وضاح العوبلي

وضاح العوبلي

تابعنى على

سلطنه عمان والتنظير الروتيني للحوثي

Tuesday 08 June 2021 الساعة 04:52 pm

هذه ليست المرة الأولى التي تصل فيها طائرة عمانية تقل وفدا عمانيا إلى صنعاء. 

ففي تاريخ 11/11/ 2019م تزامنت زيارة الأمير خالد بن سلمان، إلى السلطنة، مع وصول وفد عماني إلى صنعاء حينها.. وسبق تلك الجولات أيضاً جهود أمريكية مشابهة لما يجري اليوم. 

الحقيقة أن الحوثية لا ترى اي مستقبل لها بالسلام، وكل مستقبلها مرتبط ارتباطاً مباشرا باستمرار الحرب واستدامته إلى ما لا نهاية، وهذا الثابت الذي يدركه الجميع، إلا أننا نتحدث عن السلام كفرضية، وأنا كذلك ضمن أولئك المتحدثين رغم قناعتي التامة باستحالة السلام المطلوب مع الحوثيين. 

إن تمكنت الضغوط الحالية من ارغام الحوثي على المرونة أمام اللهجة الأمريكية الأخيرة، فهي لتحاشي اي إجراء امريكي ضد الجماعة، وهذه الجزئية هي المهمة الاساسية للوفد العماني الذي جاء من أجلها الى صنعاء، ومفادها "استجيبوا للحيلولة دون غضب إدارة بايدن منكم". 

ولهذا فقد يلجأ الحوثي للمناورة بإظهار قليل من المرونة يشترط بها بعض المكاسب السياسية مقابل هدنة مؤقتة، وسيفجرها بأي لحظة حرباً شاملة، مع أول منعطف دولي يرى فيه الحوثي أنه توقيت موات لإنهاء هذه الهدنة المفترضة.

وبدون حرج سيشن الحرب في الجبهة التي يريد، ولن يعجز عن تسويق المبررات التي استدعته لتفجير الموقف، وهو البارع في هذا المجال، أمام شرعية بلهاء، وعقيمة التفكير، ومتجذرة الغباء، بمسؤوليها ودبلوماسييها، وكل من فيها.

الهدنة أو التهدئة أو إيقاف النار المزمع، سيستغلها الحوثي للإعداد والحشد والتعبئة، وللتنسيق مع بعض المشايخ والشخصيات في المناطق المحررة.

وبالمقابل ستتخذها الشرعية فترة للراحة، ولافتعال الصراعات والنزاعات البينية، وللتصعيد السياسي والإعلامي والعسكري ضد بعض المكونات الوطنية الحليفة، وهذا ما سيؤدي لإفراغ جبهات المواجهة مع الحوثيين من زخمها الذي شهدته خلال الأشهر الأخيرة الماضية، وهو ما سيهيئ الأوضاع جيداً للجولة التصعيدية العسكرية الحوثية القادمة، عقب اي تهدئة.

عندما نتحدث هنا عن تهدئة، فهي تهدئة في الاصطلاح إلا أنها على الأرض لن تكون كذلك، وأكبر دليل على ذلك تعامل الحوثي مع سابقتها في جبهات الحديدة بكل ما فيها من نقاط للمراقبة الأممية، ومراكز للتنسيق المشترك، وهو ما لم يأخذه الحوثي ومليشياته يوماً على محمل الجد منذ الأيام الأولى لاتفاق استوكهولم المشؤوم وحتى هذه اللحظة.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك.