"متنا جوعًا" تهز ضمير اليمن بعد مقتل خالد على يد مشرف حوثي في الحديدة
السياسية - منذ 4 ساعات و 3 دقائق
يتداول سكان منطقة "المراوعة" في تهامة، غرب اليمن، حكاية مؤلمة عن الشاب خالد عيسى حميدي، المشهور بـ"خالد هولة"، الذي قتل أمس الأحد على يد مسلحين حوثيين بأربع رصاصات في وضح النهار، وسط الشارع العام.
لم يكن خالد رجلاً مسلحًا أو مهددًا للأمن، بل كان يحمل صرخة موجعة تعبّر عن واقع مأساوي، إذ كان يمر على منازل مشرفي الحوثي وهو يصرخ: "متنا جوعًا". هذه الكلمات البسيطة، التي تمثل صوت آلاف الأسر اليمنية المحاصرة بالغلاء والفقر، كانت كافية ليكون خالد هدفًا للقمع والقتل.
ويعول خالد هولة4 ذكور وفتاة عشرينية من تجارة بيع الماشية في مديرية المراوعة، لكن بعد سيطرة مليشيا الحوثي الإيرانية على مسقط رأسه انقلبت حياته رأس على عقب. الرجل خسر تجارته بسبب هذه الميليشيات وما تمارسه من انتهاكات وجرائم وتحول من تاجر للماشية إلى عامل على دراجة نارية بالكاد يستطيع توفير منها لقمة عيش لأطفاله.
وفي محاولة يائسة لتبرير الجريمة، أعلنت ميليشيات الحوثي أن خالد كان يعاني من "حالة نفسية"، وهو التبرير الذي استخدموه مرارًا لتبرير جرائمهم في تهامة، المنطقة الوحيدة التي دعموا فيها إجرامهم بقرار قضائي نفذوه بفرح واحتفال لا يزال يندى له جبين اليمن.
وبحسب بلاغ نشرته صفحة إعلام محافظة الحديدة ان المواطن خالد، قتل برصاص المشرف الثقافي لمليشيا الحوثي في مديرية المراوعة شرق محافظة الحديدة، المدعو محمد مهيم هايشه، وذلك عقب سلسلة من الوقفات اليومية التي نفذها الضحية أمام منازل قيادات الجماعة احتجاجاً على تدهور أوضاعه المعيشية وفقدانه مصدر دخله، في ظل معاناته من اضطرابات نفسية.
وأفاد البلاغ على لسان مصادر محلية أن الجاني أطلق أربع رصاصات مباشرة على الضحية وأرداه قتيلاً على الفور، في حادثة أثارت حالة من الغضب والاستياء في أوساط أهالي المدينة. وكشف صفحة إعلام الحديدة أن والد الجاني كان قد ارتكب جريمة قتل قبل ثلاث سنوات، وأفرج عنه لاحقاً في ظروف غامضة، ما يسلط الضوء على سجل من الإفلات من العقاب الذي تمارسه قيادات الجماعة بحق المدنيين.
مصدر محلي أكد أن الحوثيين لم يتوقفوا عند هذا الحد، بل شرعوا في حملة اختطافات واسعة شملت أكثر من 50 مدنيًا من أبناء المنطقة، وذلك رداً على الاحتجاجات الغاضبة التي اندلعت عقب مقتل خالد. وقال المصدر إن خالد هوله قُتل على يد مشرف حوثي يُدعى "محمد مهيم هايشة"، أمام منزله، في مشهد أثار الغضب والاستياء بين الأهالي الذين يعيشون تحت وطأة الجوع والظروف المعيشية القاسية.
الحادثة ليست سوى جزء من مسلسل القمع الذي تمارسه الميليشيات الحوثية في تهامة، حيث تستمر في استباحة أراضي السكان المحليين، وتفرض حصارًا خانقًا يزيد من معاناة المدنيين، في وقت يفترض أن يحميهم فيه القانون. وفي ظل غياب العدالة وغياب أي رادع، تعيش المنطقة في حالة من الرعب والتوتر الدائم، مع تصاعد الانتهاكات وغياب أبسط حقوق الإنسان.
وشهدت مدينة المراوعة، الإثنين، احتجاجات غاضبة للتنديد بحادثة التصفية البشعة، حيث قطع المحتجون الطريق العام وأشعلوا إطارات السيارات، في تعبير عن رفضهم للجريمة التي هزّت الشارع المحلي وأثارت موجة استياء واسعة.
ويطالب أهالي المدينة بمحاسبة الجاني، ووقف الانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون من قبل مشرفي الجماعة، خصوصًا في ظل تزايد الاعتداءات والانتهاكات بحق الفئات الأضعف في المجتمع، دون أي اعتبار للقانون أو القيم الإنسانية.
وقال أحد نشطاء الحديدة: "خالد، الذي بات رمزًا لمعاناة اليمنيين في تهامة، لم يمت فقط برصاصات الحوثيين، بل قُتل أيضًا بسبب الإهمال الدولي ولعب الدور السلبي للمجتمع الدولي، الذي غاب عن حماية المدنيين في مناطق النزاع، وتركهم فريسة للميليشيات التي تستغل حالة الانقسام والضعف السياسي".
وأضاف: "يتواصل صدى صرخات خالد في أرجاء المنطقة، حيث يرفع المواطنون مطالبهم بتحسين الأوضاع المعيشية، ووقف الانتهاكات، وإطلاق سراح المختطفين، وتحقيق العدالة، في مشهد يعكس حجم الألم والرفض الشعبي لحكم الميليشيات".