منذ فجر الكرامة واول طلقة حرية اطلقها الشهيد اللواء الركن/ عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع ومن تبقى معه من ابطال ضد انقلاب مليشيا الكهنوت والسلاله والتي اعتلت منبر الشموخ التعزي لتؤذن في الناس ان تعز تناديكم فهبوا لنجدتها، تعرض اللواء 35 مدرع والشهيد القائد لسلسلة مترابطة ومحبوكة الصنع من المؤامرات والدسائس حتى وصل الى التخوين والعمالة، ليس لذنب اقترفه القائد واللواء وابطاله الا ذنب ان ولاءهم للوطن وللحرية وحلم بمشروع الدولة التي حاول البعض جرها الى مستنقع الانهيار الاداري والمالي والعسكري، لتصبح ملاذا للارهاب ومخلفاته ولتكون تركة يتقاسمون اقاليمها بين امراء حرب وتجار دين ودماء، وهو ما افضت اليه هذه المؤامرات الى ذروة المقصد لهم باغتيال القائد والتآمر للاجهاز على ما تبقى من حلم الجيش الحامل للعقيدة والمشروع الوطني، فكان ان تم شيطنة اللواء بالعمالة تارة وبالانقياد للساحل الغربي تارة اخرى، ثم الى مسمى التمرد والذي اصدر بموجبه الداعم الاول للارهاب علي محسن الحاج مذكرات صريحة بالهجوم على اللواء واخماد ما سماه بالتمرد في الحجرية وهو يعي تماما هو واعوانه من قيادات الارهاب في تعز انهم كاذبون، لكنهم يعلمون ان هذا المبرر هو الطريقه الوحيدة للاجهاز على اللواء والسيطرة التامة على الحجرية، كونهم يعلمون انها عاجلا ام آجلا ستكون شرارة اشعال ثورة تعز ضد الارهاب فاستبقوا الثورة بمحاولة اذعانها لهم بقوة السلاح وترهيب المجتمع..
في ضوء ذلك كان لا بد لهذه القوى الإرهابية ان تقوم بتعيين قائد للواء المتمرد بحسب وصفهم، لكنهم واجهوا اشكالية المجتمع وعدم قبوله ان يعاد على رقابهم الاستعباد وهيمنة القبيلة والارهاب، فكان اختيارهم اي الارهابيين، للعميد عبدالرحمن الشمساني قائدا للواء 35 مدرع ابن الحجرية خلفا للقائد الشهيد عدنان الحمادي، وكان لهم هدفان اساسيان الاول، تصفية اللواء 17 مشاه خالصا مخلصا للتنظيم وقد تم لهم ذلك بتعيين الاصلاحي عبدالملك الاهدل قائدا له، وثانيهما ان ابناء الحجرية لن يتقبلوا ان يقود اللواء احد ما لم يكن من ابنائها وكان لهم ما ارادوا.
بينما تقبل العميد الشمساني هذا القرار لعدة اسباب منها أنه احد ابناء اللواء وقد قاد عددا من المعارك تحت مظلة اللواء وهو قريب ايضا من ضباط وافراد اللواء من خلال مشاركاته لهم في معارك الحرية، كما انه وبحسن نية ظن انه بقبوله هذا المنصب سيخمد فتنة الاقتتال الداخلي ويجنب الحجرية الحرب الداخلية لمعرفته المسبقة بما يخطط له هذا التنظيم وحرصه على الحفاظ على اللواء ووحدته وجاهزيته التي كانت مثالا للانضباط والعمل العسكري المنظم والمبني على العقيدة الوطنية، ناهيكم عن رغبته في التخلص من اوزار اللواء 17 مشاه الذي كان قد استفحل في اروقته الفساد وضربت قلبه المليشيا في مقتل.
لا انكر انني كنت من اكبر المعارضين للشمساني بل كنت رأس حربة في الهجوم عليه وعدم تقبل تعيينه قائدا للواء لإيماني ان اللواء يجب ان يقاد من ابنائه وضباطه وهذا ما لم يتحقق، الا انه تم تمكين القائد الشمساني من عمله وان كانت الطريقة موجعة..
