عادل البرطي
"الرفاخوان" ومبادرة "المال مقابل الإرهاب"!
خيبة أمل أصابتني وأنا أطالع مزعوم منشور ذيل باسم منظمة الحزب الاشتراكي بتعز وهو ما أفزعني حقا.
فلم أك أتصور أن تصل سكرتارية باسم الحاج وعيبان السامعي وياسر الصلوي إلى هذا القدر من الاستهانة وتمرير متطلبات تنظيم الإخوان الإرهابي بتعز وكأنها مسلمات وطنية وخارطة طريق لمعاناة شعب أذله الإرهاب واستحوذ على مقدراته وانتزع من إنسانه الكرامة والحرية والأمان.
لقد طالعت تلك الملزمة المملوءة بإملاءات قادة وأمراء الحرب لتنظيم الإخوان في تعز لأجد نفسي أصاب بغثيان يخالطه احتقار لما وصل إليه حال منظمة الحزب بتعز بعد أن سلمت زمام أمرها لتجار مبادئ وملمعي فساد ورهبان سحت وابتذال ليقدموا مثل هذا الوجه القبيح لمبادئ تشربناها وناضلنا من أجلها، بل وتجرعنا مرارا حملها لتكن لنا نجمة صبح وفنار سفينة نهتدي بها لشواطئ الحرية والكرامة ووطن القانون والدولة المدنية الحديثة لنفاجأ بمبادرة أقل ما توصف بأنها تعود بنا إلى عصور القبيلة الرثة، بل أسوأ من ذلك، لأن القبيلة وأعرافها حتى لا تقارن الدم بالمال ولا الكرامة بالمرعى والمنصب، وهذا ما سطره فعلا مزعوم هذه المبادرة البلهاء الممزوجة بالبيع والشراء لتعز وأبنائها وكرامتها وأمانها ودماء أشرف رجالاتها وعزتهم.
لا أتخيل كيف لمدعيي الوطنية والأممية والدولة الحديثة أن يقارنوا الإرهاب بالمال ويجعلوا من المال بما يسمونه تسويات ودية لدماء أزهقت بطريقة وحشية وعدوانية وبلا ضمير أو قانون كدم الشهيد القائد اللواء الركن، عدنان الحمادي صاحب أول طلقة في وجه مليشيا الكهنوت وصاحب مشروع الدولة والجيش الوطني والذي تبكيه كل ذرات تراب تعز وأدميتها، أو دم الدكتور أصيل الجبزي الذي تم ذبحه وتعذيبه ولا جرم له إلا أن أباه كان من أوائل من قدم نفسه وماله فداء للوطن وكرامته أن تصبح سلة غذائيه تباع بين موائد قبحكم وارتزاقكم.
وكيف لدماء رفاقنا ومواطني تعز الذين تم ذبحهم وقتلهم بجوار جامع السعيد وفي السائلة على أيدي هؤلاء القتلة أن تمسي في دهاليزكم دمية لمزاداتكم حين تقارنون ألم تلك الأسر والآباء والأمهات والأبناء بريالات اشترت ضمائركم وتظنون وظنكم السوء أن الموجوعين تجار مثلكم.
غريب أمركم فحتى مبادرتكم لم تتطرق إلى أوجاع أطفال حرموا من آبائهم طيلة سنوات وهم في الإخفاء القسري في سجون هذه المليشيات الإرهابية وكأنكم تبرؤون هؤلاء المجرمين من جرمهم وتنكرون مظلومية أيوب الصالحي وأكرم حميد وطاهش الحوبان والكثير الكثير من المخفيين في سراديب أولياء النعمة لكم ومن تناضلون ليل نهار لتبرئتهم من كل الفظائع والجرائم التي اقترفتها في حق أبناء تعز بإطلاق مبادرات "المال مقابل الإرهاب" و"الوظيفة مقابل الكرامة والعفو" كما أسميتموه، مقابل الخنوع والذل ليتم تبييض صفحة الإرهاب وامتلاء كروشكم وجيوبكم مالا ولترهنوا ضمائركم ومبادئكم لرفوف الغبار ومزابل الرجعية.
يا هؤلاء:
لا يشرف أي اشتراكي حر ونظيف ما تقومون به من دجل وتدليس ومحاولات مستمرة لتلميع الإرهاب والبحث له عن مخارج تجعله يزيد تحكما وإرهابا لأبناء تعز، ولا يشرف اشتراكي حر وشريف أن يرى مبادئه في مزاداتكم وانتهازيتكم تعرض للبيع والتعليب.
يا هؤلاء:
وكما يقال إن عبادة العمر كله لا تساوي نعمة البصر فإن أموال الدنيا كلها لا تساوي في عين أم أصيل قطرة دم من فلذة كبدها ولا في عين ابن أيوب ليلة مظلمة وهو بعيد عن والده ولا أنين برهة لأم أكرم وهي في فراش المرض وابنها في غياهب الظلمات.
ولا أزيدكم من الشعر بيت؛ فإن مبادرتكم البلهاء قد تم عرضها قبل عام من قبل تنظيم الإخوان نفسه على عدد من أبناء تعز الشرفاء ومنهم رفاق لكم ومن أحزاب أخرى وقد تم رفضها في حينه لتأتوا أنتم وكأنكم الفاتحون لتعرضوا بضاعة بائرة قد تم لفظها من الأحرار يا شطار.