محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

رؤى "الشرعية" المشتراة من خيال: الهزيمة غنيمة والانتصار نهاية مأساوية

Wednesday 14 July 2021 الساعة 09:20 am

كلما قلنا عسى أن نجد في هذه المعركة ثقباً من خلاله يمكن أن نخلق وقعاً كبيراً للانتصار، ونُعيد للبندقية دورها الحقيقي، ونتمترس في كل قرية ومدينة لنلتقي وسط صنعاء، كانت قيادة الشرعية هي الموجة العاتية التي تسد كل ثقوب العبور، موجة من الغبار الفاسد والرؤى المشتراة من وحي خيال: الغنيمة هي الهزيمة، والانتصار نهاية مأساوية.

سبع سنوات عجاف وقيادة الشرعية تمخر في ظلام لا نهاية له، ظلام من الفساد تخنقنا به وتلعن أجسادنا بتجارة الحرب وغنيمة الهزائم، ظلام نغرق في أتونه مكبلين بسياسة القيادة الهِرمة، والتي شاخت وبلغت حد الجنون في هوس السلطة وحب التملك، حتى وإن كان ذلك على حساب بلد بأكمله، حتى وإن كانت الهزائم وسيلة البقاء الوحيدة على كرسي السلطة.

كلما وجد الناس نهاية لنفق الظلام المخزي، كانت قيادة الشرعية هي الجبل الذي يصطدم به الناس، ويعيق بلوغهم نهاية النفق، يحاول أبناء هذه البلاد أن يحدِثوا خرقاً للنجاة، فيصطدموا بجدارات الشرعية تسد كل نوافذ الخروج والانتصار، وكأنها تمنح الوقت مزيداً من الانكسارات وكثيراً من أشلائنا، وكل مستقبل بلادنا.

تلك القيادات المرتدية لحاف الشرعية، لا يمكن لها أن تنتصر، ولا بد أن نجترح في هذا الظلام قبساً في عزيمتنا وعقيدتنا، لنعبر هذه الجدارات، ونخطو فوق عنجهية حب السلطة وشيخوخة العجز، نتجاوز لظى تلك القيادات لننقذ ما يمكن أن ننقذه من أجل بلادنا وأمنها وسلامة وأمن جيراننا ودول الإقليم.

لم يحدث أن وُجدت قيادة لدولة مثل هؤلاء النخاسين، ولم يحدث أن خاض بلد ما حرب بمثل هؤلاء قادة له، حتى وإن كانت النتيجة هي الهزيمة، لأن قيادة الشرعية في هذا البلد الهزيل أصبحت الهزيمة غنيمة، وللحرب غنائم، ويا ريت كانت من جانب العدو.

من يعتقد أن اليمن سوف ترسو في بر الأمان في ظل قيادة "هادي" والإخوان للشرعية، هو إما يكون لصا وتاجر حروب يعمل في إطار دائرة شلة "هادي" يريد أن يوهم الآخرين، وإما يكون شخصا لا يعرف الحقيقة ولا يعيش في هذه البلاد، ولا يعرف شيئاً عنها ولا عن لغتها وموقعها، ولا يعرف أن حرباً فيها أسقطت كل مقومات الحياة والسبب "هادي" ومن معه ومن إليه. 

لن ننجو ونحن في ظل أوامر تلك القيادة المنخورة بالتحنيط السياسي، ولن نعبر المضيق ودفة القيادة في أياد لا تؤتمن على نظرة واحدة في حذاء مقاتل بطل، لا بد من التغيير السريع وإنجاب قيادة وطنية في يدها بندقية ورصيدها النصر وحلمها وطن للجميع وجمهورية في ظلالها نحن أحرار.