ما يهم في الامر ان القائد الجديد اتى بنية ان يقود اللواء ليستكمل مشروع الشهيد الحمادي، ليبقى اللواء القوة الضاربة في نحور المليشيا الحوثية لاستكمال تحرير تعز، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فلقد تم وبمخالفة صريحة ووقحة لكل الأنظمة والقواعد العسكرية تعيين الملازم ثاني محمد الجائفي رئيسا لاركان اللواء، متجاوزين كل الرتب والاركانات الاكفاء في اللواء من قاتلوا من اول طلقة وقدموا تضحيات ودماء من اجل الحرية، وكان القرار آتيا من نفس منبع فساد الجيش والقيم العسكرية، اي من علي محسن وصاحب مقولة تعز قطاع منفصل وزير الانسحابات وكشوفات الوهم، وليستكمل الجائفي المهمة التي اوكلت اليه منذ مجيئه في الاجهاز على المشروع الوطني باغتيال الشهيد الحمادي بمساعدة بعض الخونة من تم خداعهم ووعدهم بأن يكونوا قادة للواء وهم معروفون طبعا.
وقد ادى الجائفي المهمة المناطة به باموال التنظيم واوامر العجوز بشكل افضل مما توقعوه، فتم اغتيال القائد ولم يتبق الا الاجهاز على اللواء 35 مدرع، ولهذا لم يتوان الجائفي لحظة في العمل على هذا الهدف الثاني، فتم فكفكة اللواء وزرع الضغينة بين ضباطه وافراده وتجاوزت صلاحياته فوق صلاحيات القائد لارتباطه مباشرة مع قائد محور الطرابيل خالد فاضل، وفق تعليمات علي محسن.
ولاستكمال مهمته لم يترك الملازم الجائفي وسيلة الا استخدمها سواء كانت اخلاقية او نقيضها، فمن استخدام زرع الضغينة بين ضباط وافراد اللواء الى التهديد والوعيد وشراء الولاءات نظرا لتوفر امبراطورية من المال مخصصة لهذه المهمة، تجلى ذلك في فخامة المنزل الذي بناه له والذي تأكد كبر المبلغ المخصص لبنائه خاصة لو علمنا ان آخر قطع الاثاث الاتية من مناطق الحوثي كلفت اثنين وعشرين مليونا وخمسمائة الف ريال، ليستكمل وسائل تنفيذ المخطط المرسوم له بتوطيد علاقاته بمصاهرة قيادات الاصلاح في الحجرية مع وثوق المعلومات بقرب تنفيذ الزيجة الثالثة لاخيه الاصغر فرج من بنت احد قيادات الاصلاح في المنطقة، وهذا طبعا ظنا منه بكسب المجتمع في الحجرية.
كل هذه المعلومات وصلت الى العميد الشمساني ولو متأخرة، خاصة بعد ان احس من خلال ما يحاك من حوله بهول ما وضع فيه، فقرر اخيرا ان يربأ بنفسه عن هذه الخديعة ويحافظ على مكانته في مجتمعه وناسه وليتخلص من وزر ان يشارك بهكذا جريمة، فقدم طلب إجازة مرضية رفضت، ثم قدم استقالته المسببة والتي تم رفضها ايضا ليس حبا وتمسكا فيه من قبل تنظيم الاخوان، فهم قد ايقنوا انه سيكون عائقا لاستكمال مخططهم وانما لعدم تجهيز البديل بعد، فقد عقدت ثلاثة اجتماعات في قيادات مليشيا الاخوان بتعز وكلها لم تستطع الخروج بنتيجة حول القائد الجديد للواء، فسالم الدست الحاكم العسكري لتعز يطرح ان تؤول قيادة اللواء لاحد افراد الجماعة، مشترطا ان يكون من ابناء الحجرية لدراسته الوضع هناك ولنصائح قادة التنظيم في الحجرية بذلك.. بينما يطرح خالد فاضل وبموجب تعليمات العجوز الملازم الجائفي لذلك، معللا ان زيجات الجائفي واخوانه من الحجرية ستكون مدخلا لعدم اعتراض ابناء الحجرية على ذلك، وهو الامر الذي يجعل خيوط المؤامرات على آخر معاقل الوطنية والعقيدة العسكرية باللواء 35 مدرع تنكشف بجلاء ووضوح وتكشف للمجتمع مدى المخطط الذي يستهدف تعز الحجرية خاصة..
اخيرا، لا عزاء لكل خائن تآمر على القضية وساعد باغتيال الشهيد الحمادي بعد تلقيه وعودا بقيادة اللواء ليكون بحق ورقة تواليت رميت بمجرد استخدامها وليكون محتقرا ضميرا ومجتمعا.