لوهلة وأنت تتصفح صفحات الذباب الإلكتروني لمليشيا الحوثي ومليشيا التنظيم الدولي للإخوان الإرهابي، ومدى الإسفاف في النيل من آخر معاقل الشرعية في اليمن، المتمثل في مؤسسة المجلس النيابي للشعب اليمني عبر استهداف ممنهج ومدروس وممول للهامة الوطنية وقبس الدولة، دولة الشيخ سلطان سعيد البركاني رئيس مجلس النواب، تلحظ وبما لا يدع مجالا للشك، أن هذا الاستهداف المدفوع الأجر مسبقا يأتي من نفس الإناء الممتلئ إرهابا ودمارا وعمالة، الفارغ فكرا وضميرا ووطنية، بل أنك وفي غير منشور لكل المحسوبين على هذه المليشيا المتفقة قتلا وفسادا وعمالة، المختلفة عمة ومرشدا، تراها متطابقة حد أنك تستشعر أن الكاتب واحد وبنفس القلم الملوث بدماء أبناء اليمن، الراسم لتشظيه خدمة لما وراء حدود العروبة والوطنية، وهو الأمر نفسه الذي يجعلك على يقين في أن هذه الأقلام الممزوجة بصنيعة الإرهاب كاذبة حد الثمالة في محاولة تشويه لأحد أوفى الأوفياء للوطن والقضية.
وأنا أطالع هذا القيء الذي تلقيه أقلام الإرهاب الحوثي والإخوان على رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، تذكرت في مطلع التسعينيات من القرن الفائت تلك الحملة التي استهدفت ديننا الإسلامي بعد أحداث 11سبتمبر1991م، بعد أن قام الإرهاب باستهداف برج التجارة العالمي وسكك الحديد في بريطانيا وإسبانيا، ليصدر للعالم الغربي أن الإسلام دين قتل ودماء كما خططت لذلك مخابرات تلك الدول، وترافق معها حملة تشويه وتضليل من الصحف الأوروبية والأمريكية ضد الإسلام، والتي اتت نتائجها عكسية لما ارادت تلك الغرف الاستخباراتية، فالحملة وبدلا من أن تنفر العالم الغربي من الدين الإسلامي جعلتهم يبحثون عن ماهية الإسلام الحقيقي، ما أفضى إلى دخول أعداد مهولة منهم في الدين بعد أن عرفوا حقيقة هذا الدين وأنه دين محبة واخاء وتسامح، وأنه غير ما يصوره هذا الإرهاب والمخابرات الغربية.
واليوم يجني الإرهاب الحوثي الإخواني عكس ما تأمله من الحملة التي يقودها أجراؤه ومنتفعوه ضد السلطان البركاني.. حيث أن هذه الحملة جعلت الكثير من أبناء اليمن يزدادون يقينا بأن البركاني هو أمل حقيقي لاستعادة الدولة التي اجتهد الإرهاب الحوثي والإخواني لهدم اركانها، لأنهم أصبحوا على يقين بأن هذه المليشيا واعوانها لا يمكن أن تجتمع في هجاء أحدهم إلا إن كان عكس تيارهم المتغني بالمرشد والمشبع بالعمالة، إضافة إلى ذلك فإن من لا يعرف من هو سلطان البركاني ذهب وبشغف، ليقرأ تاريخا من نور ووطنية حاولت هذه المليشيا وتحاول أن تطعن في نزاهته ووطنيته أو هكذا شبه لهم ولرب ضارة نافعة.
لست مؤهلا أن أكتب عن سلطان الوطن، وتعجز اناملي أن تتحمل عبء التقصير في سرد تاريخ من الوفاء للوطن ومواطنيه، فاليد التي رفضت أن تصافح الحوثي بعد أن عرضت عليها الملايين لتكون شاهد زور في حفل تزويج الوطن بملالي إيران، هي نفسها اليد التي لا زالت وإلى الآن ترفض بيع الوطن لخليفة الباب العالي في اناضول الارتزاق، وهذا ما جعل الأضداد يتحدون لممارسة رذيلة الكذب لتشويه وطن في قلب رجل، ورجل يسكنه وطن لم ولن ينكسر إلا لتربة عشقها، ولا عيب فيه إلا إدمان حبها ولا غير.
لم يكذب الرجل في وصف وطنه بحديقة، فالحديقة هي الأرض الأكثر ازدهارا ورونقا، وهي الجنة الدنيوية التي يصنعها الإنسان لذاته، والوطن كذلك في عين البركاني جنته ونعيمه، وما أجملها من حديقة لبيت الله الحرام، متنزل الرسالة ومولد الهداية واشتياق نبي.. بينما لا يرى الإرهاب في هذا الوطن إلا مستنقعات خصبة لتجارة الأرواح ونهب الممتلكات، والإرهاب والارتزاق والعمالة لنار المشرق المغلف بنبوءات كهف قم أو للسخرة التي مارسها آغاوات الاناضول على أبناء اليمن واستعبادهم.
سلطان البركاني.. سأظل وجميع أبناء اليمن على أمل ويقين بأنك آخر معقل للوطن، وبك نستنجد لعلمنا أنك تحمل صفات الرجال، ولا تستهويك خصال العبودية التي يمارسها من باعوا أنفسهم للإرهاب وارتهنوا للعمالة من أبناء جلدتنا، بل وصل الأمر بهم إلى أن تآمروا مع اوليائهم لدك حجرية النعمان وتعز المدينة، وللأسف يحسبون أنهم يحسنون صنعا، ويدلسون على من استشارهم وهم شر من أشار بأن الوطن هو التنظيم الذي باعوا أنفسهم ووطنهم وحزبهم وتاريخهم من أجل فتات من نفط وأجر زهيد وعليهم سحائب......
سلطان البركاني عهدنا بك الوفاء للوطن، وعهد علينا الوفاء لك وله، فلا تنظر إلى ما دون قدمك، فإن الجميع قد عرفهم ولك تشد الرحال لعيون عاشقي الوطن.