عبدالله فرحان

عبدالله فرحان

تابعنى على

مهرجان تعز.. قراءة واقعية

Friday 23 July 2021 الساعة 02:48 pm

في اليوم الثاني على التوالي لمهرجان قلعة القاهرة الفني (تعز) تبدو جماهير الحضور اكثر تزاحما وباعداد كبيرة ومن مختلف الفئات العمرية والمستويات الثقافية والتخصصية.

وامام تلك الظاهرة التفاعلية ذهب الكثير من المتابعين الى توصيف الفعالية بالابداع الفني ووصف الحضور بالتميز الثقافي والميول الفني ووصفها بالترفيهية، وهذا ما لم تتصف به الفعالية في حقيقة الامر من قريب او بعيد  وفقا لمعايير الكيف والنوع الفني من جهة ومتطلبات وتجهيزات الإعداد الترفيهي من جهة أخرى.

وبالعودة الى القراءة التحليلية في تفاصيل المهرجان يتضح 

الآتي:

1/ الكيفية الفنية متواضعة جدا او بالاصح لا ترقى الى مستوى المسمى الغنائي المتميز الجاذب لهكذا تزاحم وترويج اعلامي.

 فلم يكن ضيف المهرجان الفنان ابو بكر او ايوب او احمد فتحي او إحدى فنانات الاصوات الرقيقة كالفنانة أمل او انغام وغيرها.

2/ البيئة المكانية الحاضنة للمهرجان عبارة عن مزار اثري لها رمزيتها الحضارية مستقطبة للزيارات السياحية والابحاث التاريخية ولم تكن مطلقا بيئة ترفيهية او ذات امكانية لإقامة مثل هكذا فعاليات، فمدرجاتها صخور واحجار وساحاتها مكشوفة للشمس والرياح والاتربة والامطار، ومفتقرة تماما لأبسط مقومات الترفيه، بل ويصعب الجلوس المريح فيها، فلا مقاعد واثاث ولا دورات مياه ولا تجهيزات فنية او خدمات ترفيهية.

فالجلوس المتزاحم فيها يعد مشقة وليس بمتعة.

3/ سعر قيمة التذكرة المحددة ب500 ريال تعد بالنسبة للعوائل والاسر الكبيرة العدد رسوما مرتفعة..

وامام كل تلك الحقائق الواردة فإن التوصيف المنطقي للفعالية بأنها متنفس اجباري دافعها الاكتئاب النفسي ومحاولات للهروب من الواقع المفخخ امنيا ومعيشيا واجتماعيا.

وبالتالي فإن ذلك الحضور المتزاحم نتاج لعامل نفسي معقد ولا صلة له بالمسمى الثقافي والميول الفني.. وهو ما يؤكد بأن مجتمعات الحروب بأمس الحاجة الى اعادة تأهيل نفسي يزيل الاكتئاب والتنمر..

*  *  *

باختصار:

الناس في تعز المدينة مسجونون داخل علبة صلصة محاطة بواقع أمني هو الأسوأ على مر التاريخ. 

 فالجميع يشعر بالاختناق والاكتئاب مما يجعل ايام العيد فرصة لخروج الكثيرين مع عوائلهم الى الاماكن القريبة الآمنة والمحدودة غرب وجنوب المدينة ليستنشقوا الهواء ويستعيدوا انفاسهم ويبحثوا عن ذاتهم المسلوبة بفعل الحروب، فتجدهم يتزاحمون على جوانب الطرقات الى درجة الاحتشاد والتجمهر.. بعيدا عن اكاذيب ابداعات استقطاب الاعداد الفني المزعوم.

وما الحشود التي زخرت بها قلعة القاهرة إلا إحدى التجمعات المتكررة عشرات المرات على جوانب الطرقات في الحبيل جوار الجامعة والضباب الى مفرق جبل حبشي.. وجميعها تبحث عن تطبيب نفسي لتستعيد ذاتها فتحلم بعودة الحياة وتغني لعلها تعود من جديد.. 

*  *  *

للتذكير:

مهرجان قلعة القاهرة الاول 2018 

رسومه مجانية دون تذاكر ومزودا من قبل قيادة السلطة المحلية بمشروبات وشوكلاته ومكسرات مجانية.

وتم دعم المهرجان والمتميزين بجوائز واكراميات من قبل المحافظ د. امين احمد محمود.

وفي المهرجان الثاني لم يكن هناك تذاكر او رسوم ايضا وكان للاستاذ شوقي احمد هائل دعم واكراميات للمتميزين في المهرجان.

واخيرا، فحكاية المهرجان الرابع عليكم سرد.... تفاصيله لعدم معرفتي بها. 

ووفقا لبعض الروايات بأن المهرجان تتخلله عروض أشبه بعروض سيارة فؤاد دحابة المتكررة في ساحة التغيير بصنعاء 2011.

*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك