تدشين مخيم "السلامة" لإيواء متضرري السيول في الحديدة بدعم إماراتي

المخا تهامة - Tuesday 02 September 2025 الساعة 09:13 pm
الحديدة، نيوزيمن:

دشّن محافظ الحديدة الحسن الطاهر، الثلاثاء، مخيمًا جديدًا لإيواء الأسر المتضررة من السيول التي اجتاحت مناطق واسعة في مديرية حيس جنوب المحافظة، بتمويل من الهلال الأحمر الإماراتي وتنفيذ خلية الأعمال الإنسانية التابعة للمقاومة الوطنية.

المخيم، الذي حمل اسم "السلامة"، يأتي استجابة عاجلة لمعاناة العشرات من الأسر التي فقدت منازلها ومصادر عيشها نتيجة السيول الجارفة التي ضربت قرية الجُمينة وعدداً من المناطق المجاورة، وأدت إلى وفاة خمسة أشخاص وأضرار واسعة طالت المساكن والمزارع الواقعة على مجاري الأودية.

في مرحلته الأولى، استوعب المخيم خمسين أسرة من بين الأكثر تضرراً، حيث جرى توزيع خيام مجهزة بالمرافق الأساسية، إضافة إلى مؤونة متكاملة تشمل البطانيات والفرش ووسائل التدفئة وسلال غذائية عاجلة، لضمان توفير إيواء مؤقت وحماية إنسانية للأسر المنكوبة.

مسؤولون محليون أوضحوا أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة استجابة إنسانية عاجلة تهدف إلى احتواء التداعيات الإنسانية الكارثية التي خلفتها السيول، والتي فاقمت من هشاشة الوضع المعيشي في المحافظة الساحلية، حيث تعاني آلاف الأسر أصلاً من نزوح متكرر وظروف اقتصادية قاسية.

وأكد محافظ الحديدة الحسن الطاهر، أن إنشاء مخيم "السلامة" يوفر للأسر المتضررة مأوى آمناً وغذاءً متكاملاً بعد أن جرفت السيول منازلها وأتلفت ممتلكاتها، داعياً المنظمات الإنسانية والإغاثية إلى تكثيف تدخلاتها في مجالات الصحة والإصحاح البيئي والمأوى لمواجهة احتياجات النازحين.

وأشاد الطاهر بتوجيهات عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق محمد عبدالله صالح وحرصه المستمر على دعم العمليات الإنسانية في المحافظة، مثمناً في الوقت نفسه الجهود الكبيرة للهلال الأحمر الإماراتي وخلية الأعمال الإنسانية التابعة للمقاومة الوطنية في سرعة توفير المساعدات والإيواء. كما دعا إلى إطلاق مشاريع تنموية أكثر استدامة، بينها إنشاء مدن سكنية قادرة على استيعاب الأسر المتضررة بشكل دائم، بما يضمن حياة كريمة ويحميهم من تكرار معاناة النزوح المؤقت.

من جانبه، أوضح عبدالله أبو حورية، الأمين العام المساعد للمكتب السياسي للمقاومة الوطنية، أن تدشين المخيم يجسد التزام قيادة المقاومة الوطنية بالوقوف إلى جانب أبناء الحديدة في مواجهة الأزمات الإنسانية المتلاحقة.

وأشار أبو حورية إلى أن العميد طارق صالح، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، يتابع عن كثب تطورات الوضع الإنساني في المحافظة، بالتنسيق مع السلطة المحلية، ويولي ملف الإغاثة أهمية خاصة باعتباره "أولوية إنسانية موازية لمعركة استعادة الدولة".

المخيم الجديد يضاف إلى سلسلة المشاريع الإنسانية والتنموية التي نفذها الهلال الأحمر الإماراتي في الساحل الغربي، والتي شملت توفير الغذاء والدواء، وإعادة تأهيل المدارس والمراكز الصحية، إضافة إلى مشاريع مياه وإيواء للنازحين. ويمثل تدشين مخيم "السلامة" في حيس رسالة واضحة على استمرار الاهتمام بالبعد الإنساني في المناطق المحررة من الحديدة، وتأكيداً على أهمية الشراكة بين الجهود المحلية والدعم الإقليمي للتخفيف من حدة الكوارث الطبيعية التي تضاعف معاناة السكان.