محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

لبيك ربي.. هذا أنا وبلادي

Monday 19 July 2021 الساعة 08:13 pm

لبيك اللهم لبيك وما أحوجني لأن يتهادى النهار في عيوني نسمة من رحمتك تنساب من عليائك وتطوف بين جوانحي لأستعيد بعض الحياة، مرارة العيش في جوف البُعد عن مرضاتك أوقعتني في حيرتي، وحيداً في جلدي أطوف خراب بلادي بدون حذاء، وما تبقى من الدم في عروقي.

لبيك ربي في يوم عظيم اعتلى فيه صوت النداء تكبيراً لعظمتك، وما أحوجني لأن أكون في كنف تلك العظمة، استل في الليل بهذا الضعف باحثاً عن كف السماء تطبطب على بيوت بلادي المهدمة، وأفواه الناس الفارغة من الطعام، والصائمة عن الكلام، وحدسها الذي يبقيها على أمل أن تشمل البلاد سحائب رحمتك مطرها السلام. 

ما بين صنعاء يا ربي وقلبي تنهيدة من الأنين والحنين، تاءه في الغربة عنوة، كما يتوه عن وجهك المذنب، صنعاء يا ربي وحدها تملك سلالم العتق من ظلام مستورد، ووحدها من تصون كرامة رفات الموتى وهي الامتداد التاريخي لما تبقى من عروقي. 

أما عدن يا الله وهي تبسط يدها كل البسط لمن يأوي إليها، مفزوعاً أو تلاحقه خطاطيف الشياطين منبر بعمامة تم غزلها في أكناف طهران، على الراية سوداء في ظلام المشاريع الانتقائية للشعوب، كل ما في عدن من محبة أنت تعلمه، باركها وامنحني القوة لألتمس تلك المباركة في ثغرها وشمسها. 

أطوف بين مدن بلادي الجريحة، اسمك في فمي غنوة، تلبية وتكبيراً، أنت المبارك في مأرب العنيدة، وحضرموت الوتيدة، وتعز العتيقة، ولحج الوليدة، والمهرة المزدانة بمزهريات جودك، وصعدة العاتقة للخير، كل المدن يا ربي هي بيوتك، وما أنا إلا إليك روحاً تعبت من السير ولم تتعب من ترقّب الرحيل إليك. 

لبيك ربي إني ملتحف رداء الشوق، وبلادي يلتحفها الخراب وطريق الحرب في جوفها، نحن عرايا إذا لم نلتجئ إليك، باسمي واسم بلادي ما كنا نشعر بالأمل إلا لأنك القادر على أن تصون السلام وتمنحه لأرض يباب أنهكها الانتظار.

تعلم يا صاحب الفضل أن الروح مزهرة ولكن في عيوني رمد، دخان المدن يحجب عني الرؤية، وصوت المدافع طنين يحد من سماع الرعد، وسيف الظلم زائر يوميّ على جسدي، ما فتأت أن أقول هذا أنا وبلادي، إلا والسياج تحيط بنا، وحدها لبيك ربي هي الصيغة التي تخترق تلك السياج وتذهب تطرق بابك الكريم. 

امنحني القوة والرأفة، واتحنن على المدن في بلادي قوة كسر الظلام والقدرة على حشر الخراب والحرب في زاوية السلام، أنت السلام ومنك السلام، وهذا قلبي في يديك، وقلب بلادي في يدي.. لبيك ربي هذه بلادي، لبيك يا صائغاً لفؤادي.