جرحى محور تعز يصرخون: الرواتب غائبة والجبايات تتضخم
الجبهات - منذ 3 ساعات و 6 دقائق
في مشهد يعكس حجم التناقض بين تضحيات المقاتلين وواقع الفساد المستشري، خرج العشرات من جرحى القوات الحكومية في تعز، الأحد، إلى الشارع مطالبين بحقوقهم المسلوبة ورواتبهم المتأخرة، بينما تتكدس مليارات الجبايات والضرائب غير القانونية في جيوب قيادة المحور. وبينما يعاني الجرحى من فقدان أطرافهم وشظايا الحرب التي لا تزال عالقة في أجسادهم، يواصل قادة المحور مطاردة موارد ضريبة القات وإيرادات المشتقات النفطية والغاز، في صورة فجّة لانفصام الأولويات وغياب العدالة.
وتجمع الجرحى أمام مقر شعبة الرعاية الاجتماعية التابعة لمحور تعز رافعين لافتات تندد بما وصفوه بـ"التجاهل المتعمد"، مطالبين بسرعة صرف رواتبهم المتأخرة منذ أشهر. كما دعوا إلى استكمال علاج العالقين في الخارج وتسفير الحالات الحرجة التي تحتاج إلى تدخل طبي عاجل، مؤكدين أن استمرار المماطلة يفاقم معاناتهم اليومية.
شارك في الوقفة جرحى فقدوا أطرافهم خلال المعارك، تحدثوا بمرارة عن وضعهم المأساوي، مشيرين إلى أن قيادة المحور لا ترى فيهم سوى "أرقام منسية" بينما تُسخر كل الجهود وراء تحصيل الجبايات. أحد الجرحى قال: "نحن قدمنا أجسادنا فداء للوطن، لكننا اليوم نتسول حقنا في الراتب والعلاج، فيما ملايين الريالات تُهدر على مصالح خاصة".
تقارير محلية ومراسلات رسمية سابقة لوزارة الدفاع والحكومة كشفت أن محور تعز يتلقى الدعم ذاته المخصص لبقية المحاور، لكن القيادة تبرر فرض ضرائب على القات والمشتقات النفطية بذريعة "غياب الموازنة". وبحسب مصادر محلية، فقد استولت قيادة المحور على أكثر من 546 مليون ريال خلال عام 2024، و1.68 مليار ريال إضافية في مايو 2025 فقط. كما تجاوزت حصيلة ضريبة القات ملياري ونصف المليار ريال، إضافة إلى عوائد الغاز والمشتقات النفطية.
ويؤكد ناشطون أن معظم هذه الأموال لا تصل إلى الجبهات ولا إلى رعاية الجرحى، بل تُصرف كمصاريف خاصة للقيادة والضباط المحسوبين على حزب الإصلاح. في الوقت الذي تتحجج قيادة المحور بأن الجبايات التي تأخذها تذهب لصالح صرف المرتبات وغيرها من الاحتياجات الأساسية للجيش.
ويرى نشطاء أن هذا الفساد المالي ـ بحسب المحتجين ـ يعرّي شعارات المحور حول "الدفاع عن الوطن"، ويكشف عن بنية استغلالية تترك الجنود والجرحى في مهب الفقر والإهمال.
الجرحى طالبوا الحكومة ووزارة الدفاع بمساءلة قيادة المحور عن مرتباتهم، والتدخل العاجل لضمان صرف رواتبهم وتوفير الرعاية الطبية لهم. وحذروا من أن استمرار التهميش قد يدفعهم إلى تصعيد خطواتهم الاحتجاجية، مؤكدين أن قضيتهم ليست مطلبية فحسب، بل قضية كرامة واعتراف بالتضحيات.