كم سنظل نجلد ذاتنا كعرب ويمنيين؟!
اليمني يصحو وأول ما يفتح عينيه، يردد: يلعن أبوها بلد.. وفي كل دولة عربية، يعبرون عن أنفسهم بطريقتهم لعنا وجلدا للذات لا يبقيان ولا يذران… إلا المصريين فيعتزون بمصر إلى أبعد الحدود، وهذا يحسب لهم.
لو درت بناظريك على الخارطة العربية ومن لحظة الاستقلال الوطني، فلن تجد نموذجا ملهما في أي بلد عربي، الشيء الوحيد الذي يجمعنا ويوحدنا أنواع الانقلابات بأشكالها المختلفة.. والجهل والتخلف.
كانوا يقولون لنا إن الجزائر ستكون أول دولة عربية تنتقل إلى مصاف الدول المتقدمة، وعن العراق تحدثت اليونسكو عن مؤشرات تعليم لم نر مثيلها إلا في سوريا!!!، ومصر كانت ملهمة للجميع وفي الخمسينيات كانت أفضل من كوريا الجنوبية.
وخلال 18 عاما من عمر ثورة 23 يوليو خرجت مصر بألف مصنع للقطاع العام، استطاع "الانفلاخ" أن يمسحها "بأستيكة" كما يقولون، لصالح الدولة العميقة!!! ويعود التعليم إلى الصفر!!!
وفي العراق ولأن الكون ظل لسنوات في رأس شخص واحد، فالنتيجة أمامنا، ولا تحتاج إلى شرح!!!، ودول البترول هدرت كل الثروة بلا طائل.
قال أحد اليابانيين وقد وصل إلى جدة أيام تلك السيول إبان مرحلة الملك عبدالله: كنت أتوقع أن أجد شوارع جدة وغيرها مرصوفة بقطع الماس!!!.
كل متعصب، جاهل، ستسأله؟ سيقول لك المؤامرة، إسرائيل... ويذهب لينام!!!.
ولا تدري لماذا يتآمر العالم كله على العرب من بين خلق الله!!!، وأطال الله في عمر مهاتير…
أما عرب المطر، خارج الحسبة تماما.
إذا أردتم الصدق: فالعالم العربي عليه أن يلغي الجامعة العربية، وكل دولة عليها أن تبحث عن الصفر لتنطلق منه... ونكتة الأمن القومي العربي أصبحت سامجة..
لنبدأ من جديد، كل دولة لوحدها وعندما نجد أنفسنا، لنتحدث عن وحدة عربية، أما بالشروط القائمة والهزيلة، فيكفي غلاطا للنفس…
وبالمقابل يكفي جلدا للذات ويكفي تحميل "المؤامرة" الذئب، علينا أن نعترف أن الجهل والتخلف هما سبب كل المصائب، والدين اتركوه لأرحم الراحمين.
وبشرط عدم الاستعجال، فيلزمنا سنين طويلة، طويلة جدا حتى نصل إلى تخوم التطور..
على الأجيال أن تضحي لبعضها…
وبداية البدايات: العلم، وإصلاح المنظومة التعليمية، ورمي الكتب الصفراء والملازم العقيمة كمنهج، وبعث الجامعات المتخلفة من جديد، لنقف على بداية الطريق...
لله الأمر من قبل ومن بعد.
* ن صفحة الكاتب على الفيسبوك.