د. صادق القاضي

د. صادق القاضي

تابعنى على

هل ينجح "طارق" في إصلاح ما أفسده "الإخوان".؟!

Saturday 23 October 2021 الساعة 09:40 am

لا شك أن الواقع السياسي والعسكري في اليمن، كان سيكون مختلفاً للغاية، إيجاباً. في حال كان الانسجام والتكامل هو سيد الموقف بين القوى الوطنية المناهضة للمشروع والكيان الحوثي. على رأسها:

- القوات المشتركة في الساحل الغربي.

- القوات التابعة للمجلس الانتقالي في الجنوب. 

- قوات جماعة الإخوان في تعز ومأرب وشبوة.

- القوات التابعة لوزارة دفاع "الشرعية".

بيد أن الشك والتربص كان وما زال للأسف، هو سيد الموقف بين هذه القوى المسلحة، تبعا لتعدد وتعارض مشاريع وأجندات الأطراف السياسية التي تقف وراءها. وبالذات: 

- جماعة الإخوان من جهة.

- والمكتب السياسي والمجلس الانتقالي من جهة أخرى.

مبادرة طارق صالح الأخيرة للتقارب والتنسيق مع قوات المحور في تعز -وقد سبقتها مبادرات أخرى للتقارب مع السلطة المحلية في المحافظة- هي خطوة إضافية جريئة من قبله لإصلاح هذا الخلل وتجاوزه إلى واقع مختلف.

غير أن الطريق طويل ووعر، والشيطان كالعادة يكمن في التفاصيل، وبعض العموميات، والخلفيات والمرجعيات النظرية والعملية، وتراكماتها طوال سنوات ماضية بحيث لا يمكن كسر هذه الحواجز التراكمية بسهولة من طرف واحد، أو تجاوزها بيسر من قبل الطرفين:

حسب مفردات "البروبجندا" الإخوانية: "الساحل الغربي" "محتل" ومديرية "المخا" يُراد اقتطاعها من تعز واليمن، و"القوات المشتركة" هناك، قوات عميلة للإمارات مهمتها احتلال تعز، وتغييرها ديمغرافيا بتسكين أسر مقاومين من صنعاء وعمران في مناطق مثل التربة والحجرية.!

وهكذا تبلورت شعارات غوغائية مثل "تحرير المخا" و"المخا حقنا"، وخطابات وقضايا ديماجوجية تشيطن طارق صالح والمقاومة في الساحل الغربي والمجلس الانتقالي والإمارات وكل الأطراف والقوى المحلية والإقليمية التي تقاتل الحوثي من خارج خيمة الإخوان.!

من معاد القول إن الإخوان بهذا التوجه الفئوي والخطاب الاستعدائي نجحوا من داخل "الشرعية" نفسها. بتحريف وتجريف وتصفية القضية اليمنية، وتغيير مسار السياسة والحرب في اليمن، لحساب أطراف أجنبية، وقضايا وصراعات لا علاقة لها باستعادة الدولة وإسقاط الانقلاب.!

في المقابل. وبعيدا عن تزكية نوايا طارق صالح. كان خطابه ملتزما بحدود المعركة مع الحوثي، منذ البدء، متجسدا في دعواته ومبادراته التصالحية تجاه الطرف الآخر:

قبل أشهر قليلة زار محافظ تعز، مع عدد من كبار مسئولي المحافظة، مدينة "المخا"، وفي ظروف طبيعية للغاية قام بتفقد الأوضاع هناك وافتتاح عدد من المشاريع.. ثمّ تحدث عن بلاد واحدة، ومدينة واحدة، وشعب واحد. وقضية واحدة، ومعركة واحدة:

"نحن طرف واحد، ولا توجد أي إشكاليات أو سوء تفاهم، بل لدينا تنسيق مشترك ومتكامل مع إخواننا في المقاومة الوطنية ‏والقوات المشتركة منذ أول طلقة لمعركة التحرير الأخيرة والتعبئة العامة".

من جهته دعا العميد "طارق صالح" مجددا الشرعية والدولة للقيام بمهامها الإدارية البديهية، في الساحل، نافياً أي نية لـ"إنشاء كيان جغرافي ‏في الساحل الغربي منفصلا عن محافظتي تعز والحديدة"، مذكرا بمحاولات سابقة "للتخويف من المقاومة الوطنية، والقوات المشتركة ونيتها السيطرة على مدينة التربة" جنوبي تعز.

أضاف شمسان: 

"العميد صالح" عمل على دعم وتمكين إدارة ميناء المخا من البدء بعملية تأهيل الميناء دون عوائق". ‏كما وعد "بمتابعة فتح طريق المدينة الكدحة المخا، كشريك معنا في ترسيخ وتطبيع الأوضاع بمديريات الساحل".

بمعنى: لا وجود لتلك الأزمات الزائفة التي يروج لها الإخوان منذ البداية، وهذا ما أكد عليه العميد طارق مؤخرا بمبادرته عمليا بالتنسيق مع محور تعز والانفتاح على التنسيق السياسي على كافة الأطراف المعنية.

هل تنجح هذه الصوفية السياسية في مقابل السياسة البراجماتية.؟!

هل ينجح طارق في إصلاح ما أفسده الإخوان.!؟

 لا أدري.!

كل ما يبدو حتى الآن هو أن هذه المبادرة التعاونية عملية إنقاذ لجماعة فاشلة منكسرة مكشوفة غارقة في أزماتها، وفي أسوأ حالاتها، كخدمة مجانية لها مقابل سوء السمعة وربما الغدر.!

لكن في حال نجح هذا التقارب، سيكون له بالتأكيد تأثير كبير على الصعيد العسكري والسياسي، ويمكن أن تتسع العملية لاحقا لبقية القوى السياسية والعسكرية الوطنية، فضلا عن انعكاسات إيجابية هائلة على الصعيد الأمني والاقتصادي والتنموي واللوجستي والإنساني.. في مختلف المناطق المحررة.