منذ ما قبل ال11 من فبراير 2011م كانت الخطابات السياسية من الحزب الحاكم حينها تتكلم عن أن اليمن في طريقها الى الصوملة وتفتت النسيج الاجتماعي المفكك اصلا حينها، بسبب ما مورس ضد ابناء الجنوب بعد حرب صيف 94م، والتي افضت الى استبعاد الكثير من الكادر العسكري والاداري لأبناء الجنوب الى سلة التركين واجتياح الوظيفة العامة من قبل المنتصر وارباب الفتوى.
حينها كانت احزاب المعارضة تسخر من هذا الخطاب، بل وتدلل من على منابر الخطابة في ساحات الثورة ان ما سيكون هو العكس تماما، بدعوى اعطاء كل ذي حق حقه وانهاء المظلوميات التي عانت منها كثير من شرائج المجتمع اليمني والجغرافيا اليمنية كقضية الجنوب وصعدة والمناطق الوسطى، وهو ما سيعيد، من وجهة نظر المعارضة، البناء وفقا للعدالة الاجتماعية المزمع تنفيذها بمجرد اسقاط النظام.
لكننا تفاجأنا بنكوص تام لكل هذه الوعود بعد تشكيل حكومة باسندوة، ومنها على وجه الاستدلال عدم عودة المبعدين الجنوبيين الى وظائفهم، ثم توالت الاحداث لتأتي حرب المليشيا الحوثية لتكون اول بذرة لما سخرنا منه، وهي الصوملة ولتفتت البلاد بين تشكيلات عسكرية ومليشيا دينية سلالية ومنظمات ارهابية مدفوعة الأجر والتمويل من الخارج، وما زالت تتلذذ بدمائنا وهي تراق في الدفاع عن جمهورية اضعناها حينما قبلنا ان يشاركنا الارهاب والكهنوت في ثورة فقدت بوصلتها واصبحت بقرة حلوبا تشرب الدماء وتنتج المال لامراء الحرب.
ونتيجة حتمية لهذه الحرب الملعونة موقدها وتجارها، فقد نشأت نتوءات قبيحة زادت من الالم والأنين للمواطن اليمني كانت نتاجا للارتماء بين احضان عمالة مقننة بشرعية الانبطاح مدفوعة الأجر من مستعمر قديم ودويلة لقيطة ومشبعة بفكر ارهابي لتنظيم ما فتئ يدمر الوطن العربي وفقا لمخطط آت من خلف البحار.
وكانت تعز مدينة السلام والمحبة ومشروع المدنية هي الهدف الاول لهذه النتوءات حتى يكبت صوتها المنادي دوما بالحرية ليسهل بعد ذلك احتواء ما دونها، فعاقرت الإرهاب مجبرة واغتصبت سكينتها في سادية بغيضة من تنظيم الاخوان الارهابي الذي حولها وعلى مدى ست سنوات عجاف، الى مقبرة لاحياء يتمنون الموت وحديقة يذبح زهرها ويسرق الخوف امان تربتها.
كما استحوذ امراء الحرب على الايرادات بعد ان بسطوا على الوظائف فيها واغتيل فيها مشروع الدوله ليتم تسمين مشروع الارهاب، وحورت الكلمة وتركت يد السجان مغلولة على من أنكر الرضوخ ليختتم التنظيم الارهابي السيطرة التامة عليها في استنساخ آلية مليشيا الحوثي، لكن بنكهة سنية إرهابية، وتصبح تعز تحت بسطة المشرفين الذين يقوضون ما تبقى من رائحة للدولة لتعلن عما قريب امارة داعشية بامتياز.
وما نلاحظه اليوم من إجراءات للتنظيم الاخواني في شبوة، من قمع للحريات ومصادرة حق التظاهر واعتقال الناشطين والمواطنين المدنيين لمجرد التعبير السلمي لمطالب محقة وعادلة، بل والاعتداء عليهم بالرصاص الحي في جريمة حرب استنكرتها المنظمات الفاعلة والمهتمة بحقوق الانسان، هو جزء من نفس المخطط الذي مورس في تعز وما زال.
كما ان التمكين لهذا التنظيم الارهابي في السيطرة على المرافق الحكومية والوظائف وتسريح ابناء شبوة والجنوب منها واستبدالهم بالموالين للتنظيم والحاكم بأمر الله بن عديو (محافظ شبوة) هو نفس ما مورس في تعز لاعلانها امارة للارهاب ثانية بعد ان تمت السيطرة على مواردها الاقتصادية واستجلاب مرتزقة من تركيا وسوريا وبرعاية وتمويل قطري، وهو ما يعتبر اخلالا بكل المعاهدات الدولية والاتفاقات التي تمت بين المكونات السياسية في الرياض والتي بدورها ستكون كارثية على الجغرافيا والاقليم، نظرا للتهديد الذي سيكون فعليا على الملاحة في بحر العرب والمحيط الهندي.
لابناء شبوه في جنوبنا الحبيب:
لقد ذقنا مر سكوتنا وصمتنا عن هذا التنظيم الارهابي حتى قتل ابطالنا وشرد وهجر قادتنا، وهدمت منازلنا وانتشرت عصابات الشر والاجرام في شوارعنا، لتكون ممتلكات كل ضعيف مغنم لامراء الارهاب، وها انتم سائرون في نفس الطريق التي وصلنا في نهايتها الى مرحلة الضياع، فأفيقوا قبل ان تصلوا الى نموذج التعوزة والارهاب.
كما اسأل دول التحالف وفي مقدمتها الشقيقة الكبرى، كما تحب ان نسميها: الا يكفيكم ان يكون في خاصرتكم خنجرا ايرانيا يهدد سكينة بلدكم عبر مليشيا الحوثي ليضاف اليها خنجرا آخر لا يقل عداوة واضمار شر لكم عبر مليشيا الاخوان الإرهابية؟؟
صناعتكم سترد اليكم لا محالة!!.