محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

دموع "نصر الله" أغلى من دماء اليمنيين.. حكاية الخبز "الحوثي" إلى فلسطين

Saturday 29 May 2021 الساعة 09:49 am

خرج "نصر الله" في خطاب قبل يومين، يتحدث عن فلسطين، وكان قد سبقه "الحوثي" في الحديث عن ذلك، لكن الأول أسبل الدمع الزائف ووجهه إلى اليمنيين، رداً على حديث الحوثي عن تقاسم الخبز مع الفلسطينيين، هذا اللغو الفاضح والدمع الزائف لهؤلاء المجندين في خدمة إيران، هو محاولة لاستعطاف الجماهير، وكسب ولائها باسم فلسطين والقدس.

يمتلك نصر الله أسلوبه العاطفي وصوته الجهوري ويمتلك قدرة على اللعب بالألفاظ والكلمات، ويحاول الحوثي تقليده بكل الوسائل، ولكن النتيجة هي الفشل، ولذلك يستعين الحوثي بنصر الله في توجيه اليمنيين لما يريد، وفي غرس مبادئ التوجه نحو إيران تحت غطاء محور المقاومة وفلسطين.

دموع نصر الله هي قراءة في استعطاف الناس البسطاء في اليمن، لأن صورته في أذهانهم عالقة منذ حرب تموز 2006م، حيث كانت صورة البطل الذي واجه إسرائيل، لكن فيما بعد انكشاف الغطاء وتهشم تلك الصورة في الذهنية العربية، وانفضح نصر الله بولائه المطلق لإيران ضد العرب، يحاول أن يستعيد تلك الصورة من خلال العاطفة، وخاصة لدى الناس في اليمن، من أجل الالتفاف حول الحوثي. 

كثيراً يعمل نصر الله في تغطية العجز الكبير الذي أظهره الحوثي في توجيه اليمنيين نحو الولاء لإيران على المستوى السياسي، فهو يشتغل عن طريق الخطابات من أجل تضخيم دور الحوثي، واستبساله، بل يصل الأمر إلى حد التمني أن يكون جندياً تحت راية الحوثي لقتال اليمنيين في الساحل الغربي. 

عملية تجميل الحوثي، وتعزيز تغلغل شخصيته في قلوب وعقول أتباعه هي مسؤولية نصر الله، وهي إحدى وظائفه الرئيسية فيما يتعلق بدعم جماعة الإرهاب الحوثي في اليمن، بحيث عندما يسمع أتباع الحوثي المديح والثناء الذي يوجهه نصر الله من بيروت إلى عبدالملك الحوثي، تزداد قناعتهم به، وإيمانهم بولايته، وشعورهم أنهم في صف الحق. 

عن فلسطين وعدالة القضية، يستخدم الحوثي ونصر الله أسلوباً تكاملياً من أجل تعزيز سيطرتهم على الموارد، وتحشيد الناس للقتال في صفوفهم، حيث أن هذا الأسلوب يكمن في أن تحرير فلسطين لا يكون إلا بإسقاط كافة الأنظمة العربية، وبأن تتحول الشعوب إلى مربع إيران، وأن يكون عملاء إيران هم من يتحكمون بالسلطة والثروة. 

تعتبر فلسطين نقطة مهمة في البحث عن مشروعية لبقاء جماعات إيران في لبنان واليمن، هذه المشروعية التي لا يستطيع عملاء إيران الحصول عليها من خلال الانتخابات، فهم يسعون إلى التمسك بفلسطين، ليس كقضية وإنما كوسيلة لتحقيق مآربهم، ولهذا يتسكعان في الخطابات الرنانة عن فلسطين والقدس والتحرير، لأن الواقع يثبت صحة زيف ادعاءاتهم ويفضح تشنجات خطاباتهم العاطفية. 

لا تزال فلسطين هي قضية الحق، ولا تزال هي جوهر الحل لكل مشاكل الشرق الأوسط، وفي المقابل لا تزال هي القضية التي من خلالها سبحت الجماعات الدينية على دماء الشعوب العربية من أجل السلطة والحكم، ومن خلالها سُلبت أموال الناس وحياتهم، ولم تُترك لهم فرصة لمساندة فلسطين بشكل واقعي وصحيح.