القاعدة تصعّد هجماتها في أبين بعبوات ناسفة ومسيرات مفخخة بدعم حوثي

الجبهات - منذ 5 ساعات و 10 دقائق
عدن، نيوزيمن:

عادت محافظة أبين، جنوب اليمن، إلى واجهة المشهد الأمني مع تصاعد موجة الهجمات الإرهابية التي يشنها تنظيم القاعدة، مستهدفًا القوات الجنوبية المشاركة في الحرب على الإرهاب ضمن عملية "سهام الشرق". هذه المرة، لجأ التنظيم إلى تنويع أساليبه بين العبوات الناسفة المزروعة بعناية في الطرقات والطائرات المسيّرة والمفخخات، في مؤشر على انتقاله إلى مرحلة عملياتية أكثر تعقيدًا، مدعومًا – بحسب مصادر أمنية ومحلية – بقدرات عسكرية وتقنية وفرها له الحليف الاستراتيجي، ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

ويقول خبراء أمنيون إن هذا التصعيد يعكس استراتيجية استنزاف طويلة الأمد، تستهدف إرباك القوات الميدانية وفتح جبهات تهديد متنقلة، بدلًا من المواجهات المباشرة. 

وخلال اليومين الماضيين، تمكنت الفرق الهندسية للقوات المسلحة الجنوبية من إحباط محاولة إرهابية جديدة بعد ضبط عبوة ناسفة على الطريق الدولي في مفرق القوز شرق مديرية مودية. ووفقًا لمصدر عملياتي في اللواء الثالث دعم وإسناد، جرى التحرك فور تلقي بلاغ عن جسم مشبوه بمحاذاة الطريق، حيث أوقفت الحركة وتم تأمين الموقع، قبل التعامل مع العبوة عبر إطلاق النار عليها وتفجيرها عن بُعد، ما أدى إلى إبطال مفعولها دون وقوع أي خسائر.

لكن التهديد لم يتوقف عند العبوات؛ فبعد ساعات من إحباط هذه العملية، قُتل جندي وأصيب آخر من اللواء الثالث دعم وإسناد، إثر استهداف نفذته طائرة مسيرة تابعة لتنظيم القاعدة في الموقع نفسه. وقد تعاملت القوات مع المسيّرة عبر أجهزة التشويش، ما أدى إلى إسقاطها في الجبال القريبة، ولا تزال عمليات التمشيط جارية لتحديد موقع سقوطها.

اللافت أن العبوات التي تم ضبطها كانت مموهة بطريقة احترافية، تتطابق تمامًا – في التصميم وأسلوب التمويه – مع تلك التي زرعتها ميليشيا الحوثي على خطوط التماس مع قوات الجيش الوطني. هذا التطابق، وفق مصادر عسكرية، يؤكد أن المصنع والمصدر واحد، وأن هناك شبكة إمداد مشتركة تزود القاعدة والحوثيين بنفس التقنيات والمواد، في إطار تنسيق لوجستي وتسليحي ضد القوات الشرعية والجنوبية.

وتعد هذه الحوادث حلقة جديدة في سلسلة هجمات متصاعدة، كان آخرها في 7 أغسطس الجاري حين قُتل جندي وأصيب أربعة آخرون بعبوة ناسفة في مديرية مودية. وتشير بيانات النصف الأول من العام الجاري إلى أن القاعدة نفذت أكثر من 30 هجومًا في محافظتي أبين وشبوة، مع تركيز واضح على "العمليات عالية التأثير" واستخدام الطائرات المسيّرة والعبوات اليدوية الصنع وبنادق القنص التي وصلت للتنظيم عبر مهربين مشتركين مع الحوثيين.

ويحذر المراقبون من أن التحالف غير المعلن بين القاعدة والحوثيين بات واقعًا ميدانيًا، حيث تتقاطع مصالح الطرفين في ضرب القوات الجنوبية وإرباك جهود تثبيت الأمن في المناطق المحررة، وهو ما ينذر بمزيد من الهجمات النوعية التي تهدد استقرار أبين والمنطقة ككل.