أن سعي حماس لوقف إطلاق النار هو الصحيح... حتى بعض أهل غزة أصبحوا ينتقدون استمرار العمليات ويعتقدون أنها سبب عدم وقف إطلاق النار."

تصريحات سكينة قوبلت بحملة انتقادات من ناشطين وصحفيين مقربين من الجماعة، الذين اعتبروا مواقفها "قريبة من خطاب التطبيع" ووصموها بمحاولة تقويض السرد الرسمي لمواجهة إسرائيل. وردت سكينة على تلك الاتهامات بالقول إن الخوف الطبيعي من صواريخ العدو ومن وحشيته لا ينبغي أن يُحوّل إلى تهمة تطبيع، مضيفةً: "للأسف صرتم مشحونين بفكرة أن من لا يتفق معكم حرفياً هو ضدكم تماماً."

وتناولت سكينة تجربة الشعب اليمني قائلةً إن فرحة البداية بعمليات استهدفت إسرائيل سرعان ما تبدلت مع مرور الوقت ومع تبيّن الفارق في القدرات والآثار الواقعية على المدنيين، وهو ما دفعها لإعادة النظر في موقفها من الاستمرار في تلك المواجهات.

تأتي تصريحات سكينة في ظل توترات متصاعدة وعمليات استهداف طالت قيادات في صنعاء، بينها حوادث راح ضحيتها مسؤولون بارزون في صفوف الجماعة، ما زاد من منسوب الخوف والقلق بين السكان. ويُعرف عن سكينة أنها ابنة قيادي بارز قُتل خلال حملات استهداف سابقة، ما يضيف بعداً شخصياً لانتقاداتها ويجعل رصد ردود الفعل محطّ متابعة في الأوساط المحلية.

الموقف الذي عبرت عنه سكينة يعكس انقساماً متزايداً في الشارع اليمني وحواضن التأييد التقليدية للجماعة، بين من يرى في الاستمرار بالمعارك دفاعاً عن القضية الفلسطينية وهم أنصار الميليشيات فقط، ومن يخشى من انزلاق البلاد إلى مزيد من الدمار ويدعو إلى تبني مواقف تخفف من معاناة المدنيين. ويعكس كذلك توتراً داخلياً لدى الجماعة فيما يتعلق بقدرتها على الصمود أمام ضغوط عسكرية وإعلامية متصاعدة.

اختتمت سكينة منشورها برسالة موجهة إلى قيادات الجماعة قالت فيها إن "وقف النار والتحرك لإنقاذ المدنيين يجب أن يكون أولوية، خصوصاً حين لا يوجد تكافؤ في الإمكانيات العسكرية"، داعيةً إلى إعطاء الأولوية لحماية المدنيين ووقف نزيف الدماء بدلاً من تحويل البلاد إلى ساحة حرب قد لا تسفر عن نتائج ملموسة لصالح من يُفترض أنهم ممثلو القضية